علماء الأزهر يكشفون فضائل العشر الأواخر من رمضان وليلة القدر وعلاماتها
محمد جمال
يتساءل الكثيرون عن فضل العشر الأواخر من رمضان، وكذلك ليلة القدر، حيث قال الله تعالى في كتابه الكريم عنها " ليلة القدر خير من ألف شهر" وقد أنزل الله فيها القرآن الكريم.
"بوابة روزاليوسف" تنشر في التقرير التالي فضائل العشر الأواخر من رمضان والتماس ليلة القدر فيها،وأفضل الدعاءفيها، وزمانها،وفضائل تلك الليلة إليكم التفاصيل.
قال الدكتور محمود الصاوي الوكيل السابق لكليتي الدعوة والإعلام بجامعة الأزهر بالقاهرة:
إن ليلة القدر هي أعظم ليلة في العام كله أنها ليلة العمر لانها فعلا تساوي عمرك بكامله إذا كانت خير من ألف شهر يعني تزيد علي ٨٠ سنة واعمار أمة سيدنا رسول الله بين الستين والسبعين وقليل من بتجاوز أو يزيد علي ذلك فتصبح بحق ليلة القدر ليلة العمر وسميت ليلة القدر يعني ليلة الشرف والمكانة العظيمة والمنزلة الرفيعة عند الله أو الليلة الليلة التي يقدر الله فيها شؤون العباد (ليلة مباركة فيها يفرق كل أمر حكيم).
زمان ليلة القدر
علي المسلم أن يطلبها في العشر الأواخر من رمضان الليالي العشر كما قال صلي الله عليه وسلم ( التمسوها في العشر الأواخر من رمضان ) وهي متنقلة في هذه الليالي قد تكون في يوم ليلة ٢١ ويوم آخر ٢٣ ويوم ثالث ٢٧ وهكذا فهي متحركة ولذلك اضمن طريقة للوصول إليها أن تحيي الليالي العشر بالطاعة والعبادة والذكر والقيام والقرآن.
وأضاف الصاوي: أن علاماتها كما ذكر العلماء بعض علامات تحدث أثناء الليلة 1- فهي ليلة لاحارة ولاباردة هادئة تسودها السكينة يقل فيها نباح الكلاب لكثرة للملائكة في الأرض. 2- تحصل صبيحتها تخرج شمسها بيضاء لاشعاع لها لان أنوار الليلة تطغي علي أشعة الشمس بيبقي ضوئها ويختفي شعاعها، فقد ورد عن َزِرٍّ قَالَ: قُلْتُ لِأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: أَنَّى عَلِمْتَ أَبَا المُنْذِرِ أَنَّهَا لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ، قَالَ: بَلَى أَخْبَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا «لَيْلَةٌ صَبِيحَتُهَا تَطْلُعُ الشَّمْسُ لَيْسَ لَهَا شُعَاعٌ»، فَعَدَدْنَا، وَحَفِظْنَا وَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمَ ابْنُ مَسْعُودٍ أَنَّهَا فِي رَمَضَانَ، وَأَنَّهَا لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ، وَلَكِنْ كَرِهَ أَنْ يُخْبِرَكُمْ فَتَتَّكِلُوا: أخرجه الترمذى وقال : «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ» نسأل الله تعالى أن يبلغنا ليلة القدر وأن يجعلنا من عتقاءه من النار اللهم آمين .
فضائل العشر الأواخر من رمضان والتماس ليلة القدر فيها
أما الدكتور محمد فضل، أستاذ بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر بالقاهرة: يقول عن فضائل العشر الأواخر من رمضان أيام خير وبركة ورحمة ومغفرة، ما أسعد مَن تعرض لنفحاتها والتمس بركاتها فأحسن ختام هذا الشهر الكريم بالإقبال على رب العالمين والاجتهاد في طاعته، قال النبي ﷺ:«إن لربكم عز وجل في أيام دهركم نفحات فتعرضوا لها، لعل أحدكم أن تصيبه منها نفحة لا يشقى بعدها أبدا». ولذلك كان النبي ﷺ يحتفي بالعشر الأواخر من رمضان أي احتفاء، قالت أم المؤمنين عائشة:«كان النبي ﷺ يجتهد في العشر الأواخر من رمضان ما لا يجتهد في غيرها»، فكان «إذا دخل العشر أحيا الليل، وأيقظ أهله، وجد وشد المئزر»، قال الإمام النووي:«يستحب أن يزاد من العبادات في العشر الأواخر من رمضان، واستحباب إحياء لياليه بالعبادات». وقد أودع رب العالمين سبحانه في هذه الليالي العشر ليلة عظيمة الشأن جليلة القدر، إنها ليلة السعادة وتحقيق الأمنيات، ليلة العفو والمغفرة والعتق من النيران، ليلة النفحات والعطايا والهبات من رب العباد، ليلة العمل والاجتهاد والعبادة والتقرب من رب العالمين، إنها ليلة القدر، هذه الليلة المباركة من أعظم ما اختص الله تعالى به الأمة المحمدية، فهي تاج الليالي ودرة الأزمان، تغمر الكون بضيائها وتعمر القلوب بحبها، وتنفرد بالأجر العظيم والخير العميم. وأضاف فضل: سبب تسميتها بليلة القدر
- لأن رب العالمين أنزل فيها كتابا ذا قدر، بواسطة ملك ذي قدر، على رسول ذي قدر، لأمة ذات قدر.
- وقيل: لأن من أتى فيها بشيء من الطاعات صار ذا قدر وشرف عند رب العالمين.
- وقيل: لأن الأرض تقدر (أي: تضيق) بالملائكة النازلة إليها في تلك الليلة.
- وقيل: لأنه يقدر فيها ويقضى ما يكون في هذه السنة، بمعنى: يظهره المولى سبحانه للملائكة.
فضائل ليلة القدر
- هذه الليلة المباركة أنزل رب العالمين في شأنها سورة كاملة تتلى إلى يوم القيامة وهي سورة (القدر).
- هذه الليلة المباركة خص رب العالمين بها أمة النبي ﷺ على سائر الأمم حتى تكثر حسناتها وترتفع درجاتها، فجعل رب العالمين العبادة في هذه الليلة خير من عبادة ألف شهر ليس فيها ليلة القدر، روي عن مجاهد أن النبي ﷺ ذكر رجلا من بني إسرائيل لبس السلاح في سبيل الله ألف شهر، فتعجب المسلمون من ذلك، فأنزل الله تعالى هذه السورة:{إنا أنزلناه في ليلة القدر.وما أدراك ما ليلة القدر. ليلة القدر خير من ألف شهر}، فليلة واحدة خير من عبادة ألف شهر، فما بالك لو صادفتك ليلة القدر عشرين سنة مثلا، ليلة واحدة عبارة عن ساعات معدودات يقف المسلم فيها بين يدي رب العالمين إيمانا واحتسابا يكتب له عبادة ألف شهر ليس فيها ليلة القدر، فهل يليق بمسلم أن يضيع هذه الليلة المباركة في غير طاعة الله رب العالمين؟! قال النبي ﷺ:«إن هذا الشهر قد حضركم وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حرمها فقد حرم الخير كله، ولا يحرم خيرها إلا محروم».
- هذه الليلة المباركة جعل النبي ﷺ قيامها سببا لمغفرة الخطايا والذنوب فقال:«من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه».
- هذه الليلة المباركة هي ليلة العز والشرف والكرامة، أنزل رب العالمين فيها خير كتبه على خاتم أنبيائه ورسله سيدنا محمد، قال عبد الله عباس:«أنزل القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ في ليلة القدر من شهر رمضان إلى بيت العزة في السماء الدنيا، ثم نزل به جبريل عليه السلام على رسول الله ﷺ نجوما -أي: مفرقا- في ثلاث وعشرين سنة».
- هذه الليلة المباركة ينزل رب العالمين فيها إلى الأرض الملائكة الكرام وفي مقدمتهم سيدنا جبريل لتمتلئ الأرض نورا وسكينة بنزول الملائكة، قال تعالى:{تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمرا}، قال النبي ﷺ:«وإن الملائكة تلك الليلة أكثر في الأرض من عدد الحصى».
- هذه الليلة المباركة هي ليلة السلام والأمان من بدايتها حتى مطلع الفجر، قال تعالى:{سلام هي حتى مطلع الفجرا}، فما أحوجنا إلى نشر السلام في الأرض في هذه الليلة المباركة وغيرها حتى يعم الخير وينتشر العدل والسلام والأمن والأمان بيننا.
ولذلك أمرنا النبي ﷺ بتحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان فقال:«تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان»، وعلى سبيل التحديد فقد روى الإمام أحمد في مسنده بسند صحيح عن ابن عمر قال: قال رسول الله ﷺ:«من كان متحريها -أي: ليلة القدر- فليتحرها ليلة سبع وعشرين»، وفي الحديث الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه عن زر بن حبيش قال: سألت أبي بن كعب فقلت: إن أخاك ابن مسعود يقول: من يقم الحول يصب ليلة القدر؟ فقال رحمه الله: أراد أن لا يتكل الناس، أما إنه قد علم أنها في رمضان وأنها في العشر الأواخر، وأنها ليلة سبع وعشرين، ثم حلف لا يستثني أنها ليلة سبع وعشرين، فقلت: بأي شيء تقول ذلك يا أبا المنذر؟ قال: بالعلامة أو بالآية التي أخبرنا رسول الله ﷺ أنها تطلع يومئذ لا شعاع لها». فالأولى بالمسلم العاقل أن يجتهد في العشر الأواخر من رمضان كلها طلبا لليلة القدر، وأن يكثر من كل قول وعمل صالح يقربه من رب العالمين، وأفضل عمل صالح في هذه الليلة المباركة هو (الدعاء)، روى الإمام الترمذي في سننه عن أم المؤمنين عائشة قالت:«قلت: يا رسول الله أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني»، وكان الإمام المحدث الفقيه سفيان الثوري يقول:«الدعاء في تلك الليلة أحب إلي من الصلاة». فإذا كانت ليلة القدر هي ليلة العفو الإلهي، فعلينا أن نعد أنفسنا لها بالحرص على قيام الليل وقراءة القرآن والذكر والدعاء، وأن نستقبلها بالتسامح والصفح والعفو حتى تتنزل علينا المغفرة والرحمات والبركات، روى الإمام البخاري عن عبادة بن الصامت قال:«خرج النبي ﷺ ليخبرنا بليلة القدر فتلاحى رجلان من المسلمين -أي: اختلفا وتنازعا- فقال:«خرجت لأخبركم بليلة القدر فتلاحى فلان وفلان فرفعت، وعسى أن يكون خيرًا لكم، فالتمسوها في التاسعة، والسابعة، والخامسة».
أما الدكتورة منى صلاح،أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر بالقاهرة: تقول يُستحب قيام ليال رمضان كلها، وخاصة العشر الأواخر ففيها ليلة القدر ،كما أخبر بذلك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فقد روى الإمام البخارى في صحيحه، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ فِي الوِتْرِ، مِنَ العَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ» ، وعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّ رِجَالًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أُرُوا لَيْلَةَ القَدْرِ فِي المَنَامِ فِي السَّبْعِ الأَوَاخِرِ،
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَرَى رُؤْيَاكُمْ قَدْ تَوَاطَأَتْ فِي السَّبْعِ الأَوَاخِرِ، فَمَنْ كَانَ مُتَحَرِّيهَا فَلْيَتَحَرَّهَا فِي السَّبْعِ الأَوَاخِرِ» ، وحديث السبع لا يناقض حديث العشر حيث أننا نلتمسها في الوتر من العشر فلو تم حساب ليال الوتر لأصبحت في أخر أسبوع من رمضان مثل هذا العام رمضان للعام الهجرى 1445و 2024م فنجدها: ليلة 21السبت ، ليلة 23 الاثنين ، ليلة 25الإربعاء، ليلة 27 الجمعة، ليلة 29الأحد وافقت الأسبوع الأخير من رمضان كما جاء في الرواية، هذا وفضل قيام ليلة القدر عظيم : إذ أن فيه مغفرة ما تقدم من الذنوب في عمر الإنسان كله ، فقد روى الإمام البخارى في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: « وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» ، فبحساب ألف شهر وهو ما يُعادل 83عاماً وأربع شهور تقريباً ، وهى أعمار أمة محمد صلى الله عليه ، فقيام ليلة واحدة يعادل عمل حياة إنسان كاملة بل خير من ألف شهر ، يقول تعالى : {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ} قال الطوسي رحمه الله: «ومن رحمة الله بهذه الأمة أن جعلهم في آخر الزمان، وجعل أعمارهم قصيرة، وضاعف لهم الثواب»؛ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَعْمَارُ أُمَّتِي مَا بَيْنَ السِّتِّينَ إِلَى السَّبْعِينَ، وَأَقَلُّهُمْ مَنْ يَجُوزُ ذَلِكَ ) رواه ابن ماجة والترمذى وحسنه فعوضهم الله بليال وأزمنة وأمكنة ومناسبات تتضاعف فيها الأجور.
وهل تختلف باختلاف البلاد والدول حسب الصيام :
ننظر لقول النبي ﷺ : " تحروا " فمعناها التقصى، والتتبع ، والطلب ، فعَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُجَاوِرُ فِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ وَيَقُولُ: «تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ فِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ» ، وبهذا يكون اختلاف ليلة القدر حسب الأماكن والليالى فنتتبعها ونطلبها في العشر الأواخر من رمضان ، وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «التَمِسُوهَا فِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ لَيْلَةَ القَدْرِ، فِي تَاسِعَةٍ تَبْقَى، فِي سَابِعَةٍ تَبْقَى، فِي خَامِسَةٍ تَبْقَى» ، والمعتبر شرعاً وقدراً اختلاف المطالع بما يعني اختلاف بدايات الشهور العربية، وعليه فلأهل كل مطلع ليلة للقدر مختصة بهم يشاركهم غيرهم في جزء منها، تنتهي عند طلوع الفجر عندهم وقد تستمر عند أهل مطلع آخر حتى طلوع الفجر عندهم، علما أن أقصى مدار للشمس هو أربع وعشرون ساعة، فربما استمرت ليلة القدر في الأرض كلها أربعاً وعشرين ساعة، ليس لأهل كل مطلع إلا قدر الليل عندهم. والله أعلم. وأما وقتها :فقال تعالى: { سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} سورة القدر آية 5 ، فليلة القدر سلام وخير وتدوم تلك السلامة حتى مطلع الفجر.
أفضل الدعاء فيها
عن عائشة قالت :«قلت يا رسول الله إن علمت ليلة ما أقول فيها؟ قال: قولي: اللهم إنّك عفوّ تحب العفوَ فاعفُ عنّي» وكان أكثر دعاء النبي في رمضان وغيره :«ربّنا آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقنا عذاب النار».