عاجل
الأربعاء 6 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
رسالة "النواب" إلى المجتمع الدولي ومن يهمه الأمر

رسالة "النواب" إلى المجتمع الدولي ومن يهمه الأمر

جلسة تاريخية، تلك التي رد فيها المهندس مصطفى مدبولي، اليوم، على طلبات الإحاطة بمجلس النواب، لما تضمنته من رسائل حاسمة وقوية بعلم الوصول للمجتمع الدولي، والاحتلال الصهيوني وكل من يهمه الأمر.



 

أولى تلك الرسائل الكاشفة، مُفادها: إن مصر تعرضت وتتعرض لضغوط اقتصادية منذ العام 2011، بهدف تمرير مخططات تحاك لمصر والمنطقة، إلا أنها تحدت وتصدت، وتعاملت وفق تقديراتها للموقف، بما عزز من القدرة الشاملة للدولة المصرية، وجاءت الأحداث الأخيرة كاشفة لصلابة الموقف المصري.

 

صلابة الموقف المصري، وما بعث به الرئيس السيسي للمجتمع الدولي وقادة العالم، الذين حضروا لمصر أو تم التواصل معهم، عدا مواقف الكثير منهم من تبني مخطط تهجير الشعب الفلسطيني إلى سيناء، إلى تبني رؤية مصر التي ترفض بقوة تصفية القضية الفلسطينية من دون حل دائم وعادل قائم على حل الدوليتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية على حدود 4 يونيو 1967.

 

الوصول لهذا الموقف الصلب، الذي تحول من موقف مصري رافض للتهجير، إلى موقف عربي موحد، نابع من إدراك مصري مُبكر للمخطط، وهو السر في إسراع مصر لتنفيذ مشروعات قومية كثيفة في مدى زمني قصير، وتعزيز قدرة الجيش المصري في السنوات القليلة الماضية، ما عزز القدرة الشاملة للدولة.

 

إقناع القوى الغربية الفاعلة، بضرورة التخلي عن دعمها لفكرة التهجير القسري للفلسطينيين، أساسه قدرة السياسة والدبلوماسية المصرية، على إقناعها بأن ذلك الخيار يمثل تهديدًا لمصالحها بالمنطقة، وهو ما أكد الرئيس السيسي عليه مرارًا وتكرارًا، من أن اتساع رقعة الصراع ستصيب نيرانه العالم أجمع.

 

اختطاف الحوثيين باليمن سفينة تجارية أمس الأول على خلفية العدوان على غزة، ومن ثم تهديد الملاحة الدولية بالبحر الأحمر، يؤكد صدق ما حذّر منه الرئيس السيسي.

 

مصر هي الداعم الأول والدائم والوحيدة التي ضحت وتضحي من أجل الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، بلا أي مصلحة أو أهواء، ويقينها راسخ بأنه لا سبيل لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من دون حل الدولتين، وما دون ذلك الحل ستدفع إسرائيل في الوقت الراهن والمستقبل أثمانًا باهظة.

 

معبر رفح مفتوح بشكل دائم من الجانب المصري، وإعاقة المساعدات ناجمة عن الجانب الفلسطيني المسيطر عليه الاحتلال، ولا تدخر مصر جهدًا لإيصال المساعدات الإنسانية والطبية للأشقاء في غزة.

 

قدمت مصر- حتى الآن- للأشقاء 11.2 ألف طن مساعدات، وهو ما يعادل أربعة أضعاف ما قدمته 30 دولة مجتمعة حتى الآن، فإجمالي ما استقبله مطار العريش من مساعدات قادمة من دول العالم 3 آلاف طن مساعدات فقط.

 

مصر جاهزة بخطة محكمة للدعم الطبي للأشقاء، عبر ثلاثة أنساق من المستشفيات، وتجييش 30 ألفًا من الأطباء والأطقم الطبية، جاهزون للعمل على مدار 24 ساعة لخدمة الأشقاء، وقد استقبلت مصر 8200 من مختلف الجنسيات تم فحصهم، ويوجد بالمستشفيات المصرية الآن 383 فلسطينيًا آخرهم 28 من الأطفال المبتسرين، الذين نجحت ضغوط مصر في نقلهم لمستشفيات مصرية.

 

لن تتوانى مصر عن استخدام كل الإجراءات التي تضمن حماية وصون حدودها، وأن مصر- وحال حدوث أي سيناريو يستهدف نزوح الفلسطينيين إلى الأراضي المصرية- سيكون لها رد حاسم؛ وفق أحكام القانون الدولي.

 

مصر موقفها ثابت من احترام معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، والالتزام بنصوصها، لكن ذلك مرهون بمدى التزام إسرائيل، خاصة فيما يتعلق بالتصرفات الحالية في قطاع غزة، وما قد تشكله من تهديد غير مُباشر للأمن القومي المصري.

 

وفي المقابل، كانت إشادة مجلس النواب، وما خلص إليه في الكلمة التي اختتم بها المستشار حنفي الجبالي، رئيس مجلس النواب، الذي بعث برسائل بليغة في مقدمتها:

- مجلس النواب يؤكد وبقوة وقوفه خلف الرئيس عبد الفتاح السيسي، وخلف الحكومة المصرية برئاسة المهندس مصطفى مدبولي، في كل ما تتخذه من إجراءات لحماية الوطن من أي محاولات مستترة للمساس به.

 

- ولعل هذه الرسالة القوية، من ممثلي الشعب المصري، سبقتها رسالة الشعب ذاته، الذي نزل إلى الشوارع بالملايين، معلنًا وقوفه خلف قيادته السياسية الرافضة لتهجير الأشقاء، أو المساس بذرة رمل من سيناء، تأكيد جديد لمن يهمه الأمر رسوخ الموقف المصري، وتلاحم الشعب والمؤسسات، وكل السلطات لردع أي تهديد محتمل.

 

- فيما جاءت تحية رئيس مجلس النواب لدور الإعلام المصري وحثه على مواصلة العمل الجاد ونقل الحقيقة "في وقت عزّت فيه المصداقية"، تأكيد لأهمية دور الإعلام كسلاح فاعل في تحصين الوعي والدفاع عن القضايا الوطنية والقومية.

 

- فيما جاءت الرسالة البليغة في أن الدفاع عن الوطن هو دفاع عن الإنسان المصري وتاريخه، وهو ما يستوجب التضحية من أجله بكل غالٍ ونفيس.

 

هذه الرسائل، أعقبها الرئيس عبد الفتاح السيسي، بتدوينة على حسابه الشخصي، مؤكدًا أن بيان رئيس مجلس الوزراء أمام مجلس النواب، عبّر عن ثوابت الدولة تجاه الأمن القومي المصري، وتجاه القضية الفلسطينية الباقية في الضمير الوطني المصري دولة وشعبًا، مؤكدًا استمرار الدولة بكل أجهزتها ومؤسساتها في تقديم الدعم اللازم للقضية الفلسطينية على جميع المستويات، رافضين بشكل قاطع أي محاولات لتصفيتها، داعين كل الأطراف الفاعلة إلى إعلاء صوت الحكمة وتفعيل القرارات الدولية بذات الشأن.

وهنا الرسائل لكل من يهمه الأمر: موقف مصر راسخ لم ولن يتغير، وحفظ الأمن والسلم الدوليين مرهون بإعلاء صوت العقل والحكمة من الجميع، فاتساع رقعة الصراع ستطال شظايا قذائفها كل دول العالم، ومصالحها في المنطقة.

 

ومع كل تلك المخاطر والتهديدات والمؤامرات التي تحاك لمصر، والتي ظن من حاكها أن الضغوط الاقتصادية- التي بلغت ذروتها- يمكن معها زحزحة مصر عن مواقفها، وهذا الظن إثم، يستوجب من المصريين التلاحم، ودعم الاستقرار السياسي، بالنزول بكثافة إلى لجان الاقتراع في الانتخابات الرئاسية لأداء الواجب الدستوري وتكليف من يرونه قادرًا على تحمل مسؤولية هذه المرحلة بالغة الخطورة.

إن المشاركة الكثيفة في الانتخابات الرئاسية، تعزز من قدرة الدولة الشاملة على مواجهة مؤامرات التشكيك في المواقف الوطنية، وتمنح الرئيس المكلف شعبيًا بإدارة شؤون البلاد، دعمًا شعبيًا لمواصلة مجابهة التحديات، واستكمال مسيرة الإنجازات التي تحققت رغم كل الضغوط الاقتصادية.

 

حفظ الله مصر، وحقن دماء الأشقاء في فلسطين، ونصرهم وانتزع من أنياب الاحتلال الفاشي حقهم في دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس.

 

[email protected]  

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز