تساؤلات وملاحظات حول مصير الـ106 ملايين جنيه لتجديد قصر ثقافة سوهاج

غصة في القلب تحرم مثقفى محافظة سوهاج، من الفرح بما يتم إنجازه ثقافيا بربوع مصرنا المحروسة، كيف لمحافظة عريقة مثل سوهاج وحدت القطرين وأنجبت رائد التنوير بعصرنا الحديث "رفاعة الطهطاوي" أن يكون مصيرها الإهمال، فى مقابل زيارة القيادة السياسية للمحافظة أحيت الامل الدفين في الأعماق بان تكون سوهاج ملء عين وقلب القائمين على العمل الثقافي.

لكن للأسف بميزانية تزيد عن ميزانية تجديد المسرح القومي، تم تخصيص مبلغ 106 ملايين جنيه لتطوير ورفع كفاءة قصر ثقافة سوهاج، وتشمل الأعمال تطوير "مسرح القصر، وقصر ثقافة الطفل، وإحلال وتجديد جميع شبكات المرافق، بالإضافة إلى أعمال اللاند سكيب، وتنسيق الموقع العام للقصر"، كما جاء عن لسان السيد مدير عام فرع ثقافة سوهاج، وهو مبلغ ضخم مبالغ فيه، بالإضافة إلى توقع مطالبه بزيادة المبلغ قرب انتهاء المشروع.

ولاننا اخترنا "المسرح القومى" الذي جدد بميزانية 104 ملايين جنيه مثالا لنفتح باب جدل للمتشدقين بالالفاظ الرنانة والمراوغين في الحق، من يتركون الحوار ويمسكون في غطاءة، ويتغنون بزيادة الأسعار وما تعانى منه البلاد من تضخم ضاعف من أسعار مواد البناء.

لذا سنشير الى افتتاح الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة لقصر ثقافة أبو المطامير يوم 19 سبتمبر الجاري، بحضور عمرو البسيوني القائم بتسيير أعمال رئاسة الهيئة العامة لقصور الثقافة والذي جاء على مساحة 1200 متر مربع بتكلفة إجمالية 60 مليون جنيه والمكون من 3 أدوار ومسرح يتسع لـ350 كرسيا وقاعات للمرأة، قاعة تكنولوجيا وقاعة للأطفال، قاعة متعددة الأغراض، قاعة لكبار الزوار، واستراحة بالدور الأخير تسع 25 فردا.

ولكن الغريب فى الأمر هو ان الهيئة العامة لقصور الثقافة خصصت تلك الميزانية الضخمة لترميم الأبواب وتغيير الارضيات وكابلات الكهرباء وترميم خشبة المسرح ومقاعده، فهل تم استشارة متخصصين قبل وضع تصور للمبنى، ولماذا لم يتم دراسة احتياجات الشعب السوهاجى قبل البدء في وضع خطة التجديد؟

علما بأن الشركة المنفذة لأعمال الاحلال والتجديد أعلنت أنها تسلمت مهام العمل فى القصر بداية من يوم 25 مايو 2023، ومدته 24 شهر، على مساحة 3600 متر مربع على أن ينتهى العمل حتى 25 مايو 2024، وعامنا أن الهيئة العامة لقصور الثقافة رصدت مبلغ 106 ملايين جنيه لتطوير قصر الثقافة بسوهاج، حيث يرجع تاريخ انشاء مبنى قصر ثقافة سوهاج للعام 1966م أي ان عمر المبنى 57 عاماً، وهو مبنى مكون من ثلاثة أدوار يضم المسرح ومكتبة للكبار وقاعات صغيرة لنادى الادب ونادى تكنولوجيا المعلومات.

بالإضافة إلى وقاعة تدريب مخصصة لتدريب فرق الفنون الشعبية، وكانت تستخدم لجلوس العاملين والإداريين التابعين لقصر الثقافة، وغرفة لفرقة الموسيقى العربية ومكتب لمدير القصر وقاعة استقبال كبار الزوار وملحق بها بمدخل المبنى قاعة للفنون التشكيلية ليس بها اى منافذ تهوية بخلاف أبواب القاعة الجانى والرئيسى، وفي عام 2007 تم تجديد مقر الفرع والحق به مبنى مكون من ثلاثة أدوار يشغل قصر ثقافة الطفل طابقة الارضى والدور الأول والثانى مكاتب إدارية للعاملين بديوان عام الفرع.

106 ملايين جنيه وستبقى سوهاج بحاجة ماسة لوجود دار للسينما حيث اصبح فرع ثقافة سوهاج هو المتنفس الثقافي الوحيد- بعد إغلاق سينما الأوبرا وسينما الحرية – والأجيال الجديدة لا يستهويها أجهزة العرض القديمة أو استخدام البروجيكتور كما كان يستخدم سابقا؟

106 ملايين جنيه وسيظل فرع ثقافة سوهاج بحاجة الى اجراء تعاقدات مع فنادق خارجية لاستضافة فرق خارجية أو استقبال لجان تحكيم العروض المسرحية؟

106 ملايين وسيظل العاملين في المواقع الثلاثة التي يضمها المقر "قصر الطفل – قصر ثقافة سوهاج- ديوان عام فرع ثقافة سوهاج" -والبالغ اجمالي العاملين بهم يزيد على 130 موظفا- يتحججون في الانصراف قبل الموعد الرسمي لفقدهم الرغبة في العمل لما يتم انتهاجه من سياسة فرق تسد، واحتكار العمل الثقافي بشكل فردى التي يتبعها ويشجع عليها السيد مدير عام الفرع، بالإضافة الى تجنيب الكفاءات من تولى المناصب القيادية بالفرع.

106 ملايين جنيه وسيظل قصر ثقافة سوهاج بدون قاعات للتدريب التحويلى للمراة وقاعات محاضرات وقاعات تقام بها ورش الفن التشكيلى بخلاف قاعة المعارض.

106 ملايين جنيه دون قيادة ثقافية للفرع مؤمنة برسالة ورؤية الهيئة العامة لقصور الثقافة بل ولم تطالعها يوما، اخشى ان تكون بلا جدوى.

106 ملايين جنيه.. هناك أقاويل بوضعها في البنك كوديعة يتم جنى فوائدها لعمل الإحلال والتجديد، التي ما زلنا تؤكد أنه لم يكن يحتاج الى عمليه الإحلال الكبري التي تمت.

106 ملايين جنيه.. سيزداد بها حر قلب مثقفى وأبناء سوهاج الذين كتب عليهم التهميش، كما كتب عليهم عدم مشاهدة صرح ثقافيا على ارض محافظتهم يضاهى قصر ثقافة أبو المطامير البالغة ميزانيته 60 مليون جنيه فقط بما يعادل 56% من ميزانية تطوير فرع وقصر ثقافة سوهاج.

106 ملايين جنيه.. لتطوير مبنى فرع وقصر ثقافة سوهاج وما زال بيت ثقافة مركز العسيرات يعانى من الاهمال الجسيم دون الالتفات له من سنين.

 

106 مليون جنيه لتطوير مبانى بقصور الثقافة سبق تجديدها فى2007 فى نفس توقيت تم إلغاء تخصيص قطعة أرض بزمام مركز طما بسوهاج لعدم الجدية فى انشاء موقع ثقافى بها بحجة عدم وجود ميزانية، الأمر الذي نفتح له تقرير وافي للتحقيق فى الأمر.

 

وهناك تساؤلات تتطلب التحقيق العاجل حول وجود وقائع سرقه كبيرة وممنهجه تمت داخل أروقة قصر ثقافة سوهاج قبل عملية الإحلال والتجديد بحوالى عامين والتي كالعادة تمت الطرمخه عليه من السيد المدير العام، ولا يعرف عنها أحد، منها سرقة معدات تشغيل من غرفة التحكم بالمسرح وغيرها، حتى الأدوات الصحية كانت تسرق على مسمع من مدير القصر، ولم يتم اتخاذ اى إجراءات، والتي لا يعرف مصير هذه السرقات أحد حتى الآن، والتي تم السكوت عنها حتى دخل القصر عمليه الإحلال والتجديد التي تظل تدور حولها الشبهات والتساؤلات وتفتح لها الصحف فى أكثر من جانب.

ولكن لكل عمل سلبياته وايجابياته والاجمل فى الأمر هو الحرص الدائم من السيد اللواء طارق الفقي محافظ سوهاج على متابعة الأمر منذ أن بدأت عملية الإحلال والتجديد، مشددا على الشركة المنفذة للمشروع بسرعة إنهاء أعمال تطوير القصر ورفع كفاءته فى الفترة الزمنيه المحددة والتي حددتها الجهة المشرفة على التنفيذ، والتي للاسف مر اكتر من عام ونصف ولم يتم الانتهاء من التطوير.

واحقاقا للحق جاءت زيارة السيد عمرو البسيوني رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة إلى محافظة سوهاج ولقائه باللواء طارق الفقي محافظ سوهاج، ومناقشة العديد من الموضوعات المتعلقة بالعمل الثقافي بالمحافظة، وتفقد اعمال الإحلال والتجديد ليتابع ما يجرى على أرض الواقع والتعرف على مجريات العمل بفرع ثقافة سوهاج، واجتماعه مع العاملين بالفرع، والتي سوف نفرد بها مساحة لعرض تفاصيل اللقاء، والتي يرى البعض أن زيارة السيد رئيس الهيئة مهمة ومثمرة إلى حد كبير نتمنى أن يتم الإصلاح والنطوير.

وفي الحلقات التاليه نكشف المزيد والمزيد من الملفات المسكوت عنها بوزارة الثقافة.