الجمعة 19 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

منتدى مصر للإعلام يواصل التنوع والثراء بحثًا عن حلول لتحديات المهنة 

بوابة روز اليوسف

شهد اليوم الأول من النسخة الثانية لمنتدى مصر للإعلام، تفاعل كبير بين المتحدثين والحضور خلال الجلسة الافتتاحية والحلقات النقاشية.

 

 

وتعقد النسخة الثانية، تحت شعار «عالم بلا إعلام»، وذلك بحضور نخبة من الخبراء والإعلاميين من مختلف دول العالم، وحضور كثيف لوسائل الإعلام وطلاب أقسام الإعلام بالجامعات المصرية.

 

 

وأعربت نهى النحاس رئيس المنتدى، عن فخرها وفريقها، لنجاح المنتدى واستمراريته للعام الثاني، وقدرته على استضافة هذا التجمع المهني القوي والمتميز للاستماع للعديد من من الأفكار والمواقف والتوجهات في اجواء تتسم بالمهنية والانفتاح.

 

 

وقالت النحاس تنعقد النسخة الثانية للمنتدى في صعبه للغاية، لما تشهده غزة من أحداث، وكما كان الإعلام في قلب كل أزمة، فهو يتفاعل مع أزمة غزة وغيرها من الأزمات بما يثير التضارب والحيرة ويصنع الخلاف.

 

 

وأكدت أن مشكلات الإعلام سابقة على حرب غزة ولن تنتهي بانتهائها، متسائلة ماذا عن الموضوعية والنزاهة والانصاف؟، هل ما زال الإعلام يتمتع بالقدر اللازم من الثقة التي تبقي احترام الجمهور ودورة وسبب وجودة؟ هل يمكن ضمان استدامة مؤسسات الإعلام المؤسسية في عالم تسيطر عليه وسائط التواصل الاجتماعي؟ وكيف نستعيد الثقة ونضمن الاستدامة؟

 

 

تلك الأسئلة التي طرحتها النحاس في الجلسة الافتتاحية هي ما يسعي الخبراء خلال يومي انعقاد المنتدى الإجابة عليها، سعيًا لمخرجات تؤسس لأفكار جديدة وتسهم في تعزيز مهنية وسائل الإعلام واستمراريتها.

 

 

 

 

 

وشهدت الجلسة العامة الأولى، من النسخة الثانية، جدال واسع، حيث جاءت تحت عنوان: «تحت القصف.. الإعلام وسؤال المهنية»، والتي أدارتها الإعلامية نوف الرمال.

 

 

وقدمت الرمال للجلسة متسائلة عن المهنية والموضوعية، في وسائل الإعلام الغربية في الأحداث الأخيرة، باحثة عن اجابات لأسئلة المنتدى لدى ضيوفها، على المنصة والسفير حسام زملوط رئيس البعثة الفلسطينية في بريطانيا.

 

 

وقال عبده جاد الله رئيس غرفة الأخبار بقناة سكاي نيوز عربية، إن التغطية تبنى على المصلحة والتهديد، بمعنى نظرة رسائل الإعلام الغربية لطرفي الصراع، فهي ترى أن أوكرانيا وإسرائيل جزءا من النسيج  والفكر والمجتمع الغربي، ومن ثم مصلحتها في طرح ومساندة سردية أوكرانيا وإسرائيل، والطرف الثاني للصراع بالنسبة لهم عدو شيطان يمثل لهم تهديدا وهو ما يحكم تغطيتهم.

 

 

وأعطى جاد الله مثالا على ذلك، بأن الإعلام الغربي يضخم فقد ضحية في أوكرانيا، بينما يغمض عينه عن آلاف الضحايا الذين يستهدفهم الاحتلال في فلسطين وقطاع غزة.

 

 

وأكد أحمد الطاهري رئيس قطاع القنوات الأخبارية بالشركة المتحدة، أن سياق أزمة روسيا وأوكرانيا يختلف تمامًا، عن سياق العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، في أوكرانيا دولتين لهما حدود وجيوش، أما في العدوان على غزة أراد الإعلام الغربي المساواة بين حماس وإسرائيل واختصار الأزمة في 7 أكتوبر وتجاهل ما قبلها، وما شهده القطاع من حصار وتجاهل أكبر كارثة انسانية في العصر الحديث، ازهاق 17 ألف روح أغلبهم أطفال ونساء.

 

 

 

وأضاف الطاهري، نهتم بالمحتوى وتوقعات المتلقي، والخطأ أن بعض وسائل الإعلام العربي مررت روايتها عبر وسائل إعلام عربية عبر من يحملون موجهات نظرها، لمدة 40 يوما.

 

 

ورأي الدكتور ياسر عبدالعزيز خبير الإعلام الرقمي، أنه الإعلام الغربي كان منحازًا بشكل واضح في تغطيته لحرب غزة، فيما كان منحازًا لأوكرانيا، وفي حرب غزة سقط الإعلام الغربي بالتداعي ومراكز الأبحاث التي كان عليها التزام الحد الأدنى من الموضوعية سقطت في الأسبوع الأول، وحدث تغير جوهري يمكن قياسه في الإعلام الغربي بعد ظهور حجم المجازر التي ارتكبتها إسرائيل.

 

 

وأضاف عبدالعزيز تم نزع السياق من الإعلام في الإعلام الغربي بمعني تغييب معلومات عن جذور القضية بما لا يستقيم معها الفهم الدقيق للقضية.

 

 

فيما رأى الإعلامي عمرو عبدالحميد، أن البروفة الاساسية للإعلام الغربي في تغطية حرب غزة، بدات في تغطيتهم في حرب أوكرانيا التي انحازوا لها بشكل سافر، وتتذكرون على سبيل المثال مراسل «سي أن سي»، عندما قال: «أن هذا يحدث في بلد متحضر وليس العراق أو افغانستان»، قاصدًا بالبلد المتحضر أوكرانيا، وتتذكرون مراسل بي بي سي عندما أعرب عن حزنة الشديد لأنه يرى «مقتل أناس بعيون زرق وشعر أصفر»، ويتحدث عن ذلك بحرقة.

 

 

وأضاف عبدالحميد، كانوا يبحثون عن محرقة هلوكوست جديد يروجون له في أوكرانيا، ويجعلوا منه مزار، فقد سقط الإعلام الغربي في امتحان أوكرانيا وسقوط بشكل أكبر في تغطية الحرب في غزة.

 

 

وأضاف في روسيا أيضًا كان الإعلام منحازا، فرفض مصطلح حرب ويصفها بالعملية الخاصة، ومن يخالف ذلك يسجن.

 

 

وانتقد الإعلامي إبراهيم عيسى، ما اسماه بشاعة انتقاد ومحاسبة الإعلام الغربي، وتجاهل مساءلة الإعلام العربي، معتبرًا أن التقييم العلمي الدقيق للانحياز غير ممكن، لكن في المجمل كل إعلام منحاز في الدنيا وإن كان في الأخرة إعلام سيكون منحازا، يعبر عن مصالح كل وسيلة.

 

 

وأضاف عيسى الانحياز لرسالة الوسيلة الإعلامية هو انحياز، فلا اعلام بلا انحياز، فضلًا عن أن مصطلح الإعلام الغربي فضفاض، فهل مقصود به الإعلام الأوربي، أم ما دونها من قارات.

 

 

وأضاف عيسى لدينا 52 صحفيا قتلوا، وهم يؤدون مهام عملهم في غزة، لكن الطبيعي تعدد الآراء والسياسات، وكما ينحاز الغرب فإن إعلامنا العربي منحاز أيضًا، وإذا اردنا من إعلام الغرب الانحياز لفلسطين، فلماذا لا ننحاز لأوكرانيا ضد العدوان الروسي؟

 

 

كانت مديرة الجلسة طرحت على عيسى سؤال عن هل يجوز تمرير رواية الاحتلال الإسرائيلي في الإعلام العربي؟، وعلقت على اجابته بأنه التف عليها ولم يجب عن جوهر السؤال.

 

 

ودار جدل بين عبدالحميد، وعيسى، حول هجوم عيسى على حماس في توقيت تتعرض فيه لعدوان من الاحتلال، وفي حين رأى عيسى أن ذلك في صالح القضية الفلسطينية، فقد رأى عبدالحميد أنه ليس في التوقيت المناسب ولا يخدم القضية.

 

 

وأكد السفير حسام الزملوط رئيس الجالية الفلسطينة في بريطانيا، إن عقيدة جيس إسرائيل العسكرية قامت على استهداف المدنيين في فلسطين، والموضوعية والمهنية الإعلامية أم يقدم الإعلام الحقيقية وعندما نتحدث عن حقيقية جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني فلا يعد ذلك انحيازا عربيا.

 

 

وأضاف ما يرتكب جريمة إبادة جماعية، في حين لا يستطيع إعلامي غربي أن يطرح سؤال على الطرف الإسرائيلي أو من يمثله عن رأيه وموقفه مما يرتكب من مجازر بحق الشعب الفلسطيني، وفي حين يطرح الجميع السؤال عن الرأي فيما فعلته حماس في السابع من أكتوبر، وكأن الدم الفلسطيني أرخص من دم المحتل.

تم نسخ الرابط