عاجل
الخميس 15 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

الولايات المتحدة والصين وروسيا والهند والسعودية يحتلون المراكز الخمسة الأولي

الانفاق العسكري العالمي يزداد إلي 2.44 تريليون دولار في 2023

مع تصاعد الحروب؛ خلال العامين الماضيين، سجل الإنفاق العسكري العالمي في 2023، مسّتويات قياسّية بلغت: (2.44) تريليون دولار، في زيادة قدرها: (6.8%) عن عام 2022، فيما تبلغ هذه الزيادة هي الأكبر منذ نحو (15 عامًا).



وكانت الزيادة بنسبة 6.8 بالمئة بين عامي 2022 و2023 هي الأكبر منذ عام 2009، مما دفع الإنفاق الحكومي على الصناعات العسكرية إلى أعلى مستوى سجله معهد "ستوكهولم" في تاريخه الممتد 60 عاما.

 

ولأول مرة، سجل المحللون في معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام ارتفاعا في الإنفاق العسكري الحكومي في جميع القارات: أفريقيا وأوروبا وآسيا وأوقيانوسيا والأمريكيتين.

 

ونقلت صحيفة "الجارديان" البريطانية عن، نان تيان، وهو أحد كبار الباحثين في برنامج الإنفاق العسكري وإنتاج الأسلحة التابع لمعهد "سيبري"، قوله إن "الارتفاع غير المسبوق في الإنفاق العسكري هو رد مباشر على التدهور العالمي في السلام والأمن".

 

وحذر تيان من تزايد خطر اشتعال صراع غير مقصود مع تسابق الحكومات للتسلح. 

 

وحسب تقرير المعهد، فإن أكثر الدول إنفاقا على القطاع العسكري في العالم عام 2023، هي الولايات المتحدة والصين وروسيا والهند والسعودية واحتلالهم المراكز الخمسة الأولي عالميا.

 

وذكر المعهد أن روسيا زادت الإنفاق الدفاعي 24 بالمئة إلى ما يقدر بنحو 109 مليارات دولار، حيث خصصت 5.9% من الناتج المحلي الإجمالي للإنفاق العسكري، وهو أعلى مستوى منذ تفكك الاتحاد السوفيتي، وفقًا للتقرير.

 

وزادت أوكرانيا الإنفاق الدفاعي 52 بالمئة إلى 65 مليار دولار، وتلقت مساعدات عسكرية من دول أخرى بما لا يقل عن 35 مليار دولار، والتي كانت للمرّة الأولى من بين أكبر 10 منفقين، متفوقة على قوى مثل: فرنسا، واليابان، وإسرائيل.

 

وأشار المعهد إلى أن الرقمين معا يجعلان الإنفاق العسكري الأوكراني موازيا لنحو 91 بالمئة من الإنفاق الروسي.

 

وأضاف أن دول حلف شمال الأطلسي "الناتو" تنفق ما قدره 55 بالمئة من الإنفاق العسكري العالمي. وقال الباحث في المعهد، لورنزو سكارازاتو: "بالنسبة للدول الأوروبية في حلف شمال الأطلسي، شكل العامان المنصرمان من الحرب في أوكرانيا تغيرا جذريا في النظرة الأمنية المستقبلية".

 

الاتحاد الأوروبي

وذكر المعهد أن الدول الأوروبية في الحلف زادت من الإنفاق الدفاعي، حيث أن مواجهة سيناريو الحرب المستمرة منذ عامين، قررت أوروبا مضاعفة جهودها الاستثمارية العسكرية، لتزيد الإنفاق بنسبة 16% في عام واحد لتصبح خَلف أفريقيا (22%) وأعلى بكثير من الشرق الأوسط (9%).

 

وأشار التقرير إلى أن هذه الزيادة تتوافق مع هدف معظم الدول الأوروبية المتمثل في تخصيص المزيد من الأموال للدفاع، تماشيًا مع اقتراح الاتحاد الأوروبي.

 

وأصرت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، الأسبوع الماضي على "إنفاق المزيد والإنفاق بشكل أفضل"، في مواجهة "نوايا الأنظمة الاستبدادية"، في إشارة إلى إيران وروسيا وكوريا الشمالية. أمريكا.

 

الولايات المتحدة الأمريكية

وتحت جناح الرئيس جو بايدن، ظلت واشنطن صاحبة أعلى إنفاق عسكري في العالم، حيث زاد بمقدار 2% إذ استثمرت 859 مليار يورو، لتستحوذ على 37% من الحصة العالمية، أي ما يصل إلى ثلاثة أضعاف الصين 12% .

 

بينما كانت أولويتها هي فئة "البحث والتطوير والاختبار والتقييم"، ما يدل على أنها تبتعد بشكل متزايد عن عمليات مكافحة التمرد والحروب غير المتكافئة للتركيز على تطوير أنظمة دفاع وهجوم جديدة. الصين وجيرانها.

 

شرق آسيا

وفي الوقت نفسه، زادت الصين، التي احتلت المرتبة الثانية، استثماراتها للعام التاسع والعشرين على التوالي. لكن الوتيرة تباطأت في السنوات الأخيرة نتيجة لتباطؤ الاقتصاد.

 

وعززت الصين إنفاقها العسكري للعام التاسع والعشرين على التوالي، فزادته بنسبة 6 بالمئة أخرى إلى ما يقدر بنحو 296 مليار دولار.

 

وقد دفعت تعزيزات بكين العسكرية وتفاقم التوترات في المنطقة جيرانها إلى تخصيص مزيد من الأموال لجيوشهم.

 

وأنفقت اليابان 50,2 مليار دولار العام الماضي، وتايوان 16,6 مليار دولار، بزيادة قدرها 11 بالمئة لكلا البلدين. 

 

وفي ظل التوترات المتزايدة مع الصين وباكستان، ارتفع الإنفاق الهندى بنسبة 4.3% إلى 83,6 مليار دولار عن عام 2022 وبنسبة 44% عن عام 2014، مما يعكس زيادة فى تكاليف الموظفين والتكاليف التشغيلية. الشرق الأوسط.

 

الشرق الأوسط

وارتفع الإنفاق أيضا في كل أنحاء الشرق الأوسط، حيث شهدت إسرائيل - ثاني أكبر منفق في المنطقة - زيادة بنسبة 24 بالمئة، ليصل إنفاقها إلى 27,5 مليار دولار في عام 2023 مدفوعا بشكل أساسي بالحرب التي شنتها في قطاع غزة، ردا على هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر. 

 

كما زادت السعودية، أكبر منفق في الشرق الأوسط، إنفاقها بنسبة 4,3 بالمئة، إلى ما يُقدّر بنحو 75,8 مليار دولار. 

 

أمريكا الوسطى

وفي أمريكا الوسطى ومنطقة البحر الكاريبي، كانت الزيادات في الإنفاق مدفوعة بصراعات أخرى، مثل مكافحة الجريمة المنظمة.

 

على سبيل المثال، زادت جمهورية الدومينيكان الإنفاق بنسبة 14 بالمئة للاستجابة لتفاقم عنف العصابات في هايتي المجاورة والذي امتد عبر الحدود. 

 

القارة السمراء

وشهدت أفريقيا أيضا تضخما في الميزانيات العسكرية. 

 

وزادت جمهورية الكونغو إنفاقها بأكثر من الضعف (105%) ليصل إلى 794 مليون دولار، وهي أكبر نسبة زيادة في أي دولة، مع تصاعد التوترات مع رواندا المجاورة. 

 

ومع زيادة قدرها 78 بالمئة، شهد جنوب السودان ثاني أكبر زيادة، بلغت 1,1 مليار دولار.

 

وفي حين أنّ الحرب في أوكرانيا "لا تقترب من النهاية"، فضلًا عن الوضع الحالي في الشرق الأوسط والتوترات المتزايدة في آسيا، أعرب تيان عن اعتقاده بأنّ الدول ستُواصل على الأرجح تعزيز جيوشها.

 

وقال: "يُتوقع أن يستمر هذا الاتجاه التصاعدي في السنوات القليلة المقبلة على الأقل".

 

وسبق وأن ذكرت صحيفة "ذي إيكونوميست" البريطانية، إن تراكم الأزمات المسلّحة والحروب في العالم يأتي من غزة إلى أوكرانيا مروراً بتايوان مع تزايد عدد الجبهات المؤثرة في الصراعات، إذ تعرّض الفوضى العالمية الجديدة، قدرةَ الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها للإجهاد، وتستنزف قدراتهم العسكرية.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز