تفاصيل احتفال دار الكتب والوثائق القومية بعيد تحرير سيناء
محمد خضير
ضمن خطة نشاط وزارة الثقافة، وتحت رعاية الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة، أقامت دار الكتب والوثائق القومية، برئاسة الدكتور أسامة طلعت، احتفالية وندوة بمناسبة ذكرى تحرير سيناء.
بدأت الاحتفالية بتلاوة آيات من الذكر الحكيم تلاها عرض لفرقة "دريم باند" من أداء مجموعة قادرون باختلاف. وقدمت الفرقة عددا من الأغاني من بينها: "دولا مين"، "يوم تحرير سينا"، "يا رايح ع الصحرا في سينا"، "طالعين على أرض الفيروز"، "يا اللي من البحيرة ويا اللي من آخر الصعيد"، " صباح الخير يا سينا"، "عاشت بلادنا"، "أبويا وصاني".
وقدمت الطفلة "تاليا محمد" فقرة غنائية ثم ألقت "روضة وليد" الطالبة بمدرسة نجيب محفوظ الابتدائية قصيدة بعنوان "أنا مصر بلدي"، وقصيدة بعنوان "البطل مصري".
وعقدت بعد ذلك ندوة "سيناء أرض السلام". وتحدث فيها د.مينا رمزي رئيس الإدارة المركزية لدار الكتب، بالنيابة عن د. أسامة طلعت رئيس الهيئة، والذي أكد أن تحرير سيناء يعلمنا درسا تاريخيا يعلمنا ألا نيأس فكل شيء ممكن مع العمل والاجتهاد.
وقال إنه قد رفض كل من جيشنا الباسل وشعبنا الكريم الاستسلام لليأس، وبعد النكسة خضنا حرب الاستنزاف ثم حرب أكتوبر المجيدة، كما نتعلم القوة في الحفاظ على الوطن وأرضه وتراثه.
ومن جانبه تحدث لواء أ.ح. دكتور محمد قشقوش مستشار الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، مشيدا بالدور المحوري الذي تلعبه دار الكتب والوثائق القومية في حفظ التراث وتعزيز الثقافة.
وتحدث عن تجربته وشهادته حول المشاركة في حرب ١٩٦٧ بعد تخرجه بعام واحد. وقد تواجد الجيش في سيناء منذ ١٥ مايو، وصدرت لنا أوامر الانسحاب في أول أيام الحرب، منذ يوم ٥ يونيو ١٩٦٧، وهو ما تسبب لنا في صدمة كبيرة فقد كانت هزيمة بلا حرب.
وبالرغم من ذلك خرج الشعب المصري بأسره رافضا تنحي الرئيس جمال عبد الناصر مطالبا بالاستمرار حتى النصر.
وتحدث اللواء قشقوش عن ذكريات إعادة بناء القدرات وحرب الاستنزاف وكنا نرفض القيام بإجازات حبا منا في البقاء على الجبهة والاستمرار في القتال.
وتم خلال الاستنزاف الإنهاك المتتالي لقدرات العدو رغم الفارق الكبير في إمكانيات التسليح، وكانت قوات العدو تدك البيوت ليلا على رأس سكانها وهو ما أدى إلى تهجير محافظات القناة الثلاث وعاشت بعض الأسر في فصول المدارس فقررت بعض الأسر المصرية استضافة المهجرين في كنفهم.
في تلك الفترة تم تشكيل مجموعات الفدائيين وكنت قائد إحدى المجموعات ورأينا خط بارليف أثناء بنائه، وكان عم قاسم وهو رجل مدني مسن رفض مغادرة الإسماعيلية، السبب في اكتشاف عملية بناء خط بارليف حيث اقترح التلصص على العدو من مبنى الجراحة في مستشفى أوجيني "مستشفى قناة السويس"، حاليا ومن هنا كان الجيش المصري على علم جيد بطبيعة البناء والمواد المستخدمة.
كما يعود جزء كبير من فضل الانتصار للخطة المحكمة التي وضعها الفريق سعد الشاذلي ونفذها الجيش بشجاعة أذهلت العدو ولم يكن ذلك ليتم بدون خطة الخداع الاستراتيجي التي نفذتها الدولة المصرية ببراعة.
وأكد "قشقوش" أن حرب أكتوبر انتهت بالنصر المؤزر للجيش المصري حيث تحقق شرطان: الأول تحقيق أكبر عدد من الانتصارات على العدو في معارك الحرب، والثاني هو النصر السياسي الذي قام على النصر العسكري ثم النصر القانوني في معركة طابا.
ومن جانبه تحدث المحقق العسكري الدكتور أحمد المتولي، مؤلف كتاب حرب أكتوبر والمجتمع المصري الصادر عن دار الكتب والوثائق حول الفارق بين معاهدة السلام واتفاق السلام.
وقد فتح الرئيس جمال عبد الناصر قناة تواصل غير مباشر من خلال ثروت عكاشة بغرض تحقيق اتصال جغرافي بين مصر والأردن ووقفت إسرائيل حائلا أمام ذلك.
وكان غرض الرئيس عبد الناصر التركيز في معركة بناء الدولة المصرية حتى اجتمع العرب على اللاءات الثلاث في مؤتمر الخرطوم.
وخاض الرئيس السادات الحرب بهدف إهدار نظرية الأمن الإسرائيلي، ثم إقامة سلام دائم يسمح بتواصل خطط التنمية في مصر، ولا ريب أن مصر انتصرت في حرب أكتوبر فقد تحقق لها ما أرادت قبل بدء الحرب.
وبدأت المباحثات الأولى للسلام بين مصر وإسرائيل في المغرب تحت رعاية الملك الحسن الثاني ولكنها فشلت، ثم أقيم مؤتمر مينا هاوس وتبعه مفاوضات جادة من الطرف المصري ومماطلة من إسرائيل التي أصرت على بقاء المستوطنات في شرم الشيخ لكن السادات رفض تماما.
واستمرت المفاوضات حتى توقيع المعاهدة في مارس ١٩٧٩ مع ثلاث مناطق في مصر ومنطقة داخل إسرائيل تقرر أن تبقى خفيفة التسليح. ولكن الرئيس السادات كان رئيسا وطنيا مخلصا حرر جميع الأرض ونفذ ما وعد به قبل الحرب.
بعد نهاية الندوة قدمت فرقة الجيزة لفنون الثقافة بقيادة الأستاذة منال إبراهيم عرضا فنيا متنوعا.
أقيمت الندوة والاحتفالية بقاعة الندوات بمقر دار الكتب بكورنيش النيل برملة بولاق أمام ممشى أهل مصر، ويبث اليوم مركز توثيق وبحوث أدب الطفل التابع للإدارة المركزية للمراكز العلمية بالهيئة مقطعا مرئيا عبر قناته على يوتيوب للاحتفال بنفس المناسبة.