عاجل
الأربعاء 24 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

عاجل.. جرحى فلسطينيون بمعهد ناصر في القاهرة يروون تفاصيل لحظات الموت تحت الأنقاض بـ"غزة"

اب فلسطيني مع ابنته المصابة
اب فلسطيني مع ابنته المصابة

عندما غادر رامي محمود منزل عائلته لشراء الطعام، كانت زوجته إلهام ماجد، تؤدي فريضة الصلاة.



 

 

وعندما عاد عبر الشوارع الضيقة والمزدحمة القريبة في مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة، عاد إلى مشهد من الدمار المروع، قصفت غارة جوية إسرائيلية وسط البلدة المكتظة بالسكان، وأحدثت حفرة عميقة في قلبها واختفت شقتهم للأبد.

 

إصبع إلهام ماجد أنقذها من الموت تحت الأنقاض 

 

وبفحص الأنقاض المتراكمة، لاحظ محمود فجأة إصبعاً واحداً يمتد بين الركام، كانت إلهام قد نجت بإعجوبة، لكن ارتياحه للعثور عليها على قيد الحياة كان قصيرًا، وسرعان ما اكتشفا أن اثنين من أطفالهما قد استشهدا وتغيرت حياتهما للأبد، كانت شيئا، وأصبحت شيئا آخر.

 

وبعد مرور أسبوعين على رعب ذلك اليوم، أصبح الزوجان على بعد أكثر من 200 ميل جنوب غرب مدينة غزة، داخل معهد ناصر الطبي في القاهرة.

 

 

وتم استبدال الحطام في منزلهما المدمر بنظافة ونظام معهد ناصر، وتم استبدال ضجيج الصواريخ والانفجارات بالهمهمة الحميدة والمستمرة لحركة المرور الزاحفة عبر القاهرة الساهرة.

 

لكن السلامة والرعاية لا تجلب الراحة، لا يزال الحزن يطاردهم، وقالت إلهام: "ابنتي، قبل ساعة واحدة فقط من وفاتها، اتصلت بصديقتها المفضلة وقالت: "أشعر أن شيئًا ما سيحدث لي.. هل تستطيعين الاعتناء بوالدتي وزيارتها كثيرًا؟‘‘.

 

وتابعت والدموع تنهمر على وجهها: "ابني فتى وسيم، كان في المدرسة الثانوية، وكان يذهب إلى صالة الألعاب الرياضية ويرفع الأثقال، وهو طويل وقوي البنية"، "كان يحب أن يبدو سعيدًا. لقد قام بقص شعره قبل يومين من استشهاده، في منتصف الحرب، وقال: "حتى لو مت، أريد أن أموت بمظهر جيد".

 

محمود لم يترك الفرصة دون أن يطلع الصحفيون على صور أسرته الصغير التي دمرتها الغارة الإسرائيلية صورة لابنتهما، البالغة من العمر 15 عامًا فقط، وعيناها الواسعتان الصافيتان وملامحها الرقيقة محاطة بحجاب؛ بينما ابنهما، 17 عامًا، يحمل طفلًا صغيرًا على ظهره، وابتسامة دافئة تشرق من تحت شعره الأسود الأشعث.

 

وقالت الأم إلهام: "لقد خلقهما الله، وأخذهما الله"، "وأريد فقط أن أعود إلى بقية أطفالي، لا يوجد إنترنت هناك، لذلك لا أعرف شيئًا عنهم، وأعلم أنهم مع جدهم في مكان آمن، كما آمل، لكن ليس لدينا وسيلة للوصول بهم.

عائلات تهرب إلى الجنوب

 

 

 

وفيما ركز الجيش الإسرائيلي عملياته البرية في شمال غزة، حيث يعيش رامي وإلهام، صدرت الأوامر للمدنيين في شمال غزة بالإخلاء باتجاه الجنوب، لكن الغارات الجوية لم تستثن ذلك الجزء من القطاع المكتظ بالسكان أيضًا.

 

 

ويلوم محمد وديع نفسه على اتباع أوامر الإخلاء الإسرائيلية، وقال إنه اتخذ قرارًا بالاستجابة لتحذيرات الجيش الإسرائيلي ونقل عائلته من منزلهم للتوجه جنوبًا.

 

 

ويوم 16 أكتوبر الماضي، وجد هو وأطفاله الصغار أنفسهم في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، حيث مزقت غارة إسرائيلية أخرى المبنى الذي كانوا يحتمون به.

 

 

 

واليوم، يتقاسم عبد الرحمن، ابن وديع البالغ من العمر 9 سنوات، غرفة المستشفى في معهد ناصر الطبي مع أخته البالغة من العمر 14 عاماً، حيث أصيب كلا الطفلين بجروح متعددة في الغارة، كسور في العظام، وتمزق الجلد من جسديهما، واستقرت الشظايا في اللحم.

 

ويتذكر عبد الرحمن أنه في إحدى اللحظات كان يجلس على الأريكة ويأكل رقائق البطاطس مع ابن عمه، وفي اللحظة التالية استيقظ تحت الأنقاض وكان محاطًا بمجزرة.

 

 

 

ولم يكن هناك أي تحذير، ولم تكن هناك أي علامة على وجود مقاتلي حماس في المكان الذي كانوا يقيمون فيه، وقال وديع، وهو يقف بقلق إلى جانب أطفاله، والألم محفور على وجهه وهو يصارع الشعور بالذنب المفجع، بدأ بالبكاء وهو يتحدث، قائلًا: "آمل أن يكون أشقاء عبد الرحمن بخير وعلى قيد الحياة"، "رحمهم الله"، لدي تسعة أطفال ابنتي الكبرى ريهام عمرها 18 سنة وهي متزوجة، وأصغرهم طفل يبلغ من العمر 4 سنوات". 

 

غادرت عائلتا وديع ومحمود غزة عبر معبر رفح، حيث أغلقت إسرائيل جميع المعابر الأخرى مع قطاع غزة.

 

 

 

جدير بالذكر أنه سُمح لعدد من الجرحى الفلسطينيين بالخروج من غزة إلى مصر عبر رفح للعلاج في المستشفيات المصرية.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز