الكاتبة الصحفية هايدى فاروق تحتفل بتوقيع مجموعتها القصصية "امرأة البدايات"

الشاعر جمال بخيت : أهم شعراء العامية قدمتهم «صباح الخير» للقراء 

«صباح الخير»  نقلت الفن التشكيلي من المعارض إلى بيوت عشاقها لتصبح معارض دائمة 

الدكتورة عزة بدر: الصحافة رافد تعطى كاتب القصة القصيرة كنزًا من الخبرات. وهى رافد مهم للأدب يثريه ويغنية

الدكتور عبد السلام الشاذلي : نحن إمام موهبة أدبية، تربط أوضاعنا الاجتماعية  الواقعية بماض موغل في القدم، عبر حدس جمالي، يكشف دون ادعاء او تملق عن حساسية أدبية جديدة.

في أمسية مبهجة احتفلت الكاتبة الصحفية هايدي فاروق بتوقيع ومناقشة مجموعتها القصصية امرأة البدايات بمؤسسة روزاليوسف، للمجموعة بحضور عدد من النواب ورؤساء الأحزاب والشخصيات العامة والصحفيين.

وأشاد النقاد بالمجموعة القصصية، التي مزجت فيها الكاتبة بين خبراتها الصحفية، وما استلهمته من الواقع، وبين قدرتها الأدبية على صياغة قصصها بسرد قصصي يسلط الضوء على عدد من القضايا المجتمعية وابعادها النفسية.

شارك في  الحلقة النقاشية الكاتب الصحفي الشاعر جمال بخيت رئيس تحرير مجلة صباح الخير الأسبق، فيما قدمت الكاتبة الصحفية الأدبية دكتورة عزة بدر دراسة نقدية للمجموعة، فيما تطرق الكاتب الصحفي محمد هيبة رئيس تحرير صباح الخير الأسبق لبدايات الكاتبة وتطورها المهني،ومشاركتهم المنصة الإعلامية القديرة هالة حشيش، التي اشادت بموهبة الصحفية الاديبة هايدي فاروق.

 

استهل الشاعر القدير جمال بخيت الندوة بالتأكيد على أن مجلة صباح الخير، أنجزت مشروعا إبداعيا فنيا عظيما اسمه «شعر العامية المصرية»، أسساه فؤاد حداد وصلاح جاهين، أبناء صباح الخير، شاركهما فؤاد قاعود وقدموا هم الثلاث عبد الرحمن الأبنودي وسيد حجاب ونجيب سرور وأحمد فؤاد نجم وعبد الرحيم منصور ومجدي نجيب فلا يوجد اسم مهم من شعراء العامية إلا كانت مجلة صباح الخير قد تولت تقديمه.

وفي مجال الكاريكاتير قدمت صباح الخير مدرسه كان لها بالغ الأثر في الموهوبين بالوطن العربي، مضيفًا: عندما قابلت أهم فنان كاريكاتير في العالم العربي ناجي العلي في الإمارات وقدمتني له صديقة مشتركة وكان معروفا عنه أنه ينفر من معرفة الناس فقالت له جمال بخيت صباح الخير وإذ بناجي العلي الذي ينفر من معرفة الناس يحضنني بقوة ويقول لي ياجمال إن نفس الحياة الذي أخذته وأنا في المخيم كان وصول مجلة صباح الخير إلينا فتعلمت منها ماذا يعنى الكاريكاتير وما هو الموقف... وكيف أن هذه الخطوط البسيطة تحمل هموم شعوب وقضايا وطن!!

 

وأضاف بخيت أيضا في الفن التشكيلي صباح الخير هي من نقلت  الفن التشكيلي من المعارض للبيوت وساهمت في وجود معرض دائم في كل بيت... وفي فن السينما شارك الكاتب  حسن فؤاد في كتابة فيلم الأرض و الأديب علاء الديب شارك في كتابة فيلم المومياء، ورؤوف توفيق فيلم زوجة رجل مهم والأديب صبري موسى سيناريو وحوار فيلم البوسطجي وفي المسرح نهاد جاد بمسرحية علي الرصيف... وصباح الخير لا زالت قادرة على إثراء الحياة الأدبية والفنية...بشبابها من المواهب الأدبية .  

 

فيما أكدت الدكتورة عزة بدر في دراستها التي قدمتها عن المجموعة القصصية «امرأة البدايات» والتي حملت عنوان "علي اجنحة الواقع والخيال"، أن هايدى فاروق تحلق بجناحين جناح الواقع وجناح الخيال، كما كان يقول الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس: «انه يكتب الصحافة كأديب ويكتب الأدب كصحفي».

وأضافت دكتورة عزة، هايدى فاروق تسير علي نفس النسق بالاستفادة من الصحافة في كتابة القصة، مشيدة  بقصتى الأرجوحة وامرأة البدايات مؤكدة أن قصة امرأة البدايات هى قصة جريئة جدا تجعل الإنسان يكتشف أن الفتاة العصرية مختلفة فهى تدرك طبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة بينما يتسائل الرجل عن سر سحر اللقاء لكن نكتشف أنها وحدها من تعرف السر... فهى تدرك أن البدايات سعيدة وأنها لها كلها... مؤكدة أن امرأة البدايات عنوان ساحر يعكس خبره مختلفة ويعكس جرأة من المرأة في التعبير عن مشاعرها فهى من تقود العلاقة... وهى لقطة قصصية وإنسانية ألتقطتها الكاتبة بمهارة، فالشخصيات عند القاصة هايدى فاروق تتطور ولا تقف عند نقطة معينة، والحكى لايقف محلك سر لكن كل نقطة تأخذنا إلى تطور جديد في الشخصية والأحداث.

وأكدت الدكتورة عزة بدر أن القاصة تمسك بتلابيب الواقع في قصص عديدة، وقد افادها كونها صحفية، فالصحافة تعطى لكاتب القصة القصيرة كنز من الخبرات، وهى رافد مهم للأدب يثريه ويغنية بموضوعات جديدة وعصرية وجديدة في التناول.

 

وعن الحوار الدرامي قالت الدكتورة عزة بدر: الحوار يعد تقنية مهمه في قصص كثيرة لهايدى فاروق وهى تستعين بلغة سهلة وسلسلة فنقرأ قصصها باستمتاع.

فيما عرض الكاتب الصحفي محمد هيبة مقال قدمت فيه الكاتبة الصحفية القديرة هايدي فاروق في بدايتها الصحفية بعد نشر أول قصة قصيرة لها، والتي اشادت فيه بموهبتها.

وأشادت الدكتورة عزة بدر برسومات القصص وبالغلاف الذي قام برسمة الفنان أحمد جعيصة مؤكدة أنه أعاد لنا الطقس الفنى الجميل بعناق الفن التشكيلي مع الأدب.

الدكتور عبد السلام الشاذلي أستاذ الفكر والنقد العربي المعاصر وعضو مؤسس للجمعية المصرية للنقد الأدبي قال: إن هذه المجموعة اسماها لوحات قصصية أو لوحات فنية كما كان يطلق  الأديب الكبير يحيي حقي علي بعض المجموعات القصصية الأولى.

وبالنسبة للإيقاع العام الذي يبدأ بالأرجوحة فهي رمزية تكشف كيف يستطيع الإنسان أن يتخلص من الاعتماد علي الآخر وعندما يعلو الإنسان عن سطح الأرض ويتكبر فأنه يسقط لكنه عندما يلامس الأرض بشكل ما فإن هذا رمز للنماء، وبالانتقال لقصة أخرى وهي قصة امرأة البدايات.

 

طرح الدكتور الشاذلي سؤالا لماذا تقرأ بطلة القصة الرجل في البدايات لكنها لاتقرأه في النهايات؟! موضحا أنه لا يحاكم الكاتبة لكنة يطرح سؤالا... مشيرًا إلي انه لفت نظره عباره في القصة وهى وصفها للبطل بأن نظراته تخترقها تريد أن تكتشتف ماتحت جلدها ولحمها وعظامها... هذا السياق اللغوى التلقائي به بساطة وعمق... إن هذه المجموعة القصصية للكاتبة المبدعة الواعدة تكشف لنا عن ميلاد كاتبة ذات موهبة اصيلة حقا، في تفصل حركة السرد بنوع من المهارة الفائقة، عبر أسلوب ذي إيقاع يتسم بالسلاسة والحيوية، لا تجد فيه أدنى مظاهر التقعر او التفاصح.

وأختم الشاذلي  بأن قصتي  البدايات، والارجوحه، التي ترمز الي محور المغزى الفني، لمجل هذه القصص القصيرة كلها. حيث نرى أنفسنا، امام صورة امرأة مصرية جديدة، تتحدى العجز، والإتكال على الغير، امرأة تمضي بثقة واقتدار نحو غد مشرق، وثمة لمسة فنية عميقة، ذات بعد رمزي، يذكرنا ببعض شظايا الملاحم الكبري، حيث نرى قدمي بطلة هذه القصة، تدفع الارجوحة دفعا، وهي تلمس الأرض، بثقة وشجاعة واصرار.

 

ألم تكن مأساة بطل الالياذة اخيليوس، هي التعالي عن الأرض. جميل جدا أن تأخذنا قصة قصيرة جدا، إلى عالم الملاحم الكبري، نوع من التلقائية الفنية البحتة، نحن نقف إذن، إمام موهبة أدبية حقه، تربط أوضاعنا الاجتماعية  الواقعية بماض موغل في القدم، عبر حدس جمالي، يكشف دون ادعاء او تملق عن حساسية أدبية جديدة.

 

ومن جانبها أشادت الدكتورة إيمان كريم المشرف العام للمجلس القومى لذوى الأعاقة بقصة "نصبة بية" والتي تناولت قصة معاناة أم لطفل مصاب بشلل دماغى ومدى معاناتها مع المجتمع والأهل... وهى قصة لأمهات كثير ممن ينجبن أطفال لديهن أعاقة لأن الثقافة العامة في مجتمعنا المصري هو أن الطفل الذي لديه اعاقة هو طفل يستحق الشفقة والعطف وليس الحق في الحياة وأن هذا الحق للأطفال في المجتمعات التي تمتلك المال والرفاهية وأن الطفل المعاق ليس لديه مجتمع يدعمة... وأشارت الدكتورة إيمان لمبادرة أسرتى قوتى من منطلق أن الفرد منبع قوته أسرته... مشيرة إلي أن المبادرة هى مبادرة قومية ستستمر حتى عام 2025، وتستهدف توعية وتمكين ودعم الأشخاص ذوي الإعاقة وذويهم على مستوى محافظات الجمهورية... ومن جانبها اشادت الدكتورة رحاب العوضي استاذ علم النفس السلوكى بسرد القاصة للجانب النفسي في عدد من القصص وأختصت قصة بوست مجهول الهوية التي تتناول مشكلة اكتئاب مابعد الولادة وإيذاء المرأة لنفسها بسبب خجل الكثير من أن يعترفن بالاكتئاب نظرا لربط ذلك بعدم الإيمان... مؤكدة أن الاكتئاب مرض نفسي يستدعى العلاج والذهاب للطبيب وليس له علاقة بالدين... وأشارت العوضى إلي ان هايدى استخدمت مفردات حديثة في القصص... كما ناقشت تردد البعض في الذهاب للطبيب النفسي... كما ناقشت ايضا تجاهل الزوج لمشكلة زوجته حتى لايطالب بمجهود مضاعف في إسعادها...

الكاتبة الصحفية ريهام الصواف خبيرة العلاقات الأسرية والزوجية، أكدت أن القصص التي تناولت المشاكل  بين الأزواج  شديدة الحساسية .. 

حيث تقع كثير من النساء في صراعات في حياتها الشخصية  وتكمل النساء في علاقات مشوهة مسمومة لمجرد ضغط من المجتمع أو بسبب أن الزوج هو مصدر المال وتكون الضحية الطفل الذي يعيش في اسرة مفككة.

 

من جانبه أكد الكاتب الصحفي أيمن عبدالمجيد رئيس تحرير بوابة روزاليوسف، أن القاصة هايدي فاروق نموذج لجيل جديد من شباب مؤسسة روزاليوسف، يؤكد أن دماء جديدة تضخ في شرايين الإبداع بالمؤسسة، تلك التي اسستها فاطمة اليوسف تلك الفتاة القادمة من لبنان لتواجه أمواج التحديات، لتؤسس مجلة للنقد الأدبي البناء، وسرعان ما باتت المجلة السياسية الأولى في الشرق الأوسط، والمؤسسة التي قدمت للصحافة المصرية والعربية مُبدعين متعددي المواهب ما بين مؤهله الصحافة وكتابة القصة والرواية والسيناريو .

وأضاف عبدالمجيد، هايدي فاروق أحد أبناء جيل جديد يجمع بين موهبة الكتابة الصحفية والكتابة الأدبية، تستقي من خبرات المهنة وشخصيات الواقع ابطال قصصها التي تمزج فيها الواقع بالخيال الأدبي، مشيدًا بتجارب الزميلتين أماني زيان كاتبة "بنت عايشه لوحدها"، والتي تروي فيها قصة فتاة قررت العيش بفردها لتواجه صعوبات الحياة وهي في بداية عقدها الثاني.

من بين الحضور النائب تيسير مطر وكيل لجنة الصناعة بالشيوخ ورئيس حزب إرادة جيل وأمين عام تحالف الأحزاب المصرية والدكتور حسين أبو العطا رئيس حزب المصريين وحسن ترك رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي.

 

وكمال حسنين رئيس حزب الريادة والنائب أحمد علي عضو مجلس النواب، والدكتورة إيمان كريم المشرف العام للمجلس القومي لذوي الإعاقة، والدكتورة شهيرة خليل رئيس تحرير مجلة سمير، ومدير مركز التراث بدار الهلال والكاتب الصحفي محمود نفادى، وأستاذ الفكر والنقد العربي المعاصر الدكتور عبد السلام الشاذلي. والدكتور أرمين مظلوميان رئيس الهيئة الوطنية الأرمنية وحسن هويدى وكيل وزارة الأعلام الأسبق، والمذيعة بالنيل للأخبار  أمل نعمان، وماجدة شورية عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، الفنان مصطفى الشيخ رئيس الجمعية المصرية للكاريكاتير والفنان فوزي مرسي الأمين العام للجمعية والفنانين سمير عبد الغني وماهر دانيال وخالد المرصفي والفنان حسن فاروق..