عاجل.. كاتب إسرائيلي: نتنياهو يخدم "حماس"
عادل عبدالمحسن
أدركت قيادة حماس أن عليها أن تترك نتنياهو يقوم بالعمل نيابة عنها، فالمشكلة الكبرى التي يواجهها شعب ودولة الكيان الصهيوني بحسب الكاتب الإسرائيلي، آفي يسسخاروف، في مقال بصحيفة يديعوت أحرنوت، هي أن "إنجازات نتنياهو" السياسية، في شكل أزمة مع الولايات المتحدة وعدم وجود خطة لليوم التالي في غزة، ربما تخدم ائتلاف نتنياهو، وحركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة، ولكنها لا تخدم إسرائيل.
تدهور العلاقات الأمريكية الإسرائيلية
وقال الكاتب الإسرائيلي إن حماس تواصل الاستفادة الكاملة من الأزمة الأخيرة في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، والتي ابتكرها وخطط لها وبادر إليها بنيامين نتنياهو الليلة الماضية، فكما كان متوقعاً، جاء رده السلبي على اقتراح الوساطة الأمريكي المصري القطري، وعلى الاقتراح الإسرائيلي لتسوية النزاع بزيادة عدد الأسرى الفلسطينيين، المقرر إطلاق سراحهم مقابل 40 أسير إسرائيلي.
ويزعم آفي يسسخاروف أن حماس، تحاول حتى الآن دون جدوى إشعال الساحة الشرق أوسطية خلال شهر رمضان، لكنها أدركت أن لديها فرصة غير عادية، بفضل نتنياهو في حدوث أزمة غير مسبوقة في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، خلال الحرب ضد حماس في غزة، والتي هي الآن.
ويتوقع الكاتب الإسرائيلي أن نتنياهو يثقل كاهل إسرائيل باستمرار الحرب، ويدفعها إلى التفكير في أي خطوة ضد قطاع غزة أو لبنان في ضوء مشاكل التسلح التي يواجهها الجيش الإسرائيلي.
وأشار آفي يسسخاروف إلى أن قيادة حماس أدركت أن عليها أن تفعل أبسط شيء ممكن: السماح لنتنياهو بالقيام بالعمل نيابة عنها، فنظام حماس في غزة، يجعل الاعتبار السياسي لا يفوق الاعتبار الوطني هذه الأيام فحسب، بل إنه يساعده على البقاء على قيد الحياة في الحرب.
ويرى آفي يسسخاروف أن نتنياهو حتى الآن حقق توقعات حماس ممثلة في الاتي من وجهة نظره:
أولاً، إن الإنجازات العسكرية الصهيونية، مهما كانت هامة ومهمّة "انظر حالة مستشفى الشفاء"، لا تحظى بأي تعبير سياسي سيحدد لفترة طويلة خسارة حماس.
وأكد الكاتب الصهيوني أن إسرائيل تلعب في مصلحة حماس برفضها مناقشة الخيارات الجادة فيما يتعلق باليوم التالي للحرب في غزة.
ويؤكد الكاتب الإسرائيلي أن نتنياهو ساعد ودعم حماس قبل السابع من أكتوبر، وهو الآن يفعل الشيء نفسه في هذا الرفض وإدامة حكم حماس في غزة، التي كان عدوها الأكبر لا يزال السلطة الفلسطينية.
لماذا؟ لنفس السبب الذي أثار الأزمة مع الولايات المتحدة وألغى مغادرة الوفد إلى واشنطن، وكأنه حاجة أمريكية ماسة إلى مساعدات عسكرية من إسرائيل والعياذ بالله العكس، أي لأن نتنياهو يخاف من سموتريتش ومن بن جفير.
وكما عزز نتنياهو، حركة حماس قبل السابع من أكتوبر، فهو الآن يفعل الشيء نفسه برفض مناقشة اليوم التالي وإدامة حكم حماس في غزة.
ثانياً، الأزمة المصطنعة وغير الضرورية مع الأمريكيين تشجع حماس على الاستمرار، فالولايات المتحدة هي أهم مورد أسلحة لدولة إسرائيل والكيان الصهيوني بحاجة إليها، وليس العكس، فهي لاعب حاسم وهام في المفاوضات من أجل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، والأزمة معها تجعل من الممكن التوصل إلى اتفاق في أي وقت قريب، كما رأينا من إعلان حماس الليلة.
ولكن حتى في إسرائيل، ينشأ الانطباع بأن هناك بين حماس ونتنياهو شراكة مصالح واضحة ومتميزة لعدم التوصل إلى اتفاق.
وبينما يخشى نتنياهو، وقف إطلاق النار بشكل كامل، تخشى حماس عودة جميع الأسرى الإسرائيليين، الأمر الذي سيضطرها إلى تسليم كل الأوراق التي بين يديها.
لماذا يخاف نتنياهو؟ لنفس السبب – الخوف من سقوط حكومة نتنياهو ووصول الكيان الصهيوني إلى الانتخابات. ويرى الكاتب الإسرائيلي آفي يسسخاروف أن الحرب الفعلية قد انتهت، وأسلوب القتال في قطاع غزة يظهر أن حرب الأمر الواقع قد انتهت، مشيرًا إلى أنها تحولت إلى القتال المحدود، حيث يفوق حجم القوات في الضفة الغربية نظيره في قطاع غزة.
وقال آفي يسسخاروف إن الجيش الإسرائيلي يشرع في عمليات من نوع أو آخر في قطاع غزة، من دون مناورات كبيرة، والأهم من ذلك، من دون تحقيق إنجازات سياسية، مؤكدًا أنه إذا بدأ الجيش الإسرائيلي عملية في رفح، فإن أنظمة حماس الدفاعية في قطاع غزة سوف تنهار، ولكن يمكن للمرء أن يخمن أن بعض رجالها سيبقون على قيد الحياة وستجد إسرائيل نفسها معزولة أكثر من أي وقت مضى، مع حكومة أمريكية معادية دون أي إنجازات من شأنها أن تغير الواقع في غزة طالما لا يوجد بديل لحكم حماس، ونتنياهو يعرف ذلك ويفهمه.
وفي هذه الأثناء، فإن حماس لا تنجو فحسب، بل تحاول أيضًا إنشاء مقر بديل أينما ينسحب الجيش الإسرائيلي مثلما حدث بمدخل الشفاء"، حتى أنها استأنفت إطلاق الصواريخ على أشدود وعسقلان وعوتيف، إلخ.
وقد تأخر العمل العسكري في رفح بسبب نتنياهو والمستوى السياسي لا يريدان ذلك.
والآن ما دام شهر رمضان مستمرا، وليس لأي سبب آخر. وبينما يتم تصوير إسرائيل في جميع أنحاء العالم على أنها عدوانية وخطيرة، ها هي حماس "جاهزة" لوقف دائم ومطلق لإطلاق النار.
خلاصة القول، إن المستوى السياسي بقيادة نتنياهو لم يفشل في ترجمة الإنجازات العسكرية إلى إنجازات سياسية فحسب، بل فعل ذلك عن قصد، خوفا من نهاية الحرب والانتخابات وسقوط حكومته، وهو مشغول بتمرير قانون تجنيد لدايرون دولة إسرائيل لإدامة حكومته.