عكس كال التوقعات.. لم تكن الاحتفالية لدعمهم فقط، ولكن كانت دروسا لنا لنتعلم منهم، وأولها أن يتعلم كل منا سواء فرد أو شعب بأكمله أو دولة، معنى التحدي وتخطي الصعاب، طبعا عرفتم من هم! إنهم ذوي الهمم، خلال الاحتفال بذهاب 53 لاعبا منهم لباريس لتمثيل مصر في بطولة العالم للقادرين باختلاف في عدة رياضات عالمية مختلفة.
وظهر التحدي والمفاجأة التي لم يتوقعها أي من الحضور، أن تقوم إحدى بطلات ذوي الهمم، إنجي محمد الطالبة بكلية الألسن جامعة المنيا قسم اللغة الإيطالية وتتحدث باللغة الإيطالية بطلاقة أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي حضر الاحتفالية، بصورة أبهرت الجميع.
والغريب أن تلك اللغة الإيطالية ليست من اللغات البسيطة وتعلمها أمر صعب بالنسبة لبعض الأشخاص العاديين، فما بالك ذوي الهمم، حيث يوجد 12 مستوى فى تلك اللغة حتى يمكن التحدث بها، كما تتبع قواعد نحوية معقدة، وتوجد فيها العديد من الصفات والصفة المحلية التي يصعب فهمها واستخدامها بطريقة صحيحة.
أيضا ظهر التحدي فى إلقاء الطفلة روضة وليد الطالبة ذات 9 سنوات بالصف الرابع الابتدائي، بمدرسة نجيب محفوظ، قصيدة شعر بعنوان "صباح الفل على بلدي"، فمن المعروف أن إلقاء الشعر حتى لو كان موهبة مغروسة في الفرد العادي، لكن لا بد أن يصقلها ليكتسب الأساسيات والأدوات التي تجعل الموهبة متمكنة وقوية، وهذا هو التحدي الذي واجهته تلك الطفلة من ذوي الهمم.
وغيرها من التحديات التي تمثل نبراسا نتمسك به في مسيرة حياتنا ، فعلى مستوى الدولة، فمهما كانت التحديات الاقتصادية غير المسبوقة، فالدولة تصر على مواجهتها، وبذل كال الجهود اللازمة لتجاوزها، وتحقيق أهداف رؤية 2030 الخاصة بالتنمية المستدامة، وكذلك السير فى خطوات أول استراتيجية وطنية شاملة لتغير المناخ في مصر 2050، والتي من بين أولوياتها مجالات الطاقة المتجددة، والهيدروجين الأخضر، والنقل المستدام، وإزالة الكربون من قطاعات مثل النفط والغاز، والصلب والأسمنت، والزراعة المستدامة، وإدارة المياه.
أيضًا التحدي لكل فرد عادي، من حيث البحث دون يأس عن العمل المنتج الهادف لصالحه ولصالح البلد، والعمل بجد وإثبات التميز فيه، وتخطي كل الصعوبات التي تواجهه، والوقوف بعد التعثر والنجاح بعد الفشل، فهذا هو التحدي الحقيقي، الذي يميزه عن غيره ويفخر به على الدوام.
كما لا يفوتنا جهود الدولة في عهد الرئيس السيسي، التي تمثل تحديات لدعم ذوي الهمم، والتي تمثلت باعتراف دولي، باختيار مصر ضمن أهم 10 دول على مستوى العالم في مجالات سياسات توظيف الأشخاص ذوي الإعاقة.
وتحدي إدماجهم في التكنولوجيا الحديثة من خلال إنشاء المركز التقني لخدمات متحدي الإعاقة الذي يعد الأول من نوعه في الشرق الأوسط وإفريقيا، وتحفيز المبتكرين وشركات البرمجيات لتطوير برامج وتطبيقات لخدمة أصحاب الهمم باللغة العربية، كما أنه لأول مرة في تاريخ مجلس النواب المصري وجود 9 نواب من ذوي الهمم، مع تأسيس أول صندوق استثماري مفتوح لدعم المؤسسات ذوي الإعاقة وبطاقة الخدمات المتكاملة لأصحاب الهمم.



