عاجل.. "مصطفي رفعت" الرجل الذي تحدى بريطانيا العظمى
سارة وائل
تحتفل مصر اليوم بأبطالها من رجال الشرطة البواسل تخليدا لذكرى واقعة الإسماعيلية 1952 التي راح ضحيتها 50 شهيدا و80 جريحا على يد الاحتلال الانجليزى بعد أن رفض رجال الشرطة تسليم سلاحهم وإخلاء مبنى المحافظة للاحتلال الانجليزى.
ومن أبرز أبطال معركة الشرطة بالإسماعلية، مصطفى رفعت واحد من أشجع أبطال معركة الإسماعيلية ، وقدم مقاومة بطولية أمام قوات الاحتلال الإنجليزى، ليصنع مع باقى أبطال الشرطة ملحمة تاريخية كبرى خلَّدها تاريخ مصر، وأصبح بفضلهم ذلك اليوم عيداً للشرطة المصرية.
لمحة من حياه البطل مططفي رفعت:
درس مصطفى رفعت، ضمن بعثة دراسية في إنجلترا عام 1951، ليعود من البعثة ويصبح مدرسًا بكلية الشرطة، وتطوّع لتدريب المقاومة في القناة مع زميليه صلاح دسوقي الذي صار لاحقًا محافظًا للقاهرة، وصلاح ذو الفقار بعد أن ترك عمله، وأصبح مديرًا للأمن بمدينة السويس خلال عامي 1976 و1977، وحصل على رتبة لواء ومساعد أول لوزير الداخلية، وصمد أمام الجنرال الإنجليزي أكسهام، عندما طالبه بالرحيل من الإسماعيلية إلى القاهرة.
مصطفى رفعت أيقونة الصمود في معركة الإسماعيلية الخالدة
قدم اليوزباشي مصطفى رفعت معركة بطولية في الإسماعيلية قبل 71 سنة أمام قوات الاحتلال الإنجليزي.
وبدأت قصة معركة الشرطة فى صباح يوم الجمعة الموافق 25 يناير عام 1952، حيث قام القائد البريطانى بمنطقة القناة "البريجادير أكسهام"، باستدعاء ضابط الاتصال المصري، وسلمه إنذارا لتسلم قوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية، وترحل عن منطقة القناة وتنسحب إلى القاهرة، فما كان من المحافظة إلا أن رفضت الإنذار البريطانى وأبلغته إلى فؤاد سراج الدين، وزير الداخلية فى هذا الوقت، والذي طلب منها الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام.
الضابط مصطفى رفعت: لو حاربنا بعض 50 سنة مش هنسلم
وقال رفعت للجنرال الإنجليزي إكسهام وسط أصوات البنادق: "لو حاربنا بعض 50 سنة مش هنسلم"، ليرد عليه إكسهام: "أنت كده بتحارب جيش بريطانيا العظمى".
لكن عزة وكرامة الرجال كانت أعظم من جيش بريطانيا العظمى، وأثبتوا للمحتل أن الشرطة المصرية أعظم من الجيش البريطاني ولم تستلم أمامه.
وبعد انتهاء المعركة التي لقن فيها رجال الشرطة المصرية درسا للقوات البريطانية وألحقوا بهم خسائر هائلة وحطموا فيهم الشعور بالأفضلية ، لم يستطع الجنرال إكسهام أن يخفى إعجابه بشجاعة المصريين، فقال للمقدم شريف العبد ضابط الاتصال: لقد قاتل رجال الشرطة المصريون بشرف واستسلموا بشرف، ولذا فإن من واجبنا احترامهم جميعا ضباطا وجنودا. وقام جنود فصيلة بريطانية بأمر من الجنرال إكسهام بأداء التحية العسكرية لطابور رجال الشرطة المصريين عند خروجهم من دار المحافظة ومرورهم أمامهم تكريما لهم وتقديرا لشجاعتهم.
ومنذ ذلك الحين، أصبح تاريخ معركة الإسماعيلية عيدا للشرطة المصرية، معبرا عن الشهامة البطولة والتضحية والفداء، وتوفي مصطفى رفعت في 13 يوليو 2012.
وفى تسجيل نادر لـ"رفعت" بعد سنوات من المعركة يقول: "نزلت لقيت الجنرال الإنجليزى أكسهام على باب المحافظة، وأيقنت أن الواحد كدا كدا ميت، لكن قبل ما أموت لازم أعمل حاجة فاستبسلنا"، مضيفًا بعد انتهاء المعركة، بأن أكسهام أمر جنوده بمنح الأبطال المصريين التحية العسكرية، قائلًا:" حيونا، وحسيت أنى كبرت وبقيت زى الجبل".
الجدير بالذكر أن بعد مسيرة رائعة تقاعد "رفعت"، حتى وفاته في 13 يوليو 2012، حزنًا على الفوضى التي شهدتها مصر، بعد أحداث 25 يناير 2011"، قائلًا لأفراد أسرته أنه "لو يستطيع النزول لإعادة الاستقرار إلى مصر مرة أخرى رغم كبره في السن فلن يتأخر أبدًا.