عاجل
الإثنين 17 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

في ذكرى وفاته.. أسرار من حياة الزعيم مصطفى كامل

زي انهاردة زكري وفاة زعيم الأمه مصطفي كامل
زي انهاردة زكري وفاة زعيم الأمه مصطفي كامل

في مثل هذا اليوم 10 فبراير 1908م، توفي الزعيم الوطني "مصطفي كامل باشا" الذي قال "إن من يتسامح في حقوق بلاده ولو مرة واحدة يبقي أبد الدهر مزعزع العقيدة.. سقيم الوجدان".



 

 

هكذا كانت رؤية الزعيم مصطفى  كامل باشا، كانت قوة روحه أكبر من طاقة جسده فملأ الدنيا ضجيجا حتى علمت بقضيته.

في 14 من أغسطس 1874م ولد مصطفى كامل لأب يعمل ضباط بالجيش المصري، وقد رُزِقَ بابنه مصطفى وهو في الستين من عمره. وفي 13 إبريل عام 1895م سافر مصطفي كامل للدعوة للقضية المصرية على نفقة الخديوي عباس حلمي الثاني وكان حينها عمره 21 عاماً.

 

 

ووفق كتاب د. محمد أنيس صفحات مطوية من حياة الزعيم مصطفى كامل "نقرأ" ولما علم بسعي البعض لدي الخديوي لإرجاعه إجابة لطلب جافيو ودلونكل أرسل إلي عبد الرحيم أحمد بتاريخ 4 أغسطس 1895م رسالة يقول فيها : "أخبركم أن من طباعي وربما عرفتم ذلك في أني حر فوق مرتبة الأحرار لا أخالف ما تأمرني به سريرتي ولا تأمرني كما تعلمون إلا بما فيه رعاية مصلحة العزيز والوطن المحبوب وما فيه الذمة والشرف.. وآسفاه عليك يا مصر التعيسة – وآسفاه على فتاك الذي تغرب عنك لاسعافك ونصرتك معتمدا علي كل من في قلبه ذرة من الوطنية فإذا ما وصل هذه الديار وابتدأ في خدمة الأوطان قامت هذه الخصوم وبعض الأحباء ودست له الدسائس ولم يجد له إلا في شخص الأمير أعزه الله عضدا ونضيرا – أي وطني يوافق علي رجوعي بعد أن صرت للانكليز العدو الآلد والخصم الأشد وأي يأس يستولي علي المصريين الذين لا يعلمون يومئذ سبب رجوعي".

وبنفس الخطاب يقول الزعيم: "أفيدكم أنه لابد لي من سياحة في برلين وبطرسبورج وقد أخبرتكم في خطابي الذي أرسلته من فينا أن ما لدي من النقود لا يكفيني إلا لآخر سبتمبر ولعلكم لا تستغربوا من ذلك وأنتم تعلمون أني أصرف كثيرا جدا في الولائم الخصوصية والهدايا العاملان الوحيدان في جلب الكتاب إلينا ". واقترح عليه عبد الرحيم أحمد بك، أن يشيع أنه يريد تحصيل شهادة الدكتوراه في علم الحقوق أو شهادة من مدرسة العلوم السياسية لتدفع بذلك ما تجاسر بعض الناس علي النصح به من عودته . ثم طلب الخديوي من كامل في نفس العام أن يعود إلي مصر، فأرسل كامل رسالة لصديقه محمد فؤاد سليم يقول له فيها إن الخديوي عباس، لم يعد يرسل له المال الكافي لكنه مصمم علي عدم الرجوع ويطلب من أصدقائه في مصر من أجل الوطن أن يمدوه بالمال واضطر كامل للعودة في 9 يناير 1896م ولم يقابله الخديوي بل وتجاهل التماساته في طلب المقابلة.

 

 

واصل “الزعيم مصطفى كامل” حملته السياسية والدعائية ضد الاحتلال البريطاني، وسافر إلي برلين وأصبح اسمه من الأسماء المصرية اللامعة في أوربا، وتعرَّف على الصحفية الفرنسية الشهيرة "جولييت آدم"، التي فتحت صفحات مجلتها "لانوفيل ريفو" ليكتب فيها ، وقدمته لكبار الشخصيات الفرنسية ، فألقى بعض المحاضرات في عدد من المحافل الفرنسية، وزار العديد من الدول الأوربية الأخرى، لإلقاء الخطب وكتابة مقالات في الجرائد لتدعيم القضية المصرية. كما قام بزيارة القسطنطينية لوجود صراعات عديدة مع حاشية السلطان حيث تم منحه لقب باشا. نشر مقالاته في صحف عديدة أهمها "المؤيد" التي كانت وثيقة الصلة بالخديوي عباس الثاني، لكنها أبدت نوعًا من الفتور في نشر بعض مقالاته بعد فتور علاقاته مع الخديوي، وفى 2 يناير 1900م نجح في إصدار جريدة "اللواء" التي انطلق منها للدفاع عن قضيته.

في هذا الصدد يؤكد المؤرخ “لمعي المطيعي” أن مصطفي كامل كان يجاري الخديوي بسبب علاقته به في عدد من المواقف كموقفه من الثورة العرابية ومن الدولة العثمانية ومن فرنسا ، حتى إن موقفه من حركة تحرير المرأة وهجومه علي قاسم أمين كان حسب تعبير سعد زغلول في مذكراته " تقربا إلي الباب العالي ونفاقا لذوي الأفكار المتأخرة ".

زاوج كامل بين النزعة الدينية والنزعة الوطنية وهذا ما أبعده عن أحمد لطفي السيد بل وشن عليه حملة عام 1907م عندما أنشأ جريدته "الجريدة" واشتم فيها رائحة العلمانية التي كان يرى أنها غير صالحة لإصلاح الأمة في ذلك الزمان. وفي عام 1905م اشتد به المرض وبعد عام وقعت حادثة "دنشواي" الشهيرة، فقطع علاجه في باريس، وسافر إلى لندن، وكتب مجموعة من المقالات العنيفة ضد الاحتلال لكشف بشاعة الحادثة والأفعال التي اقترفها البريطانيون ، والتقى هناك بالسير "كامبل باترمان" رئيس الوزراء البريطاني، الذي عرض عليه تشكيل الوزارة، ولكنه رفض هذا العرض.

 

 

وعندما أراد الخديوي عباس الثاني أن يستقل بالسلطة عن سيطرة الإنجليز، بدأ في تأليف لجنة سرية للاتصال بالوطنيين المصريين عام 1895م من أجل الدعاية لقضية استقلال مصر، وقد عُرفت باسم "جمعية أحباء الوطن السرية".

حيث التقى مصطفى كامل وأحمد لطفي السيد وعدد من الوطنيين بمنزل محمد فريد، وتم تأليف "جمعية الحزب الوطني" كجمعية سرية رئيسها الخديوي عباس، واتخذ أعضاء الجمعية أسماء مستعارة لهم، فكان الاسم المستعار للخديوي: "الشيخ"، أما الاسم المستعار لمصطفى كامل فهو: "أبو الفدا" .. ▪️وفي أوائل ديسمبر 1907 وقبل وفاته بـ 100 يوم دعا إلي تأسيس الحزب الوطني ، وانعقدت الجمعية العمومية لأول مرة في فناء دار اللواء وخرج مصطفي كامل بالرغم من مرضه وخطب قائلا: " إننا لسنا حزبًا سياسيا فقط ، نحن قبل كل شيء حزب حياة للأمة ، إنكم أنتم قوتي وساعدي بصفتكم من خير أمة أوقفت لخدمتها حياتي وقواي ، وعقلي وقلبي وقلمي ولساني وصحتي". بعد هذه الخطبة التي أطلقوا عليها "خطبة الوداع"، تأسس الحزب الوطني الذي تألف برنامجه السياسي من عدة مواد أهمها: المطالبة باستقلال مصر، كما أقرته معاهدة لندن 1840م، وإيجاد دستور يكفل الرقابة البرلمانية على الحكومة وأعمالها ، ونشر التعليم، وبث الشعور الوطني.

رأيه في الخلافة والاحتلال :

في عام 1898م ظهر أول كتاب سياسي لمصطفي كامل بعنوان "كتاب المسألة الشرقية" ، وهو من الكتب الهامة في تاريخ السياسة المصرية.

الرحيل : اشتد المرض علي الزعيم الذي جاب الأقطار مدافعا عن قضية بلاده غير عابىء بالمرض ، فتوافد الناس لزيارته وأخذ يحادث أهله عن آماله وأشجانه حتي دمعت عيناه فبكي الحاضرون فقال: " لا تبكوا إني لم أعرف البكاء يومًا علي نفسي، وإذ بكيت اليوم فإنما أبكي لمصر المسكينة ". وفي الثامن من فبراير قبل وفاته بيومين زاره الخديوي عباس حلمي الثاني، وأخذ يهون عليه فطلب منه الزعيم أن يعطف علي الحزب الوطني لأنه أمل مصر فطمأنه الخديوي ، وزاره أمير الشعراء أحمد شوقي فقال له : " سوف ترثيني يا شوقي أجل .. أليس كذلك ؟ فصمت شوقي ولم يجب.

وفي العاشر من فبراير 1908م رحل الزعيم مصطفي كامل ورثاه شوقي قائلا : المشـــرقــــان علــيك ينتحــبان .. قاصـيهـما في مــأتم والـــداني يتســـاءلون أبــالسلال قضيــت .. أم بالقلب أم هل مت بالسرطان الله يشهــد أن موتــك بالحــــجا .. والجـــد والإقـــدام والعرفـــان دقـــات قلــب المــرء قائــلة لـه .. إن الحيــــاة دقائـــق وثـــواني فارفع لنفسك بعد موتك ذكرهـا .. فــالذكـــر للإنسان عمــر ثاني ولقد نظرتك والردى بك محدق .. والــداء مــلء معالم الجثــمان فهششت لي حتى كأنك عائـدي .. وأنـــا الــذي هد السقــام كياني وجعلت تسألني الرثاء .. فهاكه .. من أدمعي وسرائري وجناني لولا مغالبة الشجون لخاطري .. لنظمت فيك يتيمة الأزمان

 

 

رحيل الزعيم مصطفى كامل..

فى مثل هذا اليوم 10 فبراير من عام 1908م، رحل عن عالمنا الزعيم مصطفى كامل، أحد رجال الحركة الوطنية في نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، وهو زعيم سياسي وكاتب مصري، أسس الحزب الوطني وجريدة اللواء، كان من المنادين بإنشاء (إعادة إنشاء) الجامعة الإسلامية، كان من أكبر المناهضين للاستعمار وعرف بدوره الكبير في مجالات النهضة مثل نشر التعليم وإنشاء الجامعة الوطنية.

 

 

 

 

وعن يوم جنازته يقول الكاتب الكبير سعيد الشحات عبر سلسلة "ذات يوم": وفدت الألوف المؤلفة إلى دار جريدة «اللواء» للمشاركة فى جنازة الزعيم مصطفى كامل يوم 11 فبراير-  «قدمت من نواحى العاصمة كافة، ومن الضواحى والثغور والأقاليم، واكتظت بها الشوارع المحيطة بدار اللواء قبل الموعد المحدد لتشييع الجنازة بأربع ساعات، واختير أطول طريق للجنازة بين دار اللواء ومدفن الإمام، ليتسنى للجموع الحاشدة الاشتراك فيها، وهو طريق شارع الدواوين «نوبار باشا الآن»، حيث كانت دار اللواء.. فشارع المدابغ فشارع المناخ فميدان الأوبرا فشارع البوستة فميدان العتبة الخضراء فشارع محمد على «القلعة الآن»، فميدان المنشية «صلاح الدين الآن»، ومنه إلى مدافن الإمام، وهذه المسافة لا تقل عن اثنى عشر كيلومترا، وخصصت حكمدارية بوليس العاصمة أكبر قوة من العساكر المشاة والفرسان، وأضافت إليها عددا كبيرا من جنود الاحتياطى وقلم المرور، لتنظيم سير الجنازة، وأوقفت عددا آخر من البوليس فى منافذ الطرق على طول الخط للمحافظة على النظام، ولكن كل تقدير لعظم الموكب كان أقل من الواقع»

من دفن بجوار الزعيم ... .. وبجوار الزعيم مصطفى كامل دفن الزعيم محمد فريد  في 8 فبراير 1889م -والمؤرخ عبد الرحمن الرافعى ( 3 ديسمبر 1966م) حيث طلب الرفاعي قبل رحيله أن يدفن إلى جوار مصطفى كامل ومحمد فريد. ويقول الكاتب الكبير سعيد الشحات في سلسلة "ذات يوم": تكشف «آخر ساعة » نقلا عن أفراد عائلة الرفاعي، أنه وقبل وفاته بأيام ومع اشتداد وطأة المرض عليه، استدعى زوجته وابنتيه التوأم وقال لهن: «أشعر بأننى سأموت، ووصيتى الوحيدة أن تدفنونى إلى جوار مصطفى كامل ومحمد فريد »، مؤكدا بذلك على بقائه لإخلاصه لهما، منذ أن التحق بمدرسة الحقوق عام 1904. و فى مذكراته قال الرفاعي  »:  «فى فبراير 1906 قابلت مصطفى كامل أول مرة أثناء إضراب طلبة الحقوق، فقد تاقت نفسى إلى رؤيته، فذهبت مع لفيف من زملائى إلى دار جريدة اللواء بشارع الدواوين «نوبار باشا » الآن، وقابلت الزعيم لأول مرة، وسمعت حديثه وشعرت بتأثيره الروحى ينفذ إلى أعماق قلبى، وصار لى بمثابة أبى الروحى فى المبادئ، وأكثرت من التردد على دار اللواء لأقابله وآراه وأسمع صوته، فكان يفيض علينا من الأحاديث التي غرست فى نفسى مبادئ الوطنية، ولعله توسم فى أن أكون من تلاميذه الحافظين لعهده، فعرض على سنة 1907 أن يوفدنى فى بعثة صحفية إلى باريس للتخصص فى الصحافة بعد حصولى على إجازة الحقوق، لكن المنية عاجلته فى فبراير 1908 قبل تخرجى فى «الحقوق».  

 

 

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز