حي بين الأموات.. إليكم ما قاله عزت العلايلي لـ"بوابة روزاليوسف" بآخر حوار صحفي
استذكر نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي الفنان القدير الراحل عزت العلايلي مع حلول الذكرى السنوية على رحيله في 5 من فبراير 2021.
"بوابة روزاليوسف"، حاورت الفنان القدير عزت العلايلي، في آخر حوار صحفي له قبل وفاته، فتحدث عن ذكريات الماضي، وأسرار ابتعاده وعودته للدراما ومسلسله الجديد مع ميرفت أمين وانطلاقهما في مجال الفن، وسر حماسته له، وفي هذا اللقاء، تحدث العلايلي عن طموحاته وأحلامه، وأصعب ما يواجهه في حياته.
أفكار ماتت معه استهل العلايلي حديثه بالتأكيد على أنه لايزال لديه الكثير ليقدمه، والعديد من الأفكار التي احتفظ بها في عقله هو فقط إن القدر لم يمهله حتى يخرج بها إلى الجمهور، إذ قال لنا: "هناك أدوار كثيرة أتمنى تقديمها، وأنتظر كتابتها لتقديمها للجمهور، وأحتفظ بهذه الأعمال في عقلي أنا فقط"، وتابع: "ليس هناك شك في أنني قدمت أعمالًا وندمت عليها، والفنان ليس ملاكًا ولا نبيًا، وهناك أخطاء حصلت في مشواري طبعًا".
قبل زوجته وبعدها وحول ما تغير في عزت العلايلي قبل زوجته وبعد رحيلها، قال: "تغيرت وأصبحت بمفردي "لوحدي" زوجتي كانت سندي وعاطفتي، والحضن اللي برتاح فيه الله يرحمها ويحسن إليها، ويجعلها من أهل الجنة".
أجمل يوم في حياته أما عن أجمل يوم في حياته، اعتبر العلايلي أنه ذلك اليوم الذي يشعر فيه أنه قدم شيئا للمجتمع"، مضيفا: "وعندما يتم توفيقي في عمل أمثله أشعر بأنني أسعد إنسان، من أسعد لحظات حياتي، ونجاحي في كل فيلم أو مسلسل كان لحظة سعادة بالنسبة إليّ".
حي بين الأموات وبسؤاله عن آخر كتاب قرأه، قال إنه: "كتاب بعنوان "حي بين الأموات"، وأهداني إياه كاتبه سفير مصر السابق روسيا محمد البدري ومساعد وزير الخارجية للشؤون العربية حاليًا، ويضم تأملات فكرية للعديد من الشخصيات السياسية، ويتناول فلسفة صناعة الدولة من وجهة نظر الفلاسفة والمفكرين إلى الشخصيات التاريخية التي أسست الدول الكبرى، من خلال رحلات مربوطة بالواقع وحوارات خيالية مع شخصيات تاريخية لشرح آليات بناء الدولة، ويؤكد أن الدولة تبنى بدماء الأجداد وأرواحهم بشرح وافٍ وسلس".
وحول رأيه فيما يقدم من أعمال فنية في الفترة الأخيرة، قال: "لا أكذب عليك لست متابعًا لأي أعمال لانشغالي للأسف الشديد، وهذا عيب مني، وبالأخص في العام الأخير، بعد وفاة الزوجة حدثت لي عدة إخفاقات، جعلتني لست متابعا جيدا".
حقيقة اعتزاله وبسؤاله حول ما إذا فكر يومًا في الاعتزال، أجاب: "بالطبع لا.. إذا كنت لاعب كرة لكنت اعتزلت، ولكنني الحمد لله ما زلت في الملعب".
وعن رؤيته لمستقبل مصر، فقال حينها: "هناك بعض النجاحات وأيضًا هناك بعض الإخفاقات وأطلب من الشباب أن يقرأ كثيرًا ويشارك ويناقش كثيرًا، لأن هذا بلده ومستقبله، والشارع السياسي في تقدم وازدهار، والبلد سيصبح أفضل حالًا".
كواليس الطريق إلى إيلات وتطرقنا مع العلايلي في الحوار إلى خصوصية فيلم "الطريق إلى إيلات" في مسيرته الفنية، وهنا روى: "استغرقنا عامًا كاملًا في تصوير فيلم "الطريق إلى إيلات"، في عز الحر، وكذلك مر علينا أثناء التصوير صيف وشتاء وربيع وخريف وكل فصول السنة مرت علينا في الصحراء، وفي بعض الأماكن كان يتواجد فيها مقاتلون. ولا يوجد شك في أن من استشهدوا لهم فضل عظيم على ما نحن ننعم فيه، وهم مخلدون الآن على النصب التذكاري في مدينة نصر".
ما تبقى من حرب أكتوبر وتابع العلايلي: "أنا شخصيًا عشت قبل الحرب وبعدها، وأعلم جيدًا إحساس قبل الحرب كان شكله إيه، وبعد الحرب والانتصار شكله إيه. وكذلك عايشت حرب أكتوبر، من خلال أعمال وكأني شاركت فيها ولم تقتصر أعمالي الفنية على تقديم رؤية فقط"، مضيفا: "لحظة انتصار الجيش في 73 كانت لحظة لا تغنيها أي لحظة، كنا نسمع يوميًا الراديو والتليفزيون، وكذلك المحطات العالمية وليس فقط المحطات المحلية، وكان عندي أكثر من راديو يعملون جميعهم في نفس الوقت على محطات مختلفة، بالإضافة إلى التليفزيون، كان إحساسًا جميلًا جدًا عندما علمنا بأننا عبرنا وانتصرنا، لا شك أنها كانت لحظة جميلة لا تنسى.. وفي البداية مكناش مصدقين لحظة الإعلان، و"اللي اتلسع من الشوربة ينفخ في الزبادي"، وتأكدنا تاني يوم من الإذاعات والجرائد العالمية والتليفزيون العالمي، وظهرت الحقائق في اليوم التالي".
ورأى عزت العلايلي أنه ليس الكثير من الأفلام التي تناولت الحرب أعطتها حقها، معتبرا أن فيلم "الممر" منحنا شكلًا آخر من أشكال الطريق إلى إيلات وتجسيد تفوق مصر في حرب الاستنزاف قبل حرب أكتوبر، مؤكدا أنه لم ينقصنا شيء سوى موضوع جيد ومخرج جيد، وإنتاج يصرف فقط للخروج بفيلم يليق بحرب أكتوبر.
وارتبط العلايلي كثيرا بأرض سيناء خاصة أنه قام بتصوير فيلمي "الطريق إلى إيلات" و"المواطن مصري" في صحراء سيناء: "ذهبت كثيرًا إلى سيناء قبل الحرب، وبعد حرب أكتوبر ذهبت إلى سيناء ضمن وفد من الفنانين والكتاب والصحفيين، ورأينا جثث اليهود قبل تسليمها للجانب الإسرائيلي، وأذكر أنني جمعت بضع مخلفات وبقايا الحرب، مثل الرصاص".
وكتب العلايلي مذكراته وخواطره عن سيناء، موضحا: "ولكن لنفسي ولأولادي وأحفادي وليس للنشر، ولم أفكر في تقديمها ضمن كتاب".



