هي وهو بعيون رمضانية بين الماضي والحاضر في دار الكتب

في إطار أنشطة وزارة الثقافة خلال شهر رمضان المبارك، تحت رعاية الأستاذة الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة، أقامت دار الكتب والوثائق القومية، برئاسة الأستاذ الدكتور أسامة طلعت، أمسية رمضانية بعنوان "هي وهو بعيون رمضانية". 

أقيمت الأمسية في قاعة الندوات بدار الكتب بكورنيش النيل، وتناولت تاريخ الأغنية والموسيقى في رمضان بالمقارنة بواقعنا الذي نعيشه. 

 

افتتح الندوة الأستاذ الدكتور أسامة طلعت بالترحيب بالسادة المتحدثين والضيوف. وألقى الضوء على بعض مظاهر الاحتفال بشهر رمضان المبارك وتأصيلها منذ احتفال استطلاع رؤية هلال الشهر الكريم، ومرورا بتعليق الزينات، وقصة فانوس رمضان ومدفع الإفطار، وموائد الرحمن.

وأكد على أن هذه المظاهر انتقلت إلى بلدان العالمين العربي والإسلامي تأثرا بمصر.

وتحدثت أ.د. عفاف طلبة، أستاذ البيانو بأكاديمية الفنون، ورئيس ملتقى الثقافة الإفريقي عن الموسيقى والأغاني الرمضانية بين الماضي والحاضر، ومدى تأثير التراث الثقافي في مفردات الأغاني والجمل الموسيقية.. كما أكدت بقاء عدة أغان في الوجدان عبر الأجيال.

 

 وأن موسيقى زمان كانت أكثر دفئا من الحاضر لامتزاج الجمال والإبداع فيها مع روحانيات الشهر الكريم، وكانت الموسيقى والأغاني متكاملة العناصر من حيث الكلمات والألحان أما الآن فكله يشبه بعضه، زمان المطرب أو الملحن كانا يعملان من أجل الفن ولهذا ما زالت أغاني وموسيقى زمان في الصدارة رغم تطور الآلات الموسيقية وأدوات تصوير الفيديو كليب، لم تستطع أن ننتج أغاني مثل رمضان جانا، مرحب شهر الصوم، والله بعودة.. إلخ، وبرغم تقديم الأجيال الجديدة أغاني وابتهالات مرتبطة بالشهر الكريم فإنها لم تنل نفس حضور وانتشار الأغاني القديمة لأنها شكلت جزءا من هويتنا، ثم تطرقت لتترات مسلسلات رمضانية، مثل المال والبنون وليالي الحلمية والإبداع في الألحان والكلمات للتعبير عن مضمون العمل والقضايا التي تعالجها هذه المسلسلات، فالتتر مسؤول عن دخول المشاهد في مود المسلسل، وأيضا تحدثت عن ارتباط رمضان بحدث رائع هو نصر أكتوبر العظيم فتم إنتاج كثير من الأغاني والموسيقى التي عبرت عن هذا الحدث مثل أغنية بسم الله الله أكبر، وعلى الربابة، لوردة.

كما تحدثت عن دراما الجاسوسية وإبداع عمار الشريعي في كتابة الموسيقى لاثنين من أروع المسلسلات الوطنية في تاریخ مصر والوطن العربي. وهما (دموع في عيون وقحة) و(رأفت الهجان) وكلاهما يحكيان عن ملحمة من ملاحم جهاز المخابرات العامة المصرية.

 

ومن جانبه تحدث مجدي مرعي عضو اتحاد كتاب مصر ومخرج ومؤلف متخصص في مسرح الأطفال، عن برامج الأطفال في رمضان منذ عدة عقود والتي تعتبر الآن من الكلاسيكيات التي نشأت عليها أجيال متتابعة مثل: فوازير عمو فؤاد، وبوجي وطمطم، العمدة الآلي وغيرها.. وعقد مقارنة بين تلك البرامج، وما يقدم الآن، وما نرجو تقديمه للطفل من محتوى شيق يتوافق مع هويتنا الثقافية. 

أدارت الندوة الأستاذة رشا صابر مسؤول قاعة الموسيقى بدار الكتب والوثائق القومية.. وحضرها جمهور من المهتمين بالموسيقى والدراما التليفزيونية.. وفي نهاية الحفل تم تكريم الدكتورة عفاف طلبه والدكتور مجدي مرعي.

 

جدير بالذكر، أن دار الكتب والوثائق قد أعدت برنامجا حافلا بالأنشطة الثقافية خلال شهر رمضان المبارك. كما تنظم مسابقة يومية للأطفال بعنوان "كل يوم سؤال"، وذلك من خلال صفحة مركز توثيق وبحوث أدب الطفل، ويتم اختيار فائز يوميا ويحصل الأطفال الفائزون على مجموعة من الكتب، كما يتم إرسال الكتب في طرود بريدية للفائزين في المحافظات، تشجيعا لهم على المشاركة، وتفعيلا لمبدأ العدالة الثقافية.