
رمضان في مصر.. تعرف على عادات وتقاليد المصريين في الشهر الكريم

ساره وائل
تختلف أجواء شهر رمضان عن باقي أشهر العام، ولكل بلد طريقته الخاصة في الاحتفال بهذا الشهر الكريم التي تُظهرعاداته وتقاليده في الاحتفال بشهر الخير والبركة. وفي هذا المقال سنتحدث عن رمضان في مصر وكيف يستقبل المصريون شهر رمضان بطريقتهم الخاصة، وما يصاحبه من احتفالات، وما يرتبط به من عادات وتقاليد تمسك بها المصريون عبر عقود من الزمن.
رمضان في الشوارع المصرية:
"رمضان في مصر حاجة تانية".. فحتى قبل أن يستطلع المسلمون هلال شهر رمضان في مصر وتبدأ الاحتفالات والتجهيزات والاستعدادات، فتجد الشوارع و البنايات بمختلف أحجامها وقد تحلت بزينة رمضان المُبهجة و بالفوانيس والإضاءات المرتبطة بهذا الشهر المبارك، وتسمع وأنت تسير في شوارع الأغاني الرمضانية.
الخيامية في مصر:
ومن أبرز مظاهر الاحتفال في مصر الخيامية.. تنتشر بألوانها المبهجة أغطية "الخيامية" في المنازل المصرية استعدادًا لاستقبال شهر رمضان المبارك، وتلك الأغطية ومنها أيضًا الوسائد تمنح الأجواء طابعًا تقليديًا خاصًا، وتشكل نتاج حرفة تعود إلى أزمنة قديمة في مصر.
وكان الحرفي كريم خلف أوضح أن الأصل في حرفة الخيامية كان صناعة الخيام للجيوش المحاربة.
أعمال الخير وشنط رمضان:
يقول خبير الآثار الدكتور عبدالرحيم ريحان، خلال الشهر الكريم، تزداد أعمال الخير حيث تنشط الجمعيات الأهلية المختلفة بإعداد ما يعرف بـ"شنطة رمضان"، والتي يشارك في إعدادها الحكومة والجمعيات والأهالي ويحرص بعض المحافظين على توزيعها بأنفسهم، وتتسع أعمال الخير من موائد الرحمن التي تنتشر عبر أحياء وشوارع وميادين القاهرة ويشارك بها كل أصحاب الخير في مصر.
وفي سياق متصل، إن رمضان في مصر ارتبط كذلك بحلويات معينة أبرزها الكنافة وأم علي و القطايف، ولها أصول تاريخية وتجهز أفران الكنافة بالشوارع ويتجمع الأطفال حول بائع الكنافة ليشاهدوا طريقة رشها على الفرن، وكذلك القطايف بأنواعها وأحجامها المختلفة.
وبعد صلاة التراويح ينطلق الشباب إلى منطقة الحسين والأزهر الشريف لتناول الحلوى المختلفة من أم علي وأرز باللبن، والبعض يتناول الإفطار بالمنطقة خصوصاً الفول بالزيت الحار والمطاعم المتنوعة بالمنطقة، ويحرص البعض على زيارة منطقة السيدة زينب والسيدة نفيسة وتنتشر الليالي الرمضانية المختلفة لتعرض الفنون الشعبية التراثية بالمواقع الأثرية، ومنها بيت السناري بالسيدة زينب ومدرسة السلطان الغوري ووكالة الغوري بالغورية وقصر الأمير طاز بمنطقة الخليفة بالقلعة بشارع السيوفية المتفرع من شارع الصليبة.
و أيضا من عادات المصريين با الشهر الكريم:
شراء السلع الرمضانية: يبدأ المصريون في شراء المستلزمات الرمضانية مثل ياميش رمضان، والفوانيس، وشراء الزينة الرمضانية يُعد من الأساسيات.
جمع مبالغ الزينة: فيبدأ الجيران بجمع المال لشراء زينة رمضان، وتزيين الشوارع بها.
تبادل التهاني: فيقوم الشعب المصري بالاتصال بأفراد الأسرة والأصدقاء لتهنئتهم بشهر رمضان المبارك، أو إرسال رسائل التهنئة لهم.
المشروبات الرمضانية: ينتشر في مصر الكثير من المشروبات الرمضانية، مثلك السوبيا، والخروب، التمر الهندي، الدوم والكركدية أو العناب، والعرق سوس.
الموائد الرمضانية أو موائد الرحمن: وهي موائد يتم تحضيرها لإفطار الصائمين من الأيتام والمحتاجين.
ختم قراءة القرآن الكريم: يعتبر من أشهر العادات الرمضانية المصرية، وتون هناك منافسة بين المصريون على عدد مرات ختم قراءة القرآن الكريم
وحتي و بعد نهاية الشهر الكريم تستمر مظاهر الاحتفال:
في نهاية رمضان... تبدأ صناعة كعك العيد بأشكاله المختلفة وهي صناعة تراثية أيضاً وفي المناطق الشعبية ترى النساء يحملن صاجات الكعك وينتظمن في صفوف أمام الأفران حتى يأتي الدور لتسويته، وتتسابق المحلات لصناعة هذا الكعك لتوفيره ولكن متعة الأطفال بصناعة الكعك لا تفوقها متعة وهناك عادة لن تنقطع أبداً وهي حرص المسلمين على إهداء المسيحيين المجاورين لهم والأصدقاء كميات من هذا الكعك للمشاركة في الفرحة ويحرص المسيحيون في أعيادهم على هذه العادة التي تؤكد ترابط نسيج الأمة دائماً.