الثلاثاء 23 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

قبطي أسواني يجمع المسلمين على مائدته الرمضانية في عادة لم تنقطع منذ 35 عامًا

بوابة روز اليوسف

السفير فوزي إسكندر: المسلمون والمسيحيون نشؤوا كأسرة واحدة وأبواب منازلهم مفتوحة لبعضهم، وعمرنا ما قولنا ده مسلم ولا ده مسيحي

 

في أطراف مدينة كوم امبو المترامية بأسوان، وتحديدًا بمنطقة البيارة، ستجد رجلا في نهاية العقد السابع من العمر منهمكا وسط كتيبة من العاملين لتجهيز أكبر مائدة رمضانية بالمدينة، عمرها أكثر من 35 عاما ، ولكن المدهش والغريب فالأمر حينما تعرف أن صاحب المائدة رجلا قبطي يدعى السفير فوزى إسكندر 79 عامً، والذي تم اختياره سفيرا للنوايا الحسنة بالاتحاد الأوروبي ليصبح أول سفير للنوايا الحسنة في الصعيد منذ إنشاء الاتحاد.

 

وفي لقطة تؤكد وحدة النسيج المصري، يتحرك «عم فوزى» أو السفير فوزى إسكندر كما يحلو له أن ينادى به، بكل قوة وجسارة بملامحة المصرية الأصيلة، يتابع العاملين في المائدة، يبتسم أحيانا، ويثور أحيانا أخرى، طالبا أرز وسلطات على هذه المائدة، ودواجن ولحوم على مائدة أخرى، يتابع كل الضيوف، وما وصلهم من طعام، ويطمئن أنه يكفيهم، ويسأل بعضهم: «هل تريد المزيد من الطعام ؟».

السفير فوزى إسكندر، يقول أنه لا يوجد في مصر فرق بين مسيحي ومسلم، مؤكدا أن المصريين نسيج واحد، وأمة واحدة، ويجمع الجميع وطن واحد، وتقاليد واحدة، ونعبد إلهًا واحدًا، لافتا إلى أن المسلمين والأقباط أخوة في وطن واحد، وأنه يبتغي وجه الله من تلك المائدة التي يسعى لاستمرارها سنويا منذ أكثر من 35 عام، فى عادة حميدة لا تنقطع، لأنه يعلم جيدا الأجر والثواب العظيم الذي ينتظره جزاء ما يسعى

وتابع أن مائدته الرمضانية في الماضى كانت تقتصر على بعض الإصدقاء والجيران من المسلمين، ولكن مع تغير الوقت، أصبحت المائدة تضم كافة أطياف المجتمع الأسوان، والتي يجدها فرصة لاسترجاع ذكريات الطفولة والود والحنين إلى الماضى.

مؤكدا أن أعز أصدقائه مسلمين والذي تربى معهم منذ نعومة أظافرة فى مرحلة الطفولة، كما أن المسلمين والمسيحيين نشؤوا كأسرة واحدة منذ القدم، وأبواب منازلهم مفتوحة لبعضهم البعض على مدار اليوم، وعمرنا ما قولنا ده مسلم ولا ده مسيحي، وأشعر بالسعادة دائما عند تناول الإفطار مع أهلي وإخواتي المسلمين.

 

وأوضح أنه يستعين في طهي الطعام بشيفات متخصصين لتجهيز وجبات الطعام ، لنجلس بعد ذلك ونتناول الإفطار معا مع ضيوف مائدته  التي تتسع لأكثر من 500 شخص، تضم رجال دين مسلمين ومسيحين، وقيادات شعبية وتنفيذية ونقابية بمحافظة أسوان.

يتحرك «عم فوزي» مع موعد أذان المغرب سريعا، ليقوم بنفسه بتجهيز مكان مخصص لاداء صلاة المغرب لضيوفه، ويوجههم إلى مكان الوضوء والصلاة، فى ابتسامه عريضة على وجنتيه قائلا " الله محبه" ليعود بعدها ضيوفه لإكمال إفطارهم

أولاد «عم فوز» يعيشون خارج مصر، كما يقول الأهالى، ولكن قلوبهم متعلقة بالمائدة، كل عام ويتواصلون مع والدهم، ليعرفوا منه احتياجاتها ليشاركوا فيها: «وهم اتربوا داخل المائدة وهم صغار قبل سفرهم وكانوا بيشاركوا في إعدادها، كما يقول الأهالي».

 

 

تم نسخ الرابط