مايا مرسي: المرأة الفلسطينية تُعاني جميع أشكال التحديات على الإطلاق
محمد يحيي
أكدت الدكتورة مايا مرسي، رئيسة المجلس القومي للمرأة ووفد مصر المشارك في فعاليات الدورة 68 للجنة وضع المرأة بالأمم المتحدة المنعقدة حاليا في "نيويورك" أن المرأة هي الطرف الأكثر تضرراً ومعاناة من ويلات الحروب والنزاعات المسلحة وما تعانيه المرأة الفلسطينية الآن يمثل جميع أشكال التحديات التي تواجه المرأة في ظل الحروب على الإطلاق.
وأشار المجلس - في بيان اليوم الخميس - إلى أن ذلك جاء خلال مشاركتها في الحدث الجانبي رفيع المستوى الذي نظمته الأمانة العامة لجامعة الدول العربية باسم لجنة المرأة العربية بعنوان "كسر القيود.. سعي النساء في غزة للحياة" بحضور السفيرة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية، والدكتورة آمال حمد وزيرة المرأة بفلسطين، ورؤساء الآليات الوطنية المعنية بشؤون المرأة في الدول العربية، بمشاركة ممثلي المنظمات والهيئات الأممية المعنية وكبار المسؤولين وعدد من السفراء الأجانب في "نيويورك".
وقالت الدكتورة مايا مرسي - في كلمتها - "تتزامن اجتماعاتنا السنوية هذا العام مع مرور أكثر من 157 يوما على العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، وأكثر من 75 عاما على الظروف الاستثنائية العصيبة التي تعاني ويلاتها الشقيقة الغالية فلسطين الحبيبة، هذا الجرح الغائر في قلوبنا هو عمر القضية الفلسطينية".
وأضافت "ونحن نناقش هذا العام قضايا المرأة والفقر، فلا خلاف على أن المرأة هي الطرف الأكثر تضرراً ومعاناة من ويلات الحروب والنزاعات المسلحة وما تعانيه المرأة الفلسطينية الآن يمثل جميع أشكال التحديات التي تواجه المرأة في ظل الحروب على الإطلاق".
وتابعت "مع مرور أكثر من 150 يوما كاملة على انهيار جميع قيم ومعاني الإنسانية وعلى تلك المأساة الإنسانية التي تعجز الكلمات عن وصفها، وفي ظل المطالبات بالتهجير لأكثر من مليوني إنسان لهم كامل الحق في الأرض، في الحياة، في الحلم، وفي المستقبل، نجد المرأة الفلسطينية مخيرة بين الموت أو استشهاد فلذات أكبادها أو تطهير عرقي أو تهجير قسري أو الحياة مع مرارة العجز في كل لحظة أمام جوع وعطش فلذات أكبادها".
وأردفت أن انعدام الأمن الغذائي؛ أدى إلى مجاعة غير محتملة، ونقص المياه وصل إلى حد غير مسبوق، ووفيات الأطفال، وخاصة الرضع، تشكل تهديدا متزايدا بسبب الجفاف، ومع معاناة الحياة بالخيام أو في العراء في ظل الشتاء القارس، فسلام على أرواح بريئة لم تشعر يومًا بالسلام.
وأوضحت أن أكثر من 157 يوما وعدد القتلى والجرحى والمفقودين بالآلاف وفي ازدياد كل لحظة، وأكثرهم من الأطفال والنساء، والمنازل تدك فوق رؤوس ساكنيها، والمدارس تدك فوق رؤوس الأطفال، والمستشفيات تدك فوق رؤوس المرضى والأطباء، ودور العبادة تدك فوق رؤوس مرتاديها، والسماء تمطر ليلا ونهارا صواريخ وقذائف محرمة دوليا، والأجساد أصبحت أشلاء.
وأشارت إلى أن أكثر من 157 يوما والمرأة الأسيرة تعاني جميع أشكال العنف في سجون الاحتلال، والمناضلات الفلسطينيات تتعرضن إلى انتهاكات التحرش اللفظي والجسدي والتهديد بالاغتصاب".. متسائلة: "هل ينتصر القانون الدولي الإنساني للحق في الحياة وفي تقرير المصير؟".
ولفتت الدكتورة مايا مرسي إلى أن اليوم العالمي للمرأة جاء هذا العام والمرأة الفلسطينية تتجرع جميع أشكال الألم والمعاناة والقهر وانعدام الضمير الإنساني وانعدام العدل، ومع ذلك نجدها تضرب أروع الأمثلة في الصمود والنضال والتضحية والعطاء والصبر وتحدى الصعاب وتحمل مسؤوليات عظيمة.
وقالت "انتهز هذا الاجتماع المهم للتأكيد على أن ما يحدث في قطاع غزة ليس حرب، فللحرب قواعد، هذا عدوان ولا يوجد "طرفي الصراع"،فمن هم طرفي الصراع،هل الأطفال في المستشفيات؟أم النساء في المنازل؟أم الأطفال في المدارس ؟أم مرضي السرطان؟".
وتابعت "اسمحوا لي ونحن في قلب الأمم المتحدة أن أكرر النداء المُلح للأمم المتحدة وآليات القانون الدولي بالوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار في قطاع غزة بلا قيود أو شروط الآن وليس غدًا من أجل الإنسانية" مشددة على ضرورة عدم السماح بالتهجير القسري للنساء والأطفال خارج أرضهم مهما كان الثمن، الآن وليس غدًا؛ من أجل الإنسانية وتوفير حماية خاصة للنساء والأطفال وضمان سلامة المدنيين الآن وليس غدًا من أجل الإنسانية.
وطالبت بعدم السماح بازدواجية المعايير الدولية في حقوق الإنسان، مطالبة بقيام المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لإنفاذ المساعدات الإنسانية لقطاع غزة دون إبطاء أو عراقيل وفتح كافة المعابر من جانبها ووقف عرقلة الشحنات الإنسانية على ضوء ما كشفته التقارير الأممية من وصول القطاع لحافة المجاعة وذلك بعد أن اصبح الجوع يستخدم كسلاح للعقاب الجماعي ضد المدنيين العزل.
وأعربت - في كلمتها - عن تمنياتها بأن يأتي اليوم على منطقتنا العربية دون نزاعات أو حروب أو احتلال، وأن تنعم دائمًا بالأمن والاستقرار والرخاء، وأن تنعم فلسطين الغالية بحق تقرير المصير وإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها "القدس" وأن ينعم أهل فلسطين بالحرية والأمن والسلام.
يذكر أن فعاليات الدورة 68 للجنة وضع المرأة بالأمم المتحدة هذا العام تناقش "تسريع تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين جميع النساء والفتيات من خلال مواجهة الفقر وتعزيز المؤسسات والتمويل للقيام بذلك" ، و تعقد خلال شهر مارس الجاري.