عاجل
الأربعاء 1 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

د. إيمان ضاهر تكتب.. الحب قوي.. الحب القدير.. والقدير هادئ

فالحب كل قوتي والشعاع السماوي الذي ينيرني.



أليس الحب هو نهر من الدموع وأن تبكي يعني أنك تحب؟ وهل نرى الحب بالعين او بالروح؟ عزيزي القارئ المحب.

إذا لم تنصت لقلبك يتكلم، اصغ إلى صمته فأحيانا يولد الحب الحقيقي في موجات الهمس، أحبك على كل ما أنت عليه، على كل ما كنت عليه وعلى ما ستكون عليه بعد، ما يردده الشاعر أرنست همنغواي. فأينما كنت حبي أنت بيتي وملجأي الوحيد.  قوة وفضيلة هو الحب القدير والهادئ، فرح الروح وسرها أعظم من سر  الموت إلا وهو سر الحب، لغز يرقص ويغني في الزمن وما وراء الزمن وإلى الأبد. أمر غير مفهوم، إنه في العين التي تنظر، في الأذن التي تصغي بقدر ما هو في الأمر الذي نعجب به.

فيا لها قارئي المحب، من كيمياء غامضة! يا لها من انتفاضة من المادية إلى المثالية! اسمك في قلبي ومنحنى عينيك يدور حوله  عالمي بأسره. أليس هو الشعور المشترك الأكثر رواجا في الدنيا بنيته الدلالة الحسية ولا نقاش للدوافع ولا جدال مع الذين يقعون في الحب؟ إنما هناك ليال من الزمن الجميل توعدنا بالفجر الأبيض والصادق، ذروة رؤية العبادة، منقذة ولطالما أشعلت قصص الحب الجميلة مخيلة البشر منذ العصور القديمة في عهد أورفيوس ويوربيدس، والعصر الجاهلي وما بعده من عصور، والشعراء الكتاب وشغفهم الرهيب  والمخلص الحنون والأليم في "الحب" تلك    الإضاءة التي توهبنا معنى للوجود، وحيث يتم التعبير عن الحلم الأبدي بالارتباط القادر على التغلب على الموت.

أيها المتفرج والباحث الأبدي عن فكرة الحب، من أفلاطون حتى روسو وجميل بثينة وامرئ القيس إلى أحمد شوقي ونزار قباني، لم نتوقف عن تمجيد فلسفة الحب ليجسد الطموح إلى  الأبدية والخلود في الحضارة الإنسانية.. وهل يمكننا غض العين عن أساطير الحب الرائعة؟ تظل قصص الحب عند العرب وقصائد الغزل، مضرباً للمثل بالحب الصادق منذ قديم الأزل وحتى يومنا هذا، فإن الحب لا يعرف زماناً  أو مكاناً. فعلى الرغم من عادات العرب قديماً وحرصهم وفرضهم القيود على النساء، إلا أن قصص عشق العرب التي روتها كتب التاريخ.  من أروع الحكايات وأغلب أبطالها شعراء، وأشهرهم جميل بن معمر الملقب بجميل بثينة، الذي بقي على حبه لها حتى وفاته في مصر، وقصة جميل هي القصة ذاتها عن التخلي  بالقوة وعن الإخلاص الدائم. فقد كان جميل  معروفاً في الحجاز، فما من شك أن قصته صحيحة.. وقد قال أجمل شعر الغزل وأرقه.. وهل ننسى قصة حب عنترة بن شداد وابنة عمه عبلة؟   وقيس ليلى.. تلك القصة التي ظلت عالقة بالأذهان طوال عقود من الزمان رمزا للحب وتخليدا له.. وما زالت تدغدغ قلوبنا حتى اليوم، فرجيل  وتحفته تريستان وايزولد، شكسبير في روميو وجولييت، كليوباترا وأنطوني، فيكتور هوغو وجولييت  دروة، لامارتين والفيرا إلخ.. فالنماذج الغرامية  الخالدة كثيرة ويبقى الحب معجزة الحضارة كما يعترف به الكاتب ستندال في كتابه "من  الحب".  أحد الفلاسفة المعاصرين تمكن من  الوصول إلى لغز سحر الحب المزدوج الأبيض والأسود، فأين يكمن السحر الأبيض؟ إنه النابض الحيوي الذي يحثنا على الابتكار والإنجاز، المفتاح الذهبي لمتعة الحب والمحبة تغمر القلب بحلاوة لا متناهية.  وماذا عن السحر الأسود؟ إنها السلطة المظلمة التي تدمر، علينا اجتيازها دون أن تنفجر، دون إلغاء الجروح الأليمة التي تسببها، مدركين أن الحب يجب أن يعاد دوما اختراعه. 

وهنا يذكرنا الفيلسوف سارتر أن متعة الحب تتألف من الشعور بأن للوجود مبررا وذلك في النظرة إلى نقاط ضعف الإنسان ووجوده مأخوذا أو مفترضا "بعيون الآخر".. الحب يخلق كياني إذا أحبني أحد، فأنا كذلك، فمقياس الحب هو أن نحب دون مقياس لأن الحب يحمي القلب من الهاوية.. وما نزرعه حبا في قلوب الآخرين يزهر في قلوبنا أيضًا.

وأخيرا قارئي المحب، لن تعرف أبدا أن روحك تسافر مثل قلب لطيف وبالحديث عن الحب نصبح عشاقا.  أنا مغمورة بصمت عيون المحبة الذي يصم الأذان.  أعشقك يا عاطفتي الجميلة والرائعة بشكل لا يمكن تصوره، اعرضك على الكون  للحظة ثم أحبس نفسي معك وحدي، وانظر إليك إلى الأبد.  عزيزي الحب، أنت بالنسبة لي أجمل ما في  الحياة وأنبل ما على وجه الأرض وستبقى  متألقا بأروع اللطف، وردة لن ينقصها الماء لأنه بدموعي سأسقيها.. يقال إن الحب مفاجئ وأنا أنتظر الحب دائما وربما لهذا السبب لا يأتي أبدا.

متخصصة في الأدب الفرنسي واللغات والفن  الدرامي من جامعات السوربون في باريس.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز