عاجل
الخميس 3 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي

جورج صبري: "الذكاء الاصطناعي" نجح في كشف تزييف الاحتلال الإسرائيلي للحقائق

في ظل التطور التكنولوجي الهائل والقفزة النوعية في تقنيات الذكاء الاصطناعي، تعمل العديد من الأدوات الرقمية على دعم الصحافة والإعلام في عالمنا اليوم، حيث يكتشف الصحفيون والإعلاميون المحترفون طرقًا وأدوات جديدة تساعدهم على تطوير عملهم واكتساب مهارات جديدة.



 

 ومن هذا المنطلق كان لـ”بوابة روزاليوسف” هذا الحوار مع رئيس قطاع المحتوى في شركة سرمدي جورج صبري أحد أهم المتحدثين في مؤتمر القاهرة الخامس للإعلام الذي نظمته بالأمس الجامعة الأمريكية بالقاهرة تحت عنوان الذكاء الاصطناعي آفاق جديدة للصحافة والإعلام... 

- علينا أن نفصل بين أدوات الذكاء الاصطناعي وبين بعضها .. لا يجب أن نعتبرهم مجموعة واحدة فهناك اختلافات وفروق وأغلبهم في مرحلة التطوير..

 

بداية حدثنا عن أهمية انعقاد المؤتمر في هذا التوقيت تحديداً مع تفاقم الأحداث السياسية بمنطقة الشرق الأوسط؟

هناك أهمية كبيرة لانعقاد المؤتمر الذي وافق توقيته  تزايد وتيرة الأحداث على صعيد القضية الفلسطينية، فهناك تحديات كبيرة يفرضها التطور الحادث على طبيعة العمل الإعلامي، وأهمية إجادة التعلم والتعامل مع أدوات الذكاء الاصطناعي، فالجمهور أصبح يشاهد ما يحدث على أرض المعركة مباشرة، وكشف تزييف الحقائق الذي يمارسه جيش الاحتلال في نقل الأحداث بطريقة مغلوطة مستخدما أدوات الذكاء الصناعي مستغلا في ذلك بعض الصحف الغربية التي ساعدت على نشر تلك المغالطات، لذلك فالذكاء الاصطناعي أداة ذو حدين في الوقت الذي استخدمت فيه للتزييف أمكن من خلالها كشف الحقائق.

هل ساعد الاعتماد على أدوات الذكاء الاصطناعي في العمل الصحفي على سهولة معالجة هذا التدفق المعلوماتي الكبير وكشف الحقائق والأكاذيب أم صنع حالة من الارتباك؟

من وجهة نظري أرى  أن الذكاء الاصطناعي ساعد علي التمييز بين الحقائق والأكاذيب لكنه زاد من المسؤولية الملقاة على عاتق الصحفي في عمل كنترول أو مراقبة جودة لكل ما يستقبله من مواد إعلامية..

فعلى سبيل المثال كنا نقول بالماضي " الصورة بألف كلمة" ولكن الآن أصبح من السهل تزييف الصور بتقنية عالية  لذلك زادت مسؤولية الصحفي لتطوير أدواته حتى يتفوق على الذكاء الاصطناعي، وبرغم ذلك أرى أن فوائد وإيجابيات الذكاء الاصطناعي أكثر من مساوئه ، لذلك إذا طلبنا من الصحفي الاختيار بين الاعتماد على أدوات الذكاء الاصطناعي من عدمه سيرفض ذلك برغم من عيوبه وسلبياته.

 

هل نجح العرب في تصحيح الصورة المغلوطة عن القضية الفلسطينية لدى الغرب باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي ؟

بعض المحاولات التي تمت بالفعل على مستوى المؤثرين والأشخاص العاديين من الجمهور العربي كانت متميزة لتوضيح الصورة لدى الغرب ، كما كشف زيف الادعاءات التي نشرتها وسائل الإعلام الغربية والإسرائيلية، مستخدمة العديد من أدوات الذكاء الاصطناعي.

 لكن على مستوى المؤسسات الإعلامية لم تترك أي  مؤسسة تأثيرا كبيرا،  لذلك أتمنى من وسائل الإعلام بذل مجهود أكبر خلال الفترة القادمة باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لتوضيح الصورة الحقيقية وكشف الأخبار الزائفة، وتنمية القدرات النقدية عند قرائها أو مستخدميها لأن ذلك جزء من دورها المهني

 

الانحياز هو واحد من ضمن عيوب الأدوات الرقمية ومنصات التواصل الاجتماعي التي أكد عليها معظم المتحدثين خلال المؤتمر، فهل يمكن التغلب على ذلك لتوصيل الحقيقة كاملة بالرغم من عدم امتلاكنا لأدوات محلية أو عربية خاصة بنا؟

لابد من أن يكون لدينا كعرب منتجاتنا الخاصة ولا نعتمد فقط على استخدام تطبيقات وأدوات أجنبية ، فعلى سبيل المثال لو أن الذكاء الاصطناعي يحصل على معلوماته من صحف غربية كمدخلات ويخرج لنا هذه النتائج، فلنبدأ كصحفيين عرب بأن نجعله يستقبل أيضا من مصادرنا الخاصة كمصادر موثوقة، ونقوم بعمل شراكات مع الشركات الخاصة بأدوات الذكاء الاصطناعي وأن يكون لدينا دور في تزويد أدوات الذكاء الاصطناعي بمحتوى عربي  قوى ، ففي الماضي مع ظهور الانترنت ارتكبنا خطأ كبيرا  بالاعتماد الكلي على معلوماته ، فعلى سبيل المثال "ويكيبيديا" ظل محتواها العربي لفترة طويلة من الوقت ضعيفا وقليلا، لذلك ينبغي التعلم من هذه الأخطاء ومعالجتها..

 

أهم نصائحك للمؤسسات الإعلامية في كيفية استغلال أدوات الذكاء الصناعي لتطوير أداء الفرد والمؤسسة في ظل التنافس الإعلامي الكبير

مبدئياً الذكاء الاصطناعي لن يقدم الحل الكلي للمشاكل الصحفية، ولكنه يقوم بحل بعض المشكلات وتولي بعض المهمات، لذلك نصيحتي لوسائل الإعلام هو أن لدينا فرصة ذهبية كبيرة بأن نجرب ونواكب هذه التكنولوجيا ونستغلها جيدا حتى لا يسبقنا الغرب..

ما هي توقعاتك لمستقبل مع الذكاء الاصطناعي في مجال الصحافة والإعلام وهل سيحل محل أشخاص ووظائف عديدة؟

 

توقعاتي مبنية على جزءين، بداية بالنظر إلى تاريخ دخول الإنترنت لعالم الصحافة وبداية ظهورالمواقع الالكترونية كيف كانت في الماضي وكيف أصبحت الآن ، وكذلك ظهور منصات السوشيال ميديا، فالتطور التكنولوجي السريع جعلنا لا نصدق ما نحن عليه فلم يكن أي شخص يصدق منذ عشر سنوات أنه بمجرد الضغط على "زر" سيكون في بث مباشر لايف.

أما الملايين بدون أن يحمل كاميرات ثقيلة وأجهزة ومعدات كبيرة، لذلك فإن الذكاء الاصطناعي خلال الخمس سنوات القادمة سيحل محل مجالات ووظائف عديدة في الصحافة والإعلام خاصة الوظائف المتعلقة بالتقنيات كصناعة الفيديو والمونتاج ومعالجة الصوت والمونتير وأيضا التصوير والوظائف التي تعتمد في أخبارها على الكم، فعلى سبيل المثال تستطيع أن تطلب منه كتابة ١٠ أخبار عن موضوع معين بمجرد أن تضع له كلمات متعلقة بالموضوع فيقوم بكتابتها، ثم سيكون للذكاء الاصطناعي تأثير بالغ على  وظيفة المحررين لذلك لابد أن نطور أنفسنا بشكل يجعلنا أفضل منه.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز