عاجل
الإثنين 17 فبراير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

قاض: مسلسل الحشاشين من الأعمال العابرة للحدود الوطنية ويفضح المتاجرة بالدين

المستشار محمد خفاجي
المستشار محمد خفاجي

تلعب المسلسلات التلفزيونية التاريخية دوراً ثقافياً مهماً فى حياة الجمهور لدى سوق الدراما التلفزيونية وتجد جمهوراً واسعاً من المشاهدين خاصة إذا وجدت المهارة الفنية التي تتشارك فيها عناصر عديدة، بدءاً بالقصة والسيناريو إلى التمثيل والعناصر المكملة الأخرى من أزياء وديكور وصوت وموسيقى وإضاءة , ومن بين هذا المسلسلات الحشاشين الذي يؤرخ للجذور الأولى لفكرة التنظيمات السرية الإرهابية التي تستغل الدين لخداع الشعوب والترابط ما بين الدراما والتاريخ والواقع , وهي مواجهة ثقافية للأيدولوجيات المتطرفة التي تمارس الإرهاب. 



وفى سبيل الوعى العام لخطر التنظيمات السرية للإرهاب التي تهدد الأنظمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية باعتباره ظاهرة عالمية تتجاوز الحدود والثقافات والأديان , أجرى المفكر والمؤرخ القضائي القاضي المصري الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجي نائب رئيس مجلس الدولة دراسة مهمة بعنوان : " القواسم المشتركة للتنظيمات السرية الإرهابية بين الحشاشين والإخوان – أكذوبة المتاجرة بالدين لتخدير الشعوب وعلاقتها بالسلطة " ونعرض لدراسة الفقيه المصري في ثلاثة أجزاء ونعرض للجزء الأول عن إرث التنظيم السغرى الإرهابي الحشاشين لا يزال حيًا في العالم باستنساخه من تنظيم الإخوان الإرهابى , وحسن الصباح وحسن البنا الحشاشين والإخوان المصدر الجذري للإرهاب قديماً وحديثاً باستغلال الدين وتخدير الشعوب , ومسلسل الحشاشين من الأعمال العابرة للحدود الوطنية عن متاجرة الدين بالإرهاب أعاد مفاهيم وحدة الناس ضد عدو مشترك

أولاً : إرث التنظيم السرى الإرغهابى الحشاشين لا يزال حيًا في العالم باستنساخه من تنظيم الإخوان الإرهابي 

 

يقول الدكتور محمد خفاجي لقد كان اسم الحشاشين مرادفًا للقتل منذ ما يقرب من عدة قرون ، على يد زعيم القتلة وأول تنظيم سرى إرهابى يتخذ من الدين ستاراً حسن الصباح المولود لعائلة شيعية في بلاد فارس - إيران حاليًا – الذي سافر كثيرًا عبر دول الشرق الأوسط , وكان صديقاً لوزير تركي ثري وقوي يدعى نظام الملك إلا أن زعيم الحشاشين خان صديقه وتآمر عليه والأتراك السلاجقة الحاكمين.واضطر إلى الفرار إلى مصر هربًا من غضب الوزير. وظل هارباً لسنوات ، يبشر معتقداته الشيعية للمتحولين إلى الإسلام في المناطق البرية حيث لم يتمكن نظام من الوصول إليه.

 

ويضيف لكن كثيرا من الشعب المصري والشعوب العربية لا تعرف الحقيقة الكاملة حول أول تنظيم سرى إرهابي باسم الدين المعروف باسم القتلة. إذ اُعتبر الحشاشون لفترات طويلة طائفة من القتلة المتوحشين المهووسين بالمخدرات، ولم تفرق خناجرهم بين المسيحيين والمسلمين بذات الشراسة  على الرغم من تدمير إمبراطوريتهم في القرن الثالث عشر، وقد ارتكبوا عدة جرائم قتل روعت الشرق الأوسط لعدة قرون , ومع مضى الزمان إلا أن إرث الحشاشين لا يزال حيًا في العالم الحديث باستنساخ تنظيم الإخوانى الإرهابى والتنظيمات الإرهابية المتفرعة المتطرفة ذات الأهداف والغايات مع اختلاف أساليب التنفيذ .

واعتمد الحشاشون على المتطرفين المتحمسين الذين اعتقدوا أن الموت في المعركة يؤدي إلى الجنة في الحياة الآخرة , كما استقبل زعيم الحشاشين  - كما وصفه الرحالة الشهير ماركو بولو في كتابه أسفار ماركو بولو -  عددًا من الشباب، الذين تتراوح أعمارهم بين اثني عشر عامًا وعشرين عامًا، لأنه من الأسهل السيطرة عليهم فكرياً ودينياً , تم اختيارهم من سكان الجبال المحيطة، الذين أظهروا استعدادًا للتدريبات القتالية , وكان القتلة مشابهين للمفجرين الانتحاريين المعاصرين, وتم تدريبهم على التخفي والتنكر للاقتراب من أعدائهم. ويضربون القادة السياسيين والعسكريين بكفاءة مميتة.

ثانياً : حسن الصباح وحسن البنا الحشاشين والإخوان - المصدر الجذري للإرهاب قديماً وحديثاً باستغلال الدين وتخدير الشعوب للسيطرة على الكوكب بأكمله

 

يذكر الدكتور محمد خفاجى أن حسن الصباح (تنظيم الحشاشين) وحسن البنا (تنظيم الإخوان) هما المصدر الجذري للإرهاب قديماً وحديثاً باستغلال الدين وتخدير الشعوب للسيطرة على الكوكب بأكمله , والفرق بينهما عدة قرون , فتنظيم الحشاشين كان في أواخر القرن الخامس الهجري - الحادي عشر الميلادى – تحديدا سنة 1090 الميلادى بزعامة حسن الصباح فى القلعة الجبلية بإيران  التي  كات مقر دعوته واعتمد على القتل والإرهاب باعتباره صاحب الأمر و النهى , وبعد موته حكم سبع شيوخ جبل، واتسع نطاق نشاطهم الإرهابى فشمل الشام , و فى سنة 1256 ميلادية هاجم المغول بقيادة هولاكو  قلعتهم في ألموت وقضوا عليهم، ثم أجهض عليهم الظاهر بيبرس في الشام سنة 1273م , وظلت منهم جماعات متفرقة بسوريا وإيران والهند  حتى اختفوا عام 1275 م 

ويضيف أما تنظيم الأخوان فقد تـأسس عام 1928 فى مصر على يد حسن أخر هو حسن البنا بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية ,وقام تنظيم الإخوان باستنساخ منهج تنظيم الحشاشين على العنف والاختطاف والقتل ، وجماعة الإخوان المسلمين هي المصدر الجذري للإرهاب القائم على استغلال الإسلام  حديثاً.وتقوم أيدلوجية التنظيم الإخوانى على فرض منهجه على جميع الأمم، باستغلال الدين وتخدير الشعوب للسيطرة على الكوكب بأكمله , وينظمون صفوفهم داخليا على جميع المستويات الاجتماعية والمدارس والجامعات والمساجد والسياسة والمهن المختلفة وينتشرون خارجيا فى عدة دول عربية وأجنبية ولهم  فروع في 70 دولة ومنطقة للسيطرة عليها .

وكان حسن البنا مؤسس تنظيم الإخوان  من أشد المعجبين بأدولف هتلر والنظام النازى  خلال ثلاثينيات القرن الماضي وطورت الجماعة جهازًا يمكن من خلاله توفير التدريب العسكري لأتباعها والانخراط في الإرهاب السياسي ضد المسيحيين الأقباط المصريين وكبار المسؤولين والقضاة  

ثالثاً : مسلسل الحشاشين من الأعمال العابرة للحدود الوطنية أبدع في كشف أول تنظيم سرى إرهابى يتاجر بالدين 

ويؤكد يجب الاحتفال بالمسلسلات التليفزيونية التي تسهم في كشف حقيقة التنظيمات السرية الإرهابية عبر التاريخ لأنها تؤدي إلى خير المجتمع , وإحداث نوع من التغيير الاجتماعي وعلى قمتها مسلسل الحشاشين الذي أبدع إنتاجاً وإخراجاً وتمثيلاً بفهم ووعي وصل إلى قمة الجودة , وذكرنا بالأعمال التاريخية الخالدة , وربط بديع بين الدراما والتاريخ والواقع , من خلال عرض الجذور الأولى لفكرة التنظيم السرى الإرهابى منذ عدة قرون , والترابط الدقيق بين التنظيمات الإرهابية السرية قديماً وحديثاً , ومثل تلك المسلسلات تعد عابرة للحدود الوطنية بشكل عام لما لها تأثير ثقافي وقانوني وسياسي تستحق الإشادة والتحليل الدقيق لهدف المسلسل الذي نجح بامتياز .

ويضيف أن الإرهاب وسيلة لإرسال رسالة إلى القادة السياسيين والحكومة من خلال خلق الخوف وتثبيت النفوذ لخلق القوة على أمل الاستيلاء عليها من الأسفل وتمارسها الدولة من الأعلى, والإرهاب هو أعنف أشكال الحرب النفسية، والتأثير النفسي للإرهاب أكبر من آثاره الجسدية , لذا يرون حديثاً من خلال توسيع نطاق الإرهاب، يزداد الجمهور فقد اكتسب الإرهابيون الوصول إلى عدد أكبر من النشء من خلال التوزيع واسع النطاق للوسائط الإعلامية 

رابعاً : مسلسل الحشاشين أعاد مفاهيم الوحدة فاستغلال الدين بالإرهاب تدفع الناس إلى الوقوف متحدين ضد عدو مشترك

ويذكر إن مسلسل الحشاشين أعاد مفاهيم الهوية الوطنية والوحدة , حيث يوجد فهم مشترك بأن استغلال الدين بالعنف والإرهاب تدفع الناس إلى الوقوف متحدين ضد عدو مشترك , مع الأخذ بعين الاعتبار أجواء الخوف وعدم اليقين التي تعيشها الشعوب من جراء المتاجرة بالدين وخداع الشعوب باسم الدين واستخدام العنف طريقاً للسلطة وهو ما عايشه الشعب المصري بعد عام من حكم الجماعة الإرهابية ، لذا فإن الأعمال الفنية تخلق الوعى العام وتجعل المواطنين يجدون الراحة في بعضهم البعض التغلب على خلافاتهم ليهيمن الولاء القائم على السمات الوطنية المشتركة بهدف إلهام الناس للوقوف متحدين مرة أخرى .

 ويختتم الحشاشون أول تنظيم إرهابي سرى يعتمد على الإرهاب بالقتل والدمار باسم الدين ويتساءل المرء بعد انتهاء المسلسل ويربط بين الأحدث التي شاهدها في المسلسل ثم يجوب بخاطره بطريقة عفوية أنه بعد عدة قرون وبنفس روح الإرهاب يظهر تنظيم الإخوان الإرهابية ينتهج ذات روح الحشاشين فى صدمة للجميع من هول المفارقة التاريخية , والصدمة توحد الناس . 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز