د. أماني ألبرت
المتحدث الرسمي لوزارتي التعليم العالي والصحة
تشير الإحصائيات والدراسات إلى أن المؤسسات الناجحة تعتمد بالأساس على متحدث رسمي لبناء الثقة والمصداقية نحو المنظمة وإزالة الحواجز النفسية بين الجهات المتضررة وبين المنظمة، والتحدث بوضوح واحترافية فيما يخص شؤون المنظمة.
والمتحدث الرسمي، هو الوجه الذي يفكر فيه الجميع حينما يذكر اسم المنظمة، وهو مسؤول عن إدارة الانطباع والصورة العامة للمنظمة، ويجسد المتحدث الرسمي هوية المنظمة، وهو المسؤول عن التحدث عن أنشطتها، والرد على أسئلة الإعلاميين وعمل المؤتمرات الصحفية وإلقاء تصريحات تختص بملخص نتائج اجتماعات المنظمة أو أحداثها.
فمصداقيته ونزاهته، وجهودة المبذولة لكسب رضا جمهور مؤسسته والاستحواذ على ثقته تلعب دوراً رئيسياً في تشكيل انطباعات مرغوبة عن أداء تلك المؤسسات الحكومية محل الدراسة في أذهان الجمهور المتعامل معها.
وهو ما قدمته دراسة أجرتها تلميذتي المتميزة رضا صالح راغب عبد الحكيم، التي قمت بالإشراف على رسالة الماجستير الخاصة بها، حيث قمنا بتطوير الفكرة وتحديد منهجية العمل وإطاره النظري والتطبيقي في محاولة للتعرف على دور المتحدث الرسمي في إدارة الانطباع عن المؤسسات الحكومية، وقد أظهرت النتائج أن للمتحدث الرسمي في وزارتي التعليم العالي والبحث العلمي والصحة والسكان تأثيرًا إيجابيًا على تصورات الجمهور بشأن المؤسسات التي يمثلونها.
كما أظهرت الدراسة أن المبحوثين يرون أن المتحدث الرسمي يمثل عاملاً مهمًا في تحسين صورة هذه المؤسسات بين الجمهور؛ حيث يرى (44.5%) من جمهور وزارة التعليم العالي والبحث العلمي أن له تأثيرا مرتفعا، و(46.8%) يرون أن له تأثيرا متوسطا، في حين يرى (8.7%) فقط من جمهور هذه الوزارة أن له تأثيرا منخفضا.
وفي وزارة الصحة والسكان يرى (49.0%) من جمهورها أن المتحدث الرسمي له تأثير مرتفع، و(41.7%) يرون أن له تأثير متوسط، و(9.3%) يرون أن له تأثير منخفض.
وأشارت النتائج إلى أن الجمهور قد تعرض بشكل مختلف لرسائل المتحدثين الرسميين لوزارتي التعليم العالي والبحث العلمي، والصحة والسكان، حيث كانت نسبة تعرض الجمهور لرسائل المتحدث الرسمي لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي أكبر من المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان.
وأظهرت النتائج أن الجمهور يفضل استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وصفحات المتحدث الرسمي كمصادر للأخبار والمعلومات، حيث تصدرت مواقع التواصل الاجتماعي المقام الأول بنسبة 24%، ثم صفحات المتحدث الرسمي بنسبة 21.3%، وجاءت المؤتمرات الصحفية في المرتبة الثالثة بنسبة 12.9%. وفي المقابل، فإن الاتصال الهاتفي عبر البرامج وإدارة العلاقات العامة هما أقل الأساليب استخدامًا من قِبل المبحوثين عينة الدراسة لمتابعة المتحدث الرسمي.
كما أظهرت النتائج أن أكثر من نصف العينة (71.3%) كانوا راضين إلى حد ما عن أداء المتحدث الرسمي، تلى ذلك (20.0%) من بين أفراد العينة كانوا راضين عن أدائه بشكل تام، في حين أن نسبة ضئيلة للغاية بلغت (8.7%)، كانوا غير راضين عن أداء المتحدث الرسمي بالمؤسسات الحكومية.
وأظهرت النتائج أن المصداقية والحيادية في نشر الأخبار تزيد الثقة في الصفحات الحكومية بنسبة (16.5٪)، وأن إتاحة الحرية للجمهور للتعليق على منشورات الصفحة وتضمين الصفحة للفيديوهات والصور يؤثران أيضًا في زيادة الثقة بنسبة تصل إلى 15.3٪ و15.2٪ على التوالي.
وأظهرت النتائج تفضيل الغالبية العظمى للعينة للسمات الإيجابية للمتحدث الرسمي بالمؤسسة الحكومية، تلى ذلك اتجاههم المحايد نحو هذه السمات، ثم جاء في المرتبة الأخيرة نسب ضئيلة للغاية أيدت السمات السلبية بشخصية المتحدث الرسمي بالمؤسسات الحكومية.
وأظهرت النتائج الصفات الإيجابية للمتحدثين الرسميين التي حظيت بأعلى تقييم من قِبل المبحوثين عينة الدراسة وهي: "أناقة"، "الدقة في العمل"، و"الكفاءة".
كما أشارت النتائج إلى أن المتحدث الرسمي يتمتع بقدرات اتصالية عالية ويُعتبر صادقًا. ومع ذلك، حصل المتحدث الرسمي على تقييمات أقل فيما يتعلق بصفات مثل الودادية والمقنعة والموضوعية والتفاخر والوضوح. وهذا يعني أن المتحدث الرسمي يحتاج إلى العمل على تحسين هذه الصفات لكسب ثقة الجمهور وزيادة فاعليته في التواصل مع الآخرين.
وأشارت النتائج إلى أن الغالبية العظمى من جمهور العينة (80%) تقيم صفات المتحدث الرسمي على أساس الإيجابية والمحايدة، مما يعني أنهم يقيمون المتحدث الرسمي على أساس الصفات الإيجابية التي يتمتع بها أو على الأقل يكونون محايدين تجاهه حتى لو لم يتمتع المتحدث الرسمي بصفات إيجابية.
وعلى الجانب الآخر، يقيم (20%) من العينة صفات المتحدث الرسمي بشكل سلبي، مما يعني أنهم يرون أن المتحدث الرسمي يمتلك صفات سلبية.