عاجل
الأربعاء 3 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي
مظاهرة بريطانية من أجل طبيب مصري! 

مظاهرة بريطانية من أجل طبيب مصري! 

عندما نتحدث عن الطب وعلاج الأمراض في لندن، يأتي إلى الذهن أمراض القلب والصدر والتجميل، وكل ما هو مستعصٍ علاجه في بلادنا، فجأة أصبح على رأس القائمة علاج العقم بعد ما قدّره الباحثون بأن معدّل انتشار العقم مدى الحياة، والذي يُمثّل نسبة 17.5% في عام 2022  أي نحو شخص من كل ستة أشخاص في العالم، ومع الأسف انتشاره في تزايد.



مشكلة العقم التي كانت وما زالت تشغل بال البشر منذ آلاف السنين، أصبحت أمرًا قابلًا للعلاج، ولم تعد ذلك الهاجس الذي يقض مضاجع المتزوجين المحرومين من نعمة الإنجاب. بعد تحقيق الكثير من الإنجازات في "ثورة الأرحام". فقد حقق الطب في الفترة الأخيرة إنجازات كبيرة في مجال علاج عقم الرجال والنساء. وخطت تقنيات أطفال الأنابيب خطوات واسعة على طريق الحل الشامل لمشكلة العقم، وأصبح في الإمكان معالجة أي حالة مهما بلغت درجة تعقيدها، وإتاحة الفرصة أمام آلاف الأزواج الذين حرموا نعمة الإنجاب سنوات طويلة ليحققوا أمنية العمر ويباشروا بناء الأسرة التي كانوا يحلمون بها.

 

العقم لم يُصب فقط الإنسان بل عانى منه الحيوان، وليس استخفافًا أو مزاحًا، فقد قررت السلطات الصحية في بريطانيا إرسال زوج من حيوان الباندا إلى الصين وذلك بعد تعثرهما في الإنجاب، حيث لم يُرزقا بأي طفل خلال وجودهما في بريطانيا منذ سنوات، وهو ما اقتضى إرسالهما إلى الخارج لتلقي العلاج من العُقم على أمل أن يُرزقا بمولود جديد خلال الفترة المقبلة.

 

وبحسب المعلومات التي نشرتها جريدة "ديلي تلجراف" Daily Telegraph البريطانية، فإن زوج الباندا "يانغ غوانغ" و"تيان تيان" يعيشان في منزل بحديقة حيوان إدنبرة شمالي بريطانيا منذ عام 2011.

 

وكانت هناك آمال في أن يتمكنا من إنتاج أطفال الباندا وزيادة أعدادهم، حيث ينتميان إلى أحد الأنواع المهددة بالانقراض، إلا أن هذا الأمر لم يحدث حتى الآن رغم وجودهما منذ أكثر من عشر سنوات.                                        

وأنا هنا لا أتعرض للمشكلة أو للعلاج بل لألقي الضوء على مشاهير الأطباء المصريين في علاج العقم في إمبراطورية الطب بقلب لندن، الطبيب المصري د. محمد الطرانيسي، والطبيب المصري د. أمين جورجي استشاري العقم وأطفال الأنابيب بهارلي ستريت والذي شارك في أول عملية أطفال أنابيب تمت في لندن عام 1979، والمصريان د. حسام عبد الله الذي نقش اسمه على جدار الشرف الزجاجي في الجمعية الملكية الطبية لتميزه ونشره أكثر من 77 بحثًا علميًا، ويتولى إدارة أكبر وحدة عقم وأطفال أنابيب في بريطانيا تسمى "ليستر" وساهم في إنشائها وساهمت في علاج نحو مليون مريض من 127 دولة، ود. يعقوب خلف المدير المسؤول عن وحدة الإخصاب المساعد والحقن المجهري بجامعة لندن، ابن مدينة أسيوط وخريج جامعتها، الحاصل على درجة الدكتوراة من جامعة برمنجهام، والمحاضر الفخري في الطب الإنجابي في الكلية الملكية بلندن.

 

          والدكتور محمد الطرانيسي واحد من الأطباء الذين أتوا إلى لندن ليستقروا فيها، واحد من أبناء قرية مشاهير العلم والعلماء، قرية شرباص أقدم وأعرق قرى مركز فارسكور بمحافظة دمياط، التي أنجبت عالم الذرة مصطفى مشرفة، ضمن أكثر من 300 أستاذ جامعي منهم حلمي الحديدي وزير الصحة الأسبق والدكتور محمد طاهر الحديدي أستاذ الذرة والدكتور جاد نصار أستاذ القانون الدولي ودكتور فاروق وأخوه أسامة الباز ومن الأدباء والفنانين والإعلاميين الدكتورة عائشة عبد الرحمن ودرية شرف الدين، فاروق شوشة، جلال الحمامصي، فاروق شوشة سعد أردش صبري موسي زاهي حواس. 

 

الطرانيسي وصل إلى أعلى المراتب في مهنته بعاصمة المملكة المتحدة، وجاء ترتيب مركزه الطبي منذ عام 1995 الأول في مجال الإخصاب وعلاج العقم، التقييم سنوي ورسمي وقد بلغت شهرته في مجاله شهرة الدكتور مجدي يعقوب. وقد أسس «مركز مساعدة الإنجاب وأمراض النساء» عام 1995 في شارع ويمبول في لندن على مقربة من «هارلي ستريت» وهو شارع الأطباء في لندن. ونجحت عيادته باستمرار في إنجاز أكبر معدلات النجاح المحققة في بريطانيا في مجال الإخصاب الصناعي عاما بعد عام، ما ضاعف من معدلات النجاح المسجلة رسميًا.

 

وفي عام ٢٠٠١ أنجبت أول سيدة بريطانية تبلغ من العمر 36 عامًا طفلة سليمة بعد أن حملت باستخدام بويضة مجمدة أخذت منها قبل ستة أشهر من الحمل. ثم نقلت إلى رحم الأم، ويقدر أن حوالي 100 سيدة لجأن إلى تجميد بويضاتهن في لندن. وقتها أكد الطرانيسي، أن 18 طفلا ولدوا بهذه الطريقة. وتقول التقديرات الرسمية: إن متوسط نجاح عمليات الإخصاب المعملي (أطفال الأنابيب) في بريطانيا هو 28%، بينما يحقق الطرانيسي 54%، وتقول الأرقام الرسمية الصادرة عن الهيئات الرسمية البريطانية: إن براعة الطرانيسي نجحت في خروج2300 طفل خلال سبع سنوات، لأسر كانت قد فقدت الأمل تماما في الإنجاب.

 

وقد تألق وزادت شهرته وأصبح حديث الأوساط الطبية والإعلامية عندما ارتبط اسمه بطفل في الرابعة من العمر اسمه VIC يخشي والداه ألا يعيش حتى الحادية عشرة بسبب سرطان الدم اللوكيميا فكرس الطرانيسي كل خبرته الطبية، وجرأته البحثية، لإنقاذ حياته وحياة الملايين من أقرانه، ونجحت المحاولة، وولد معها أول معمل مجهز لإنتاج قطع غيار للبشر مستقبلا والذي سيبدأ بتغيير دماء الأطفال المصابين بسرطانات الدم المختلفة بشكل طبيعي دون تدخل جراحي.

 

ووجد الطرانيسي لدى الأبوين استعدادا للمشاركة في كتابة فصل جديد من تاريخ الطب الحديث، وهذا الفصل هو ثورة استخدام الخلايا الأولية التي هي بداية الإنسان في علاج أمراض الدم وتوفير قطع غيار بشرية للأعضاء المعطوبة.

 

بعدها ومنذ سنوات اتهمته هيئة الإخصاب والأجنة البريطانية بالقيام بعمل غير أخلاقي بتخليق أجنة لاستعمالها كقطع غيار بشرية وصل الأمر للقضاء لينصفه بعد أن تبين أن ما يقوم به عمل أخلاقي وإنساني. وكان الطرانيسي محل كثير من التحقيقات وجلسات الاستماع، حيث اصطدم في مرات كثيرة مع هيئة الخصوبة البشرية وعلم الأجنة في المملكة المتحدة المشرفة على المعايير الطبية في هذا المجال، غير أن نجاحاته يبدو أنها لا يعوقها عائق. وانتصر الطرانيسي في معركة قضائية بتهمة التشهير من قبل هيئة الخصوبة البشرية وعلم الأجنة وهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» التي أذاعت في عام 2007 برنامج «بانوراما» الذي سجل سريا، حول عيادته الخاصة.

 

وقتها اتهم الدكتور عصام عبد الصمد، رئيس اتحاد المصريين في أوروبا، ورئيس قسم التخدير بعيادة الطبيب الطرانيسي، برنامج بانوراما بتليفزيون «بي.بي.سي» بالتواطؤ مع أطراف من هيئة الإخصاب البريطانية للنيل من سمعة الطرانيسي، مؤكدًا أن حملة التشهير المثارة ضده بسبب غيرة مهنية تستهدف النتائج المثمرة التي حققها. وانه سيصعد الاحتجاج للبرلمان البريطاني بعد أن حصل على توقيع 300 طبيب مصري رفضوا تشويه سمعة الرجل. وتزاحمت عشرات الأسر البريطانية خارج عيادة الطبيب المصري العالمي محمد الطرانيسي لإعلان التضامن معه في مواجهة حملة التشهير التي تلاحقه وسط مزاعم بأنه يمارس أساليب خادعة لمرضاه، ويوهمهم بقدرتهم على الإنجاب. وقالت هيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي» إن نحو مائة شخص، يشكلون قرابة ثلاثين أسرة، توجهوا لعيادة الطرانيسي لمساندته، مشيرة إلى أن هذا التضامن جاء عقب إجراء هيئة الإخصاب والأجنة البشرية البريطانية تحقيقا رسميا للطبيب الرسمي.

 

 

ورفع المتظاهرون- من بينهم أمهات ممن أنجبن على أيدي الطرانيسي- بالونات ولافتات انتقدن من خلالها هيئة الإخصاب والبرنامج الذي أذاعه التليفزيون، معتبرين هذا البرنامج محاكمة تليفزيونية مرفوضة معربات في الوقت نفسه عن مساندتهم لأساليب طبيبهم العلاجية. وقالت إحدى الأمهات المشاركات في المظاهرة «أردنا حقيقة أن نظهر دعمنا لجميع الآباء الذين ساعدهم الدكتور الطرانيسي، مرجعة السبب إلى تعرضه لما وصفته «بمحاكمة ظالمة»، في البرنامج التليفزيوني الذي عرض جانبا واحدا من القصة. 

 

 

وانتصر الطرانيسي في معركة قضائية بتهمة التشهير من قبل هيئة الخصوبة البشرية وعلم الأجنة وهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» التي أذاعت في عام 2007 برنامج «بانوراما» المسجل سريا، حول عيادته الخاصة.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز