حمدين أحمد السحماوي أحد أبطال أكتوبر: كبدنا العدو خسائر فادحة وسيطرنا علي ثكناتهم العسكرية
قال حمدين أحمد السحماوي، أحد الأبطال المشاركين في حرب أكتوبر المجيدة عام 1973، أنه انضم إلي جيش مصر البطل في عام 71 لأداء الخدمة العسكرية، وتم نقلي إلي مركز التدريب ومنه إلي وحدتي في سلاح المشاه.
وأضاف حمدين أحمد السحماوي، في حديثه لـ"بوابة روزاليوسف"، أننا كنا نتمتع بروح عاليه جداً خلال حرب أكتوبر المجيدة، حيث كانت الحرب بالنسبة لنا غاية مهمة جداً لاسترداد الأرض المغتصبة من قبل العدو الإسرائيلي التي كان يستخدم كل أساليب العداء للسيطرة علي أراضي سيناء الحبيبة، وقام ببناء خط برليف المنيع الذي إنهار في دقائق معدودة علي يد أبطال الجيش المصري.. وإلي نص الحوار.
- في البداية نود أن نتعرف عليك؟
حمدين أحمد محمد، من مواليد عام 42، ومقيم بقرية السحماوي التابعة لمدينة سيدي سالم بمحافظة كفر الشيخ، وكنت حريص كل الحرص علي أن أنضم للجيش المصري العظيم، وكنت أتمني الشهادة في سبيل الله دفاعاً عن الوطن والأرض مثل الكثر من زملائي الجنود، ولكن قدر الله لي الحياة وأن أعيش لحظات النصر علي العدو الإسرائيلي.
- كيف كانت الروح القتالية لأفراد الجيش المصري في حرب أكتوبر؟
الروح القتالية كانت عالية جداً، حيث كنا نتمتع بالشجاعة والبساله الكبيرة، وذلك لأننا أصحاب الأرض ونقاتل من أجل استعادتها مرة أخري مهما كلفنا هذا من ثمن، حيث كنا نحارب علي جبهة القتال ونردد بأعلى صوت كلمة "الله أكبر" هذه الكلمة التي كانت تزلزل أقدام العدو، مؤكداً أن الرئيس محمد أنور السادات، وقادة الجيش، هم من قاموا بوضع خطة الحرب، وإطلاق إشارة البدء.
- هل كانت هناك استعدادات قبل الحرب؟
قبل الحرب بأسابيع كنا نقوم بالتدريب علي القتال بشكل يومي بأساليب مختلفة، ولكننا كجنود لم يكن لدينا أي علم أن هناك حربا، كما أنه كان يوجد العديد من الطلعات الجوية للطائرات المصرية ونري ذلك يومياً، وعندما كنا نسأل القائد عن ذلك، كان يقول أنه تدريب لسلاح الجو، وفي ساعة الصفر تيقنا أن هذا التدريب كان من أجل الحرب.
- كيف تلقيتم خبر الحرب؟
جمعنا القائد في أرض الطابور، وقال لنا كلمات أتذكرها كأنني أسمعها الأن: ياأبطال نحن هنا من أجل الحفاظ علي تراب الوطن، ودحر أي إعتداء علي وطننا الغالي، واستعادة كل شبر من أرضنا، الأوامر العسكرية جاءت لنا الأن بضبط النفس والاستعداد التام لصد أي عدوان، وبعد عدة دقائق شاهدنا سرب طيران مصري يتجه نحو العدو الصهيوني، فقال لنا القائد سنحارب الأن لاستعادة الأرض من العدو الإسرائيلي وبالفعل بدأت الحرب.
- حدثني عن الشعور الذي راود الجنود خلال إعلان الحرب؟
سادة حالة كبيرة من الفرح والسرور بين الجنود بقرار الحرب، لأننا كنا جميعاً ننتظر هذه اللحظة التي سنقوم فيها بدحر العدو الصهيوني، وإعادة كل شبر من أرض سيناء الحبيبة التي سيطر عليها، عندما جاءت الأؤامر العسكرية بالحرب، رددنا جميعاً في وقت واحد كلمة "الله أكبر"، كان لدينا الدافع، والعزيمة، والإسرار علي النصر، مهما كلفنا الأمر.
- صف لنا أجواء حرب أكتوبر؟
نحن كتائب المشاه، وقوات الصاعقة، أطلقنا وابل من الرصاص الحي تجاه العدو الصهيوني، والطائرات المصرية كانت تقوم بتغطيتنا من الأعلي، ويقوم سلاح المدفعية من خلفنا بإطلاق المدافع المضادة للطائرات، ومدافع الهون، والرشاشات الثقيلة، الجميع يتوجه ويطلق النار ببسالة عظيمة نحو العدو الإسرائيلي، وأخذنا نتقدم علي الأرض حتي وصلنا إلي ثكنات العدو، وقتلنا منهم الكثير، وسيطرنا علي ثكناتهم العسكرية، ومعداتهم وأسلحتهم المختلفة بشكل كامل، وقمنا أيضاً بأسر أعداد كبيرة منهم وإصطاحبهم معنا وتم التفاوض عليهم من قبل القيادة.
- كيف تم وقف إطلاق النار؟
بعد أن سيطرنا علي أرضنا وكبدنا العدو الإسرائيلي خسائر كبيرة في المعدات والأرواح، ووصلنا إلي الحدود الإسرائيلية، وكنا نتنمي أن ندخل الأرضي الإسرائيلية والسيطرة عليها، ولكن جاءت الأوامر العسكرية بوقف إطلاق النار، هنا توقفنا عن مواصلة القتال، وقال القادة الميدانين أن هناك تفاوض، ولكن بعد أن سيطرنا علي كامل أراضينا، وانتزعناها بالقوة من العدو المتغطرس.
- صف لنا أجواء النصر ولحظة عودتكم؟
النصر له مذاق خاص وشعور لم يوصف، وخصوصاً عندما تنتصر علي عدو كان يغتصب الأرض وياخذها بالقوة، بعد النصر علي العدو الإسرائيلي وأسر الآلاف من الجنود الإسرائيلين، استقبلنا الأهالي في الشوارع بالزغاريد، وتوزيع الحلوي، والهتافات الوطنية الجميلة، وكانت هناك حالة من البهجة والسعادة عاشها جميع أبناء الشعب المصري فرحاً بالنصر.



