كلية الفنون الجميلة بأسيوط تنظم معرضًا فنياً للفنان التشكيلي سعد زغلول وندوة تعريفية عن أعماله
أسيوط- حسن فتحي
نظمت كلية الفنون الجميلة في جامعة أسيوط، اليوم الاثنين، معرضا استيعاديا للفنان التشكيلي سعد زغلول بعنوان "حارس كنز الجنوب"، والممتد حتى يوم 25 أبريل، وندوة تعريفية عن أعماله الفنية، تحت إشراف الدكتور خالد صلاح عميد الكلية، وتنظيم الدكتور منصور المنسي العميد الأسبق للكلية، وأستاذ النحت المتفرغ، والدكتور محسن عبداللاه منسق المعرض، ومنسق قسم التصوير.
وأشار الدكتور المنشاوي، رئيس جامعة أسيوط، إلى أن الجامعة تدعم إقامة معارض الفنون التشكيلي؛ لدورها في تنمية الإنتماء الوطني من خلال دور الفن التشكيلي فى صياغة المفاهيم الحضارية، وتعميق القيم الإنسانية، مؤكدًا حرص إدارة الجامعة على فتح المجال أمام الفنانين المبدعين؛ للتعبير عن مواهبهم، وإبداعاتهم المختلفة، ودعمها، وتنميتها.
ويعد معرض الفنان سعد زغلول، تكريماً لقيمة فنية كبيرة من أبناء أسيوط، أثارت الحركة الفنية بأسيوط، وأثرت فى أجيال من الفنانين بأعمال على درجة عالية من الجودة، والإتقان، ودعما للمواهب الفنية الشابة، والمتميزة بكلية الفنون الجميلة من أعضاء هيئة التدريس وطلاب.
وخلال الافتتاح، أعرب الدكتور محمود عبدالعليم، عن سعادته، بالمعروضات الفنية القيمة، التي تتسم بالصفات المصرية والإنسانية الخالصة، وما تحمله من عادات وتقاليد وأعراف، مشيرًا أن الجامعة تسعي دائماً إلى دعم المواهب الفنية والعناصر المتميزة من خلال المعارض الثقافية، والفنية؛ لإحداث حركة تنويرية وثقافية ليس بين أركان كلياتها فقط، ولكن بين فئات المجتمع والعمل على رفع الوعي الفكرى، والتأكيد على دور الفن فى الارتقاء بالذوق العام واكتمال وثقل الشخصية.
ومن جانبه، أفاد الدكتور خالد صلاح، أن المعرض الفنى يحمل فكرة فلسفية عميقة، من الواجب على الكلية إبرازها للأجيال الجديدة من طلاب الكلية بشكل خاص، وللمجتمع الأسيوطي بشكل عام.
واستعرض الفنان التشكيلي سعد زغلول، معروضاته الفنية والتي تضم (36) قطعة فنية متنوعة تحكى مسيرته الفنية، باستخدام بعض الخامات دون الأخرى، حسب احتياج العمل، مشيرًا إلى بعض التفاصيل، التي تبدو للمشاهد أنها إعتيادية، ولكنها فى الحقيقة تحمل معاني ورموز ومضامين إنسانية، مثل: بعض الأعمال التي استلهمت من الرموز التللى، والتي تشتهر بها محافظة أسيوط فى أعمال النسيج، حيث عمل على إحياء تراثها والحفاظ عليه من الضياع، موجهاً الشكر والتقدير لإدارة الجامعة تحت رعاية الدكتور أحمد المنشاوى، لتقديم أعماله الفنية، وتوفير كل سبل الدعم والرعاية.
ومن جانبها، تحدثت الدكتورة عواطف عبدالرحمن خلال الندوة؛ عن علاقة جامعة أسيوط بالمجتمع، ودورها فى رعاية المبدعين، وإرساء جسور للتواصل والتفاعل الثقافى، والاجتماعى مع كافة الموهوبين من الأدباء،والفنانين، والمفكرين، الذين يزخر بهم الصعيد خارج أسوار الجامعة، موضحةً أن الجامعة عندما تحتفل بتكريم الفنان سعد زعلول،فهى تكرم نفسها، وتؤكد دورها، ورسالتها فى إظهار المواهب، متمنيةً أن يمتد دور الجامعة إلى القرى والنجوع، لإجراء المزيد من الدراسات والبحوث الميدانية، والأنشطة الثقافية والاجتماعية.
وأوضح الأستاذ سمير غريب، أن الفنان الكبير سعد زعلول، نموذجا ناصعا، أبدع فنه، وصنع اسمه وشارك فى تنمية بلده أسيوط، فكان من السهل أن يهاجر إلى العاصمة، كما فعلت الأغلبية من مبدعى مصر فى شتى المجالات، ولكنه رفض، وفضل البقاء فى أسيوط.
كما أشار الفنان محمد كمال، خلال الندوة؛ إلى المشروع الإبداعى للفنان سعد زغلول، والذي ينحصر ما بين محورين هما: الملامح الطقسية وهى عبارة عن استلهامات التراث الشعبى وظواهره القائمة على ثلاثة أضلاع (الزمان-المكان-لغة المعتقد)، أما المحور الثانى وهو الملاحم الطفولية، حيث جعل من الطفولة عالمه الحميم، فالأطفال هم أبطال كل لوحاته،التي تشير بصناعة البطل، موضحاً أن الفنان سعد زغلول يظل ينهل من التراث الشعبى، ولم يتوقف حتى الآن، فهو نموذج للفنان المثقف المهتم ببيئته على المستوى الجغرافى، والتاريخى.
وأعرب ضيوف الندوة، عن إعجابهم بأعمال الفنان سعد زغلول، والإسهامات التي قدمها فى محافظة أسيوط،والذي جسد فيها الحس التسجيلي والتوثيقي لفنون مصر، من خلال تجسيده للبيوت، وللبشر، وهذا ما أظهره فى ألواحه، وأعماله الفنية، ومشاريعه الثقافية، كإنشاء بيت التللى، الذي يهدف إلى تبطين الصناعات اليدوية.
وأشار الدكتور محسن عبداللاه، أن المعرض والندوة، جاء تكريماً من قبل جامعة أسيوط كمؤسسة عريقة تحتفل بأبناء أسيوط، ومن كلية الفنون الجميلة، باعتبارها الجزء الأقرب بنشاط الفنان، موضحاً إن أعمال الفنان التشكيلي سعد زغلول، طغت عليها السمة المصرية الخالصة، والسمات الشخصية للوجوه، والعلاقات الإنسانية الودودة، التي يتميز بها الشعب المصري.
وفي ختام الفعاليات، تم إهداء درع صُمم خصيصة للفنان الكبير سعد زغلول يحمل وجه، وإعداده بالنحت الرقمى البارز، والذي قام بإعداده وتنفيذه الدكتور حمدى عبدالستار مدرس النحت الرقمى بالكلية . كما أهدى الفنان الكبير سعد زغلول مجموعة من الكتب تحمل عنوان " العمر وسنينه"،لقادة الجامعة ومكتبة الكلية.
شهدت الفعاليات، حضور الدكتور محمود عبدالعليم نائب رئيس الجامعة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتور محمد حلمى الحفناوى وكيل الكلية لشؤون الدراسات العليا والبحوث، والدكتورة سحر بطرس وكيل الكلية السابق لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، إلى جانب مشاركة الدكتورة عواطف عبدالرحمن أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، والمهندس محمد سمير مدير الشركة العالمية للمقاولات، والفنان محمد كمال فنان تشكيلي وناقد فنى، والأستاذ سمير غريب رئيس المجلس القومى للتنسيق الحضارى الأسبق، والأستاذة أسماء إبراهيم مخرجة بقطاع قنوات النيل، والأستاذ مخلص فاروق أمين الكلية، والأستاذ محمد جمعه مدير إدارة الفنون بالإدارة العامة لرعاية الشباب بالجامعة، وعدد من أعضاء هيئة التدريس، بكليات الفنون الجميلة والتربية النوعية والآداب، وطلاب كلية الفنون الجميلة، وأسرة الفنان التشكيلي سعد زغلول.