عاجل
السبت 30 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
مهرجان (العين) السينمائى وحديث السجادة

مهرجان (العين) السينمائى وحديث السجادة

أثناء حفل ختام مهرجان (العين) وعلى السجادة الحمراء، سألتنى المذيعة، عن حقيقة سَحب السجادة الثقافية، والفنية من القاهرة، قلت لها إن أى نجاح عربى هو نجاح لمصر وعلينا أن نتوقف عن حكاية السجادة التي صارت ممجوجة.



حرص مهرجان (العين) فى طبعته السادسة، كعادته على منح السينما الخليجية مساحتها، التي بدأت بتكريم الأستاذ عبدالحميد جمعة رئيس مهرجان (دبى) السينمائى الذي كان أحد أهم العناوين فى المهرجانات العربية، وتوقف فى عز نجاحه قبل نحو سبعة أعوام.. واصل مهرجان (العين) إقامة مسابقة الأفلام الخليجية، التي شرفت هذا العام برئاستها، وتعددت فى الحقيقة التظاهرات والندوات فى المهرجان وتمكن المخرج عامر سالمين رئيس ومؤسِّس المهرجان من استقطاب عدد من أهم أفلام السينما فى العالم.

الكل يترقب فى السنوات الأخيرة، ما يجرى من حراك ثقافى وفنّى وترفيهى فى الخليج، مما أراه ينعكس إيجابًا على الحياة بمختلف أنماطها فى الخليج العربى، وأيضًا تتسع الرؤية لتشمل كل عالمنا العربى، وأولها قطعًا مصر، المتواجدة دائمًا فى كل الأنشطة الثقافية والفنية والترفيهية بنجومها ومبدعيها، فقط علينا أن نراجع حديثنا عن سَحب السجادة، الذي أطلقه البعض، يقصدون به أن الرياض وجدة ودبى والدوحة ستصبح مراكز للفن والثقافة بديلاً عن القاهرة.

أتذكر أننا قبل نحو 20 عامًا عندما انطلق مهرجان(دبى) 2004 محققًا نجاحًا ملفتًا، قالوا أنهم يسحبون السجادة من مهرجان (القاهرة) لصالح (دبى)، وعندما انتعشت الدراما السورية؛ وبخاصة التاريخية منذ التسعينيات ومطلع الألفية الثالثة، عاودنا الحديث مجددًا عن تلك السجادة الحائرة بين العواصم والمدن العربية، التي ستسحبها مرّة دمشق، وأخرى دبى وأبوظبى وثالثة الرياض وجدة والدوحة، وتباكينا وكأننا نردد نشيدًا جماعيًا على ما فعله بنا الزمن، وأتذكر الآن تعليقًا ساخرًا من الممثل السورى الكبير بسام كوسا، عندما قال لى: (أريد أن أعرف بالضبط أين هى السجادة الملعونة؟).

أكبر حافز للنجاح هو أن تجد جارك يحقق النجاح؛ فتتسارع خطواتك، وتشعر أنك لست فى الميدان وحدك، كل الطاقات الكامنة تكتشف أنها تعبّر عن نفسها فى تلك اللحظات الفارقة.

عندما نتحدث عن دعم عشرات من المشاريع العربية وليست فقط الخليجية، عن طريق المهرجانات؛ فهذا يعنى ضخ دماء جديدة فى صناعة السينما العربية، المؤكد أن العديد من فرص العمل فى الإنتاج المشترك «العربى- العربى»، ستصبح بالضرورة حقيقة، على الجانب الآخر سيشكل هذا حافزًا إيجابيًا، يدفعنا بأن تسارع الدولة فى مختلف الدول العربية بعودة الدعم للسينما، إنها أحد أهم إيجابيات التنافس.

المملكة العربية السعودية بدأت تقطف ثمار تلك النهضة، هناك توجُّه للإنتاج المشترك مع العديد من الدول العربية، مصر وتونس والإمارات ولبنان وقطر وغيرها.. العديد من الدراسات الاقتصادية، تؤكد أن السوق الخليجية ستنعش السينما العربية والمصرية تحديدًا.. عدد من المشروعات بالفعل بدأ التخطيط لها، ويجب أن نضع فى المعادلة أن القوة الشرائية وزيادة عدد دُور العرض فى الخليج وتحديدًا السعودية؛ ستستفيد منها قطعًا السينما المصرية، بتحقيق عائد مادى ضخم يؤدى إلى انتعاش عَجلة الإنتاج، كما أن الرقابة هناك باتت لديها رحابة فى تقبُّل العديد من الأفكار التي كانت تُعَد فى الماضى القريب من الممنوعات، وأتمنى أن تتحرّر الرقابة المصرية من العديد من تلك القيود؛ خصوصًا أن مهرجانًا مثل (العين) تمتعت فيه الرقابة بمرونة فكرية، وعرض أكثر من فيلم يحمل جرأة فى التناول، ليتها تنتقل للرقيب المصري (النافخ دومًا فى الزبادى).

الحالة الثقافية المنتعشة فى الخليج وآخرها مهرجان (العين) الذي أسدل ستائره قبل ساعات، تدعونا لكى نتأمل الأمر بحياد وعقلانية، وكفانا حديثا عن السجادة!!

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز