وراء كل جدار بمترو الأنفاق قصة لا يعرفها أحد

 كتبت : نورهان نبيل

 

هل انت من رواد مترو الأنفاق , هل لاحظت اللوحات الجارية التي تزين كل محطة , هل سألت يوماً عما تعبر تلك الرسومات؟ ولماذا ميزت كل محطة بشكل جداري مختلف؟

 

رابط موثق بين الأسم الذي تحملة كل محطة وبين الشكل الجداري الذي يغطيها , أخفي خلف ملامحه علامات الأستفهام الكثيرة حول لماذا سميت محطة "سانت تريز" علي سبيل المثال بهذا الأسم , او ما سبب تسمية محطة "مسرة" بهذا الأسم ؟

 

السؤال الذي طرحنا علي رواد تلك المحطات , كانت معظم الإجابات إن لم يكن جميعها "لا أعرف" وقبل أن نتطرق إلي عرض تلك الاشكال الجدارية , كان علينا أن نعرف أولاً من صاحب تلك الرسومات.

 

الأستاذ بكلية الفنون الجميلة , الدكتور "سامي رافع" الذي كانت فرصته لتصميم النصب التذكاري للجندي المجهول عام 1974, وبصماته التي رسخها علي مسله رمسيس التاني أمام مطار القاهرة الدولي جعلت الأختيار عليه ليكون هو صانع اللوحات الجدارية لمحطات المترو , فكانت هي الطريق لتصميم رسومات نحو 19 محطة من محطات الخط الثاني "شبرا الخيمة – المنيب" التي تبلغ مساحة الرسوم فيها 3350 متراً مربعاً, أستمر رافع طوال 6 سنوات من العمل الشاق يصنع وراء كل لوحة لا يعرفها الجميع.

 

"الخلفاوي" كان تاريخ منطقة الخلفاوي هو الذي يختفي خلفة رسومات تلك المحطة , فشهدت الخلفاوي إقامة أول كلية للفنون الجميلة التي حافظ عليها رافع من خلال تصميم لوحات محطتها علي هيئة "بالتة الألوان" التي تخرج منها ألوان كثيرة في شكل متناغم.

 

"سانت تريز" سميت المحطة نسبة إلي كنيسة سانت تريز التي تقع في تلك المنطقة , وفي لفتة للوحدة الوطنية صممت لوحات محطة سانت تريز علي هيئة قلبين متعانقين هما قلب المسلم و القبطي.

 

"روض الفرج" ركز رافع في صناعة لوحات تلك المحطة علي افضل ما اشتهرت به منطقة روض الفرج , فوجد أن المنطقة اشتهرت بالمراكب والتنزه وسط النيل , فرسمت اللوحات الجدارية للمحطة تسيطر عليها المراكب.

 

"مسرة" سميت محطة مسرة بهذا الأسم نسبة إلي دكتور مشهور أطلق عليه "مسرة" , وهو أحد أطباء الأنف والأذن والحنجرة المعروفين , وحملت المنطقة نفس الاسم تخليداً لنجاحه , حاول رافع الحفاظ علي الأسم التاريخي للمنطقة فقام بتصميم لوحة جدارية مرسوم عليها أذن وعين وشفاة.

 

"محمد نجيب" كانت المحطة تحمل أسم "محطة الأوقاف" في عهد سابق , نسبة إلي دار الأوقاف المصرية المتواجدة في تلك المنطقة , لذلك صممت لوحاتها تحمل كتابات إسلامية مثل "ما شاء الله".

 

"محطة الأوبرا" نسبة إلي دار الأوبرا المصرية , تم تصميم لوحات محطة الأوبرا علي شكل عازفات فرعونيات.

 

"جامعة القاهرة" صممت لوحات محطة الجامعة علي هيئة مصباح المعرفة وكتب كثيرة علي شكل فراشات تتجة نحو الضوء , وكان ذلك قبل أن يتم تغيير الرسومات لتحمل لونين فقط هما ,اللون الأزرق ينتصف اللون الأصفر الذي شاع به لون الجدران.

 

"فيصل" لأن منطقة فيصل يغلب عليها الجانب الزراعي والفلاحين والجو الشعبي , فقد رسمت لوحات محطتها تحمل الفلاحين والأوز وعروسة المولد , لكن تبدلت تلك الرسومات لتغطي جدران المحطة باللون الأصفر ينتصفة الخيط الأزرق.

 

وهكذا  يسير الحال بالنسبة لمعظم محطات المترو في جميع الخطوط , وهذا ما لوحظ بشكل جيد في رسومات محطات خط مترو العباسية – مصر الجديدة الجديد , حيث تميزت محطة الأستاد بتصميم للاعبي يقمون بلعب الكرة في ألوان متناغمة.

 

كما تم تصميم جدران محطة كلية البنات برسومات لفتيات مصفوفات الشعر, إضافة إلي محطة الجيش التي حمل تصميم جدرانها الألوان المتميزة بها الجيش, وهي البيج والزيتي , لتخفي جميع تلك الجدران قصة حفرها تصميم فني دون أن يعلمها أحد.