عاجل
السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

خليل الذوادي يكتب: ليلة تراثية لا تنسى

في أمسية لطيفة من أمسيات مدينة المحرق، دعانا الزميل والأخ الكريم عبد المنعم محمد العيد على عشاء في بيت من بيوت المحرق القديمة، حيث استطاع من خلال عشقه وولعه بالموروث الشعبي البحريني أن يجعل من البيت القديم مصدر إشعاع ذكرنا بأيام جميلة كلنا نستمتع بموروثاتنا الشعبية، تراث يذكرنا في الأكل والشرب، واستخدام الأدوات التراثية في الزينة وفي المناسبات الأهلية والوطنية، والبيت الذي تعب الأخ عبد المنعم في المحافظة على الموروث وإبرازه بشكل جميل وكل قطعة لها تاريخ وغرض من استخدامها والزمن الذي ظهرت فيه والزمن الذي اختفت ومصادر هذا التراث من دول عربية وأجنبية نقلها لنا أهل البحرين في سفرهم بغرض التجارة وتبادل السلع والتعرف على الإمكانات المادية التي تستطيع أن تجلب هذا الموروث من أصقاع مختلفة ولأغراض شتى، وقد حرص مضيفنا أن يجمعنا مع اشقائه عبد العظيم والسفير عبد العزيز وعبد الرحمن أبناء المربي الفاضل يرحمه الله الأستاذ محمد العيد، الذي عشق البحرين وثقافتها وتراثها وقيمها فأورث أبناءه حب موروثنا الشعبي التراثي القيم، وكانت أيضا مناسبة أن التقينا سعادة الأخ عبد الرحمن القعود سفير مملكة البحرين في الهند والأخ سعادة السيد وحيد مبارك سيار سفير مملكة البحرين.



شكرا للأجداد والآباء الذين حفظوا لنا كل هذا الموروث التراثي القيم.

هذه الأدوات ليست جامدة ولكنها ناطقة بالفعل بما تشكله من استخدامات وكأننا نقول بأن كل قطعة تحكي قصة وحكاية ورواية، وقد أتيحت لي الفرصة للالتقاء بهؤلاء الهواة في أكثر من موقف ومكان، وبالفعل في كل زيارة استفيد كثيرا وأتعرف على معلومات جديدة واستخدامات متنوعة وهؤلاء الهواة وهم يشرحون لنا كل قطعة واستخداماتها تشعر بهذا الحب والتعلق بالموروث في شرح به تشويق وكل قطعة عندهم لها حكاية في الجمع والمحافظة عليها، تبادلها ربما بقطع أخرى، فأحيانا الكم الموجود عندهم يتيح لهم المجال للتبادل بقطع أخرى نادرة عندما استمع إلى هؤلاء الهواة وهم يشرحون لنا عن كل قطعة تراثية أشعر بذلك الحب والرغبة في التطوير والحرص على المحافظة على الموروث، وضرورة إبرازه في مناسبات كثيرة لأهل البحرين وللأشقاء جيراننا في الخليج العربي وعلى امتداد وطننا العربي شمالا وجنوبا، شرقا وغربا.

لدى سوريا وزملاء الأخ عبد المنعم العيد. كان المجلس لا يخلو من حديث الذكريات فكل قطعة من مقتنيات الأخ عبد المنعم تتحدث عن نفسها كما أننا لنا مع كل قطعة ذكريات أحداث وذكريات استخدام في الأكل والشرب والزينة، مقتنيات عبد المنعم العيد كثيرة وقد وعدنا بزيارة مكان آخر له أكبر حجمًا وفيه مقتنيات أكثر، ولقصر الزيارة لم نتمكن من زيارة بيته الآخر، لكنه وعدنا بترتيب زيارة مستقبلا بيت عبد المنعم العيد ذكرني بمجلس الأخ عبد الله باقر بو محمد بالرفاع وبيت عبد العزيز بوزبون التراثي وبيت صالح محمد الحسن بو عبد الناصر ومنازل تراثية بها مقتنيات نادرة في المنامة والمحرق والرفاع والحد وبقية المدن والقرى.

إن التراث هو هوية كل مجتمع والمحافظة عليه وإبرازه في الأماكن السياحية يضيف أبعاداً جديدة ويسهم في التطوير والبناء ويشعر المواطن بانتمائه إلى موروث له عمقه الحضاري والثقافي والعلمي.. كل يوم يمر علينا نشعر بأهمية التذكير بهذا الموروث وضرورة المحافظة عليه، وإذا كانت قرية التراث في المحافظة الجنوبية ما بين عسكر وجو قد خلقت في مناسبات وطنية اهتماما فإننا مدعوون لتعميمم ذلك في مدننا وقرانا وسوف نفاجأ بهذا الكم الهائل من الموروث الذي حرص أبناء البحرين على الاحتفاظ به والاهتمام بإبرازه بكل فخر واعتزاز ستظل موروثاتنا الشعبية لها مكانتها وضرورتها وعلينا أن نتعاون مع الهواة في إبراز نشاطهم وتشجيعهم، وربما تتاح.

هؤلاء يستحقون بالفعل التشجيع والأخذ بيدهم للاهتمام بموروثاتنا الشعبية وبالأدوات التي استخدامها أهل البحرين، والتي تنم أيضًا عن تواصل حضاري وثقافي لا غنى لنا عنه. 

واليوم نحن نتكلم عن السياحة وأهمية هذا المرفق الحيوي في دعم الاقتصاد الوطني وأعتقد أن هذه البيوت والمقتنيات التي حرص الهواة على جمعها وتبويبها والعناية بها تستدعي من الجهات المختصة والوزارات المعنية الاهتمام بهذه البيوت وتشجيع المواطنين على النهوض بهذه الهواية بأن يتم تخصيص سوق يؤمها السواح لبلدنا من جميع أنحاء العالم كما يتم من خلاله تعارف الهواة على ما يحتفظون به، وفي نفس الوقت نتيح لأبنائنا وأحفادنا الاطلاع على الموروث التراثي الشعبي، والتواصل الحضاري الذي كان قائما بين أهل البحرين والشعوب الأخرى في آسيا وإفريقيا وبعض البلدان العربية.  

الفرصة لأبنائنا وأحفادنا بتقليد هذا الموروث.. وبحيث يكون لها الاستخدام العصري الذي يُعيد إليها رونقها وبهائها. فشكرًا للأجداد والآباء الذين حفظوا لنا كل هذا الموروث التراثي القيم والشكر للهواة الذين حرصوا على أن يكون هناك تواصل بين الأجيال، فالشكر موصول لهؤلاء الأبناء والأصدقاء الذين أبو إلا أن يحافظوا على موروثاتنا الشعبية من الاندثار والنسيان، فالتاريخ لا ينسى من يحافظ عليه وستظل الجهود المبذولة مقدرة من الجميع طالما حرصنا على إبراز موروثاتنا في كل المناسبات، وليكن رمضان هذا العام انطلاقة للاهتمام بموروثاتنا وإبرازها في ليالي رمضان المباركة.

وعلى الخير والمحبة نلتقي... السفير خليل الذوادي

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز