
"راهب الكلمة" كتاب جديد يرصد سيرة ومسيرة صحفي فى بلاط صاحبة الجلالة

محمد خضير
صدر أخيرًا كتاب "راهب الكلمة.. هشام جاد"، عن سيرة الكاتب الصحفي الراحل هشام جاد، وإعداد وتأليف نجله الكاتب عصام الدين جاد.
الكتاب الصادر عن دار الهلال يقع في 404 صفحات، ويستعرض حياة الكاتب الراحل من خلال عدد من عرض لكتبه ومؤلفاته، وعدد مقالاته، وكلمات بعض زملائه وتلاميذه في المهنة، إلى جانب عدد كبير من الصور المهمة للكاتب في مراحل مختلفة من حياته.
وفي هذا الكتاب يتناول مؤلفه ومُعده عصام الدين جاد بمصداقية، نقل الحقيقة عن طريق جمع تحقيقات وصور حواراته الصحفية ومقالاته وآراء زملائه.
ويُعد الكتاب، الذي كتب مقدمته الكاتب الصحفي جمال عبدالرحيم سكرتير عام نقابة الصحفيين، سيرة متكاملة لحياة هشام جاد، بما تحمله من مواقف جادة مشرفة، سواء في خدمة وطنه، ومساندته الدائمة للوطن ودعمه في قضاياه الاقتصادية والسياسية، أو على المستوى الشخصي مع زملاء المهنة، والأماكن التي عمل بها، منذ بدايته في جريدة الأحرار التي اختير رئيسًا لتحريرها، ونهاية برئاسة تحرير جريدة وموقع "الكلمة" التي يعبر اسمها عن العشق الذي عاش جاد من أجله، وهو حرية الكلمة وجديتها، ودعمها لقضايا الوطن.
ويبدأ الكتاب بعرض لأهم المحطات في حياة الكاتب الراحل، الذي نشأ في حي شبرا العريق، هشام جاد، وحصل على ليسانس الآداب جامعة عين شمس عام 1985، عمل بالصحافة عقب تخرجه مباشرة، فالتحق بصحيفة الأحرار، وقُيد من خلالها في جدول تحت التمرين بنقابة الصحفيين عام 1994، وعمل في قسم التحقيقات، ثم محررًا لشؤون التموين، قبل أن يتولى ملف الطيران المدني، حتى وصل إلى منصب رئيس تحرير "الأحرار".
وبعد معارك صحفية عديدة نال فيها احترام وثقة القراء، تولى قيادة مدرسة صحفية جديدة، عبر تجربة ثرية في جريدة وموقع "الكلمة" التي حمل لواء رئاسة تحريرها.
وتحت عنوان "نظرة عن قرب"، يعرض الكتاب صورًا زنكوافية من أبرز التحقيقات التي أجراها الراحل، وشكّلت معارك صحفية حقيقية، خاضها الكاتب حاملًا سلاحيه الدائمين، شرف المهنة وحب الوطن، الذي دافع عنه ضد أعدائه الذين كشف عن جرائمهم بحق الوطن والمواطنين، أبرزها على الإطلاق معاركه مع لصوص المال العام من الفاسدين، ودوره في تفجير عدد من القضايا، أبرزها قضية اللحوم الفاسدة التي ظل يباشرها منذ عام 1998 حتى عام 2011، وحصد عنها جائزة إحسان عبد القدوس من نقابة الصحفيين عام 2002، وقضية حادث رحلة مصر للطيران رقم 990 وبطلها الطيار جميل البطوطي، فكان أول من أظهر براءته، ووثّق هذا الحدث في كتاب تناول القضية.
ثم يعرض الكتاب لمجموعة مختارة من مقالات هشام جاد، التي تبين آراؤه ومواقفه من كثير من قضايا الوطن، وتفيض كلماته حبًا وعشقًا في مصر التي عاش مدافعًا عنها حتى لقى ربه في أول أيام العشر الأواخر من شهر رمضان.
بعدها يخصص الكتاب بابًا مهمًا يعرض صورًا للكاتب الراحل في "ألبوم لقاءاته الصحفية" يحوي صورًا له مع عدد كبير من المسؤولين أبرزهم وزير التموين الراحل "أحمد جويلي" الذي كان جاد يكن له احترامًا خاصًا حتى إنه أطلق على أحد أنجاله اسم "جويلي" من فرط حبه له، واللواء عبدالسلام محجوب محافظ الإسكندرية ووزير التنمية المحلية الأسبق، والكاتب الصحفي الراحل صلاح قبضايا، الذي يقبل جاد رأسه في الصورة اعترافًا واعتزازًا به كأستاذ له في المهنة، وغير ذلك من الصور التي تحكي مشوار هشام جاد المهني المشرف.
وفي باب "قالوا عن هشام جاد" يكتب مجموعة من زملائه وتلاميذه كلمات ترسم صورة من الحب والاحترام للكاتب الراحل، وتسرد مواقف عديدة تعكس صفاته الحميدة التي كان -رحمه الله- يتعامل بها مع الجميع.
ومن أبرز من كتبوا، الكاتب الصحفي يحيى قلاش نقيب الصحفيين الأسبق، والكاتب الصحفي عبد المحسن سلامة نقيب الصحفيين الأسبق ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام الصحفية، والكاتب الصحفي مصطفي بكري رئيس تحرير جريدة الأسبوع وعضو مجلس النواب، وحسين مسعود وزير الطيران الأسبق، والدكتور وليد البطوطي نجل شقيق الطيار جميل البطوطي قائد الرحلة 990.
إضافة على مجدي شندي رئيس تحرير المشهد، وحسين الزناتي عضو مجلس نقابة الصحفيين ورئيس تحرير مجلة علاء الدين، وعصام كامل رئيس تحرير جريدة وبوابة "فيتو"، وطارق درويش رئيس حزب الأحرار الاشتراكيين.
وفي ألبوم الصور الأخير، يعرض الكتاب الكثير من الصور والوثائق التي تعرض لحياة الكاتب الراحل، بدءًا من بيان درجاته في المرحلة الابتدائية إلى صوره مع أسرته ولقطات من سرادق عزائه وحفل تأبينه في نقابة الصحفيين، وأيضًا صورة لقاعة "هشام جاد" في مقر حزب الأحرار الاشتراكيين بمنشية الصدر، التي أطلق الحزب اسمه عليها تكريمًا واعترافًا بما قدمه خلال حياته من مواقف مشرفة.
ويُختم الكتاب بوصية تركها هشام جاد قبل رحيله بثلاثة أعوام، يوصي فيها أبناءه ويُعرّفهم كم كانت مهنته هي قرينته، التي تكبد من أجلها العناء، وأخذت الكثير من حياته مالا ووقتًا، كما يوثق فيها اعتزازه بما جناه من المهنة من كتابات وكتب وانفرادات، ولا شيء سواها.