عاجل
الإثنين 26 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أنشطة رئاسية القدس عربية
البنك الاهلي

عاجل.. كلمة الرئيس السيسي خلال فعالية "تحيا مصر - استجابة شعب تضامنًا مع فلسطين"

الرئيس السيسي
الرئيس السيسي

قدم الرئيس عبدالفتاح السيسي حقائق دامغة، واستعرض الجهود المصرية الداعمة للقضية الفلسطينية، وثوابتنا التاريخية، وما بذلته الدولة من جهود خلال الفترة الأخيرة دعمًا للأشقاء، والتي كللت بالتوصل إلى هدنة مقرر أن تبدأ غدًا الجمعة.



 

وشدد الرئيس خلال كلمته أمام عشرات الآلاف من المواطنين المصريين الذين احتشدوا باستاد القاهرة الدولي مساء اليوم، على أن معبر رفح لم ولن يغلق أبدًا، وأن مصر عاقدة العزم على المضي قدمًا في دعم الاشقاء في فلسطين، والحفاظ على الأمن القومي المصري، باذلين في سبيل ذلك الجهد والدماء.

 

وإليكم نص الكلمة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحضور الكريم.. السيدات والسادة

شعب مصر العظيم..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إنه لمن دواعي السرور والفخر أن أتواجد في هذا الجمع الكريم من أبناء مصر الذين اجتمعوا من أجل الوطن والقضية.. جمعتهم مصر والعروبة، ومن يتمسك بهما، فلن يضل ولن يتفرق أبدًا، وإن سعادتي تبلغ مداها، وأنا أرى الأمل في جمعنا هذا، ونحن نصوغ للمستقبل عنوانًا ونمهد له طريقًا وكما تعاهدنا معًا، بأن تظل وحدة المصريين واصطفافهم هي الضامن لبقاء مصر بعد إرادة الله سبحانه وتعالي والثابت الذي لا يقبل التغيير أبدًا.

 

السيدات والسادة.. شعب مصر الأبي.

 

تواجه المنطقة العربية أزمة جسيمة، تضاف إلى سوابق التحديات التي تعانيها على مدار عقود، كما تواجه القضية الفلسطينية منحنى شديد الخطورة والحساسية، في ظل تصعيد غير محسوب، وغير إنساني، اتخذ منهج العقاب الجماعي وارتكاب المجازر وسيلة، لفرض واقع على الأرض، يؤدي إلى تصفية القضية، وتهجير الشعب، والاستيلاء على الأرض، ولم تفرق الطلقات الطائشة بين طفل وامرأة وشيخ، بل دارت آلة القتل بلا عقل يرشدها ولا ضمير يؤنبها.. فأصبحت وصمة عار على جبين الإنسانية كلها.

 

ومنذ اللحظة الأولى لانفجار شرارة هذه الحرب، أدارت الدولة المصرية الموقف بمزيج من الحسم في القرار والمرونة في التحرك والمتابعة الدقيقة لمجريات الأمور وتحديث المعلومات بشكل موقوت والتواصل المستمر مع كافة الأطراف الفاعلة، وقد تشكلت خلية إدارة الأزمة من كافة مؤسسات الدولة المعنية، تابعت عملها بنفسي وعلى مدار الساعة.

 

وقد كان قراري حاسمًا، وهو ذاته قرار مصر دولة وشعبًا بأن نكون في طليعة المساندين للأشقاء في فلسطين، وفي ريادة العمل من أجلهم، ذلك القرار الراسخ في وجدان أمتنا وضميرها، فمصر قد كتب تاريخ كفاحها مقرونًا بالتضحيات من أجل القضية الفلسطينية، وامتزج الدم المصري بالدم الفلسطيني على مدار سبعة عقود، وقد كان حكم التاريخ والجغرافيا أن تظل مصر هي الأساس في دعم نضال الشعب الفلسطيني الشقيق.

 

شعب مصر العظيم..

 

لقد بذلت مصر جهودًا صادقة ومكثفة للحيلولة دون التصعيد لهذه الحرب، وذلك على كافة المستويات..

 

سياسيًا: قمنا بعقد أول قمة دولية بالقاهرة بمشاركة دولية وإقليمية واسعة من أجل الحصول على إقرار دولي بضرورة وقف هذا الصراع وضمان تدفق المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، كما كانت مشاركة مصر في القمة العربية الإسلامية، مشاركة فاعلة وحيوية، حيث اتسقت مخرجاتها مع الموقف المصري بصفة عامة، كما كثفت الدولة اتصالاتها الدولية مع القادة والمسؤولين الإقليميين والدوليين، حيث أكدنا للجميع الموقف المصري الرافض والحاسم لمخططات تهجير أشقاءنا الفلسطينيين قسريًا سواء من قطاع غزة أو الضفة الغربية إلى مصر والأردن حفاظًا على عدم تصفية القضية والإضرار بالأمن القومي لدولنا.

 

وهنا ايضًا أشكر دول العالم وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية التي أكدت على دعمها للموقف المصري ورفضها لأي محاولات بهذا الشأن، كما أكدنا على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، والعودة لطاولة المفاوضات للوصول إلى سلام عادل وشامل وقائم على إقرار الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، وفي مقدمتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.

 

وإنسانيًا: كان القرار باستمرار فتح معبر رفح البري لتدفق المساعدات الغذائية والطبية والوقود، وكذا استقبال الجرحى والمصابين، وعلى الرغم من ضراوة وشدة القتال، إلا أننا حافظنا على استمرار فتح المعبر، وقد بلغت المساعدات التي قامت الدولة المصرية بإدخالها إلى قطاع غزة حوالي ١٢ ألف طن نقلتهم ١٣٠٠شاحنة منهم ٨٤٠٠ طن قدمتها الدولة المصرية من خلال الهلال الأحمر المصري والتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي وصندوق تحيا مصر، بما يبلغ ٧٠٪ من إجمالي المساعدات.

 

كما خصصنا مطار العريش الدولي لاستقبال طائرات المساعدات القادمة من الخارج بإجمالي ١٥٨ رحلة جوية، وقد تكللت الجهود المصرية المشتركة مع الولايات المتحدة الأمريكية والأشقاء القطريين في الوصول لاتفاق هدنة إنسانية لمدة ٤ أيام قابلة للتمديد، وأمل أن يبدأ تنفيذها في الأيام القادمة دون تأخير أو تسويف.

 

شعب مصر الكريم..

 

أوكد لكم بعبارات واضحة، وكلمات صادقة بأننا عاقدون العزم على المضي قدمًا في مواجهة هذه الأزمة متمسكين بحقوق الشعب الفلسطيني التاريخية وقابضين على أمننا القومي المقدس، نبذل من أجل هذا الجهد والدم متحلين بقوة الحكمة، وحكمة القوة، نبحث عن الإنسانية المفقودة بين أطلال صراعات صفرية تشعلها أصوات متطرفة، تناست أن اسم الله العدل يجمع البشر من كل لون ودين وجنس، وأن السلام هو خيار الإنسانية ولو ظن أعداؤها غير ذلك، ولندعو الله أن يكلل جهودنا من أجل السلام بالنجاح، وتضحياتنا من أجل الإنسانية بالتوفيق، مصطفين من أجل الوطن وأمنة، تجمعنا القضية وثوابتها.

 

 وتحيا مصر.. تحيا فلسطين.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز