د. حسام عطا
حنظلة 2023.. مشاهد درامية (2)
التعبير بالفن هو سلاحي الذي أجيد استخدامه، ولذلك استأذن قليلاً في نشر مشاهد متتالية لحنظلة صديقي الحبيب 2023. (2)
- غزة 7 أكتوبر 2023.. يستيقظ حنظلة على أصوات البهجة والفرحة، يتجول وسط أهله.. صور ومقاطع حية لهجوم ألف مقاتل فلسطيني على غلاف غزة.. الألف يتزايد عددهم، نجدهم ثلاثة آلاف مقاتل نرصد مشاهدهم في المقاومة والنصر المفاجئ. حنظلة يظهر في الصورة يصافح المقاتلين، ويطلب منهم الإفراج عن الأسرى من النساء والأطفال الصهاينة.
حنظلة يبدو كما هو، فالوقت لم يغيره، هو في ذات السن ثابت لأنه لا يكبرـ فهو ضد قوانين الطبيعة.
حنظلة: أنا لا أصدق بعد كل هذا الصمت.. كل هذا الانهيار. إنهم أبناء غزة ... إنهم أبناء إخوتي في الجيل.. (يضحك.. أنا لا أكبر حقاً.. لن يزيد طولي) لن تروا ملامح وجهي كاملاً أو واضحاً، أنا هكذا حتى حق العودة والصلاة في المسجد الأقصى وفي كنيسة القيامة.
لن أبلغ عمري الطبيعي إلا مع الحق الفلسطيني، عندها سأعود، ربما أبدو في نهاية الخمسينيات من عمري أو أكبر من ذلك بقليل، ولكنني سأنمو حينها وسأعرف نمرة رجلي وسأرتدي أفخر الأحذية (يضحك).. الرجال في المقاومة هم إخوة حنظلة.. هم يكبرون هم يقدرون على استعادة طرح قضيتي، هم نور ونار، هم في المواجهة. - يتقدم نحوه صحفي أجنبي.
الصحفي: حنظلة إذن أنت لست مجرد رسم، هناك شخص اسمه حنظلة، وها هو كما نعرفه. حنظلة: أيوه.. لما الخوف راح جريت بره الرسمة.. تحررت لأمشي هنا وهناك.. ولدي قدرات خارقة.. أنا أراكم ولا تروني.. أنا كما أنا.. لا تتغير ملامحي.. سأعود، سأكبر وأكبر، وأبدو على ما يرام عند انتهاء المهزلة. الصحفي: لكني أراك.. حنظلة: هي أيضاً قدرات لأنني أريدك أن تراني وأريد أن أراك. لكنني عندما أحب أن أذوب وأختفي لن تراني.. ربما أصبح وردة، أو عصفورة أو قطرة من الندى.. إلى اللقاء. - حنظلة يختفي، نظل نراه كمشاهدين، لكن لا يراه أحد في المشهد. الصحفي: كنت أرى حنظلة.. يبدو أنها أحلام يقظة.. في جميع الأحوال تحدث أحداث مدهشة.. السرد الصهيوني ينكسر.. في كل أنحاء العالم مظاهرات مؤيدة لفلسطين.. لندن، باريس، مانيلا.. واشنطن وغيرها.. لا يمكن لحكومات الغرب وأمريكا أن يبقى قرارهم كما هو.. شعوبهم ترفض قتل الأطفال ودعم الاحتلال.. هذه هي المسألة المدهشة.. في إنجلترا يبدو وكأن لندن تعتذر عن وعد بلفور.. في فرنسا يبدو أن باريس لا ترضخ لأرباب المصارف والأموال والملابس الراقية والوجوه الزائفة.. في البرازيل في الصين في روسيا وفي الكونجرس الأمريكي ترتفع الأكف بلون الدم لتطلب براءة المشاركة في المجزرة.. يبدو أن البشر بدأوا يدركون من هم أصحاب الأرض، ويفهمون القضية العادلة.
حنظلة ينظر إلينا سعيداً: حنظلة (مبتسماً) سنعود. - إظلام. حنظلة في دكان البن.. يظهر حنظلة متسكعاً لا يلوي على شيء.. حنظلة يمر من أمام دكان لبيع البن. يستوقفه الحوار بين البائع ورجل عادي، مواطن يشتري البن، يبدو على المواطن أنه خرج بملابس النوم بعد أن نفد البن فجأة، فذهب ليبحث عن قهوة الصباح.. في الدكان تظهر مشاهد متعددة في نوافذ شاشة التلفاز.. بينما يبدو الصوت لقنابل القذف الجوي الملتاث لغزة. الرجل: صباح الخير. بائع البن: إحنا بقينا العصر مساء الخير. الرجل: (مندهشاً) إيه اللي أنا سامعاه ده.. دي صور من غزة.. مش بيقولوا مفيش اتصالات ولا نت ولا كاميرات! قطعوا كل حاجة وضلموا الدنيا.. بائع اللبن: فيه كاميرا واحدة شغالة أهي.. وغزة عمالة تنضرب.. حاجة صعبة جداً أنا عايز أكسر التليفزيون.. أنا زعلان جداً جداً. الرجل: وأنا تعبان. المشتري (2): أنا مش عارف أعمل إيه. المشتري (3): أنا حاسس إني قربت أتجنن.
بائع البن: لا حول ولا قوة إلا بالله. حنظلة: طب بس استنوا لما تشوفوا بعد الاتصالات ما ترجع (ضاحكاً). بائع البن: إية الصوت ده.. أنت قلت حاجة.. الرجل: لا. المشتري (2): أنا سامع صوت.. بائع البن: أنا قربت أتجنن. - نلحظ تغير الإضاءة، ونلحظ تغير الوقت يمر يومان. - نلحظ الشخوص هم ذاتهم. - صباح الأحد 29 أكتوبر.. ذات المكان وقد تغيرت بعض التفاصيل الصغيرة، إنه صباح يوم مختلف.. حركة الشارع العادية. بائع البن وقد لاحظ مرور الرجل ينادي عليه: يا أستاذ. الرجل: أيوه.. صباح الخير. بائع البن: صباح الفل.. بيقولك بعد ما رجعونا الاتصالات اتضح إنهم قطعوها عشان هما اللي ياكلوا العلقة (يضحك ساخراً).. هما اللي عمالين يقولوا عندهم 311 قتيلا من جيشهم المحتل. الرجل: الحمد لله والشكر لله.. هي الاتصالات رجعت بائع البن: أيوه رجعت.. شوف بنفسك.. الغزو البري فشل على غزة.. بس يا عيني الطيران بيهدم البيوت.. بيقتلوا الأطفال والمدنيين. الرجل: ربنا ينصرهم.. بصراحة بطولة أسطورية.. مقاومة أسطورية. بائع البن: إيه أسطورية دي يا أستاذ يعني جامدة جداً. الرجل: أيوه. بائع البن: طب تابع.. الاتصالات رجعت. نرى حنظلة يسير خلف الرجل من بداية المشهد.. حنظلة يتابع الحوار سعيداً. حنظلة: أهلي في فلسطين.. شرفوا العرب.. أهلي أحبتي رجال العز والفخر .. زي ما قال بطولة أسطورية.. (سعيداً) يعني حاجة جامدة جداً. - إظلام.