عاجل
السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

خفاجي: نجوم الفن يلعبون دورًا وطنيًا بالمشاركة الانتخابية ومصر صاحبة رسالة ثقافية وفنية

المستشار محمد عبدالوهاب خفاجى
المستشار محمد عبدالوهاب خفاجى

تمر منطقة الشرق الأوسط تمر بظروف إقليمية ودولية بالغة التعقيد، حيث يشهد عالم اليوم مخاطر محتملة وتحولات سياسية وثقافية واستراتيجية كبيرة نتيجة احتكار النظام الأحادي وصراع الدول الكبرى لجعله متعدد الأقطاب، ويأتي الاستحقاق الدستوري المصري بإجراء الانتخابات الرئاسية وسط زخم هذه الأحداث. 



 

وما يهم المواطن المصري هو أن يأتي رئيس قوي قادر علي مواجهة التحديات للحفاظ على قوة مصر في ظل ملفات دولية وإقليمية غير طبيعية ومعقدة مما يستلزم استنهاض الوعي العام بالمشاركة الشعبية في الانتخابات الرئاسية.

 

 أجرى المفكر والمؤرخ القضائي القاضي المصري الدكتور محمد عبدالوهاب خفاجي نائب رئيس مجلس الدولة المعروف بدراساته القومية والوطنية دراسة قيمة بعنوان: "ضمانة المشاركة الشعبية في الانتخابات الرئاسية الطريق الاَمن لاستقرار الوطن وتنميته، دراسة تحليلية في ضوء العالم السياسي الجديد ودور قوى السيادة الاجتماعية في حوار الجماهير.

 

ونعرض في الجزء الرابع عن رؤية المفكر الكبير في علاقة الفن بالمشاركة الشعبية, النجوم يلعبون دوراً وطنياً في المشاركة الانتخابية ومصر صاحبة رسالة ثقافية وفنية منذ وعى التاريخ، نجوم الفن قادرون على تحويل اللحظة التي يعيشها جمهورهم في التصويت إلى حدث تاريخيّ، وعلى أهل الفن ألا ينسوا ما تعرضوا له من احتقار مهنتهم وإهانة الفنون من أصحاب التطرف الديني، والدولة ارتقت بالفنون وقدرت المبدعين لوعي المجتمع بالقيم الحضارية والجمالية التي يرعاها الصوت الانتخابي، وأهل الفن قدموا أعمالاً خالدة بفضل المناخ الاَمن وهم مدينون للوطن بالمشاركة الإيجابية في الانتخابات الرئاسية، فيما يلي:

 

أولاً: النجوم يلعبون دوراً وطنياً في المشاركة الانتخابية ومصر صاحبة رسالة ثقافية وفنية منذ وعى التاريخ  يذكر الدكتور محمد خفاجي إن مصر صاحبة رسالة ثقافية وفنية منذ بداية وعى التاريخ , وهى أول دولة أكدت هويتها الثقافية شاخصة عليها الآثار الدالة على تلك الحضارة منذ فجر التاريخ، وقبل التاريخ حينما استأنست النيل وحولته إلى دولة ترتبط بتنظيم اجتماعي واقتصادي وسياسي، وحقيقة الأمر لا يمكننا إغفال دور الفن المؤثر  في المشاركة الانتخابية , ذلك لأن الرأي عندي أن الفن روح الأمة وبدونه تكون الأمة جسد بلا روح والفن لغة الوجدان ومنبع الضمير ومنبر التعبير، ومن الفنون توحدت الثقافات، وأرى أن النجوم يلعبون دوراً وطنياً وليس سياسياً  في المشاركة الانتخابية ببيان عمق أفكارهم في ضرورة مشاركة جمهورهم في تلك المشاركة، لأن الفن هو وقود الأمة والقدوة التي يراها النشء.

 

وأضاف كما فعلت الفنون في الماضي وأدت أدواراً مؤثرة في كثير من المواقف الوطنية وعلى رأسها المسرح المصري والسينما المصرية القديمة التي كانت تستقى مادتها وروحها من حياة الشعب، ولا يتسع المجال لسردها، فهم يقدمون أعمالهم للشعب وحياته ومشكلاته وأقاصيصه من أجل الناس وللناس، فضلاً عن بيان قيمة الأوطان في أعمال خالدة وكان يربطهم بنظم دولتهم رباط متين من التقدير المتبادل حول المصالح العليا للوطن والتاريخ الذي يرصد ويسجل شاهد على ذلك ولا يتسع المقام لسرده، على نجوم الفن أن يضربوا المثل في تحفيز الشعب على الإدلاء بصوته باعتبار صوت الناخب داعما للعطاء الفني المتجدد من خلال ما توفره الدولة للاحتفاء بالفن وأهله.

 

والحق أنه لا يمكننا إغفال دور الفن المؤثر في المشاركة الانتخابية، ذلك لأننا نرى أن الفن روح الأمة وبدونه تكون الأمة جسد بلا روح، فلكل فنان جمهور يتأثر به وهنا نؤكد أن الدور الحقيقي للفن هو تهذيب الذوق العام لدى الجمهور المتلقي وما الفن إلا الجمال الذي يسمو بالمواطن إلى القيم المجتمعية الإيجابية ومنها المشاركة في صنع القرار الوطني بالمشاركة في الانتخابات الرئاسية التي يكون مردودها مفيداً لاستقرار الوطن الذي يدعم الفن والإبداع.

 

ثانياً: نجوم الفن قادرون على تحويل اللحظة التي يعيشها جمهورهم في التصويت إلى حدث تاريخيّ يقول الدكتور محمد خفاجي يثور التساؤل: كيف يكون الفنان وطنياً في الشأن العام؟ بمعنى كيف له أن يبدع فنّاً يكون موضوعه الوطنية دون أن ينخرط في لعبة السياسة وبالتبعية كيف يحفز جمهوره على المشاركة الايجابية في الصوت الانتخابي؟ وهل ينبغي على الفنان أن يكون مهموماً بقضايا وطنه؟ 

 

وأشار إلى أن نجوم الفن يستطيعون التعبير عن صدق صورة المشاركة الانتخابية وقدرتهم على تحويل اللحظة التي يعيشها جمهورهم إلى حدث تاريخيّ، فالفنان إذا كان ثائراً من أجل السياسة فإنّ الفن فيه قد مات، ومن كان ثائراً للحرية فإنّ الفن فيه لا يموت. والفنان باعتباره عاملا من عوامل التأثير على الجماهير التي تعتبره قدوتها، فهو وإن كان يناضل بصدق من أجل قضيّة وطنية سيكون مشاركته الانتخابية بالضرورة مؤثراً لجمهوره نحو مصلحة بلاده ليبقى فنه في رحاب الحرية دون قيود تنال من إبداعاته.

 

ثالثاً: على أهل الفن ألا ينسوا ما كانوا يتعرضون له من احتقار مهنتهم وإهانة الفنون من أصحاب التطرف الديني   وأكد الدكتور محمد خفاجي أنه يجب على أهل الفن ألا ينسوا أو يتناسوا ما كانوا يتعرضون له من محاربتهم وعدم الاعتراف بمهنتهم خاصة وأنهم قد عانوا من النظرة المتشددة من أهل الشر عام الجماعة الإرهابية التي ترى وأتباعها في الفن والإبداع والجمال ما يخالف تعاليم الدين، والدين منهم براء. 

 

والرأي عندي أن الفن والنقد والعقل والجمال وما تحدثه من التلاقح الحضاري بين الشعوب هي التي تحمى المجتمع من التوحش والتعصب والتطرف , وكل تعليم يخلو من تربية فنية وعقلية يصبح خطراً على المجتمع وقنابل موقوتة تهدد وجوده، كما أن الرأي عندي أيضاً أن العلاقة بين الفكر المتطرف والثقافة والفنون علاقة متقطعة الأوصال حيث يراها المتطرفون عدواً لهم لأن الفن يشيع روح الوئام الإنساني في المجتمع والتسامح ومن ثم أصبح الفن ذاته ترياقاً ضد التطرف والمتطرفين , لذا بات لأهل الفن دور كبير في جعل جمهورهم يتشارك في الانتخابات الرئاسية لأن تلك المشاركة هي وحدها التي تحمى أهل الفن والفن ذاته من الوجود.

 

رابعاً: الدولة ارتقت بالفنون وقدرت المبدعين ليكون المجتمع أكثر وعيًا بالقيم الحضارية والجمالية التي يرعاها الصوت الانتخابي.

 

وذكر الرأي عندي أنه مما لا ريب فيه فإن علاقة الفن بالشأن العام وما يتفرع عنه من المشاركة الانتخابية يتوقف إلى حد بعيد على نظرة الدولة للفن وللمبدعين، فالعلاقة بينهما طردية وليست عكسية فكلما تمتع الفن بالاستقلال والحرية دون قيود في إطار النظام العام والآداب العامة وارتقى بالذوق العام كلما كانت مشاركته واجبة للتعبير عن القيم الحضارية والجمالية التي يرعاها الصوت الانتخابي، ذلك أن الإبداع أياً كان سواء كان في صورة أدبية أو فنية أو ثقافية ليس إلا موقفًا حرًا واعيًا يتناول ألوانًا من الفنون والعلوم تتعدد أشكالها، وتتباين طرائق التعبير عنها، فلا يكون نقلاً كاملاً عن آخرين، ولا ترديدًا لآراء وأفكار يتداولها الناس فيما بينهم - دون ترتيبها أو تصنيفها، أو ربطها ببعض وتحليلها - بل يتعين أن يكون الإبداع بعيدًا عن التقليد والمحاكاة، وأن ينحلّ عملاً ذهنيًا وجهدًا خلاّقًا، ولو لم يكـن ابتكارًا كاملاً جديدًا كل الجدة، وأن يتخـذ كذلك ثوبًا ماديًا فلا ينغلق على المبدع استئثارًا، بل يتعداه إلى آخرين انتشارًا، ليكون مؤثرًا فيهم، كل لدى جمهوره.

 

وسواء تعلق الأمر بالتمثيل أو السينما أو المسرح أو الموسيقى والغناء فالواجب كفالة مواهبهم وملكاتهم الذهنية التي تتدفق عطاءً عن طريق قنواتها، وتتمخض في عديد من صورها عن قيم وآراء ومعان يؤمن المبدعون بها ويدعون إليها، ليكون مجتمعهم أكثر وعيًا، وبصر أفراده نفاذًا إلى الحقائق والقيم الجديدة التي تحتضنها.  

خامساً: أهل الفن الذين قدموا أعمالاً خالدة نتيجة قيام الدولة بتوفير المناخ الاَمن للفن مدينون للوطن بالمشاركة الإيجابية في الانتخابات الرئاسية.

وأضاف أهل الفن الذين قدموا أعمالاً خالدة نتيجة قيام الدولة بتوفير المناخ الاَمن للفن مدينون للوطن بالمشاركة الإيجابية في الانتخابات الرئاسية ولا يغيبن عن البال، أن أنه كلما ارتقت الدولة بالفن وحالت دون وضع قيود عليه كان الفن خلقاً إيجابيًا، حاملاً لرسالة محددة، أو ناقلاً لمفهـوم معين، مجاوزًا حدود الدائرة التي يعمل الفنان فيها، كافلاً الاتصال بالآخرين تأثيرًا فيهم، وإحداثًا لتغيير قد لا يكون مقبولاً من بعض فئاتهم.

 

فلا يجوز التسلط على الفن لأن قهر الفن عدوان مباشر عليه، فالفن لصيق بحرية الإبداع، التي تمثل جوهر النفس البشرية وأعمق معطياتها وصقل عناصر الخلق فيها، وإذكاؤها كافل لحيويتها، فلا تكون هامدة بل يقظة، إن التقدم في عديد من مظاهره يرتبط بها ما يتوجب تشجيعه وعدم تنحيته أو فرض قيود عليه ولكل فنان مجال حر لتطوير ملكاته وقدراته، فلا يجوز تنحيتها أو فرض قيود جائرة تحد منها، وهو ما تدركه المجتمعات المتحضرة التي تعمل على ايجاد صلة بين الدولة وأهل الفن قوامها تقدير قيمة العمل الفني فتصل فنانيها بالمشاركة في الشأن العام وعلى قمتها الإدلاء بالصوت الانتخابي المنصف.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز