اللواء فيود" يدعو "شباب مصر" إلى الاقتداء بجيل نصر أكتوبر
بينما تقترب ذكرى مرور 50 عامًا على انتصارات حرب أكتوبر المجيدة، كشف اللواء فؤاد فيود، أحد قادة حرب أكتوبر ومستشار مدير إدارة الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة، كيف انتقلت مصر من مرارة الهزيمة إلى حلاوة النصر وأماله، موضحًا أن العالم كان يرى مصر بعد نكسة عام 1967، غير قادرة على الحرب و القتال أمام التفوق العسكري الإسرائيلي و بعد أن فقدت جيشها ومعدتها.
وقال اللواء فؤاد فيود: "ولكننا خضنا الحرب على عكس التوقعات، وأذهلنا العالم، والنتيجة لم تكن استرداد أرضنا المحتلة فقط بل و تأمين حدودنا، ولم يجرؤ العدو على التفكير في المحاولة مرة أخرى، وجلس معنا ليتفاوض ووقع معاهدة سلام، وأدرك العالم منذ ذلك الحين أن مصر بها جيش متأهب لقطع أيدي كل من تسول له نفسه اغتصاب شبر واحد من أرضه".
ولفت إلى أنها كانت حرب تاريخية بمعنى الكلمة، و تركت آثارًا ممتدة حتى يومنا هذا، حيث خرجت مصر من تلك المعركة "بدرع وسيف" أي بجيش عظيم قادر على الردع وحماية الوطن، فلا يستطع أحد الاقتراب من أراضينا بفضل وجود هذا الجيش.
وتابع أنه يتذكر جيدًا أداء و استبسال زملائه بالمعركة، وإصرارهم على عدم العودة إلى ديارهم قبل إعادة سيناء لمصر، فضلًا عن التفاف الشعب خلف قيادته وجيشه في تلك الفترة العصيبة، و تكريس إيرادات الحفلات التي كانت تحييها أم كلثوم وعبد الحليم حافظ للمجهود الحربي، بجانب دعم الشركات المدنية للقوات المسلحة.
وتحدث عن الدور بالغ الأهمية للتوعية الدينية آنذاك التي جعلت الجنود يتسابقون على الاستشهاد في سبيل وطنهم كما يتسابق أعداؤنا على الحياة، قائلًا : "أتذكر شيخ الأزهر الراحل عبد الحليم محمود الذي كان يحفزنا على القتال و يقول لنا: أرض مصر هى أرض التجلي الإلهي حيث اختارها الله عندما تحدَّث و تجلى لسيدنا موسى، وذُكرت بالقرآن الكريم صراحة في خمس مواضع، وذكرت بالإشارة إليها عشرات المرات في مواضع أخرى".
وسلط الضوء على حرب الاستنزاف حيث تضمنت تلك الفترة العديد من إنجازات القوات المصرية، ومنها إغراق المدمرة الإسرائيلية إيلات، و القصف المدفعي المركز على خط برليف، واستشهاد الفريق أول عبدالمنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، يوم 9 مارس 1967 وهو وسط الجنود على الجبهة والذي ترتب عليه عبور وحدة خاصة القناة، بقيادة إبراهيم الرفاعي للثأر وقتلت وأصابت ما لا يقل عن 40 ضابطًا وجنديًا من جنود العدو كما دمرت العربات المدرعة ومخازن الذخيرة الموجودة بالموقع.
مقولة الزعيم جمال عبد النصر “أن ما أُخذ بالقوة لا يٌسترد إلا بالقوة”
ومن ذكريات الحرب يروي اللواء فيود: "كنت أتدرب على عبور القناة في بحيرة قارون على يد النقيب الراحل سامح سيف اليزل، و على اقتحام الساتر الترابي بالقناطر الخيرية، وكلنا يقين في مقولة الزعيم جمال عبد النصر أن ما أُخذ بالقوة لا يٌسترد إلا بالقوة"، مشيرًا إلى أن صورة العمل الشاق والتكاتف الشعبي مع الجيش لاسترداد الأرض والكرامة خالدة في ذهنه.
وشدد على ضرورة ألا ننسى أن حرب أكتوبر ضربت أروع الأمثلة في اتحاد عنصري الأمة، مذكرًا في هذا الصدد بالأبطال المسيحيين بالمعركة، حيث كان يلازمه طوال الحرب بجهاز اللاسلكي الشويش "رمزي لبيب فلتس"، مستشهدًا كذلك بأصحاب الأداء البطولي العقيد فؤاد عزيز غالي قائد الفرقة 18 التي حررت "القنطرة شرق"، و أخيه المقدم المقاتل موريس عزيز غالي، واللواء المهندس باقي زكي يوسف صاحب فكرة استخدام ضغط المياه لإحداث ثغرات في خط برليف، وغيرهم الكثير من الجنود الأقباط الأبطال الذين لم يتأخروا يومًا عن تلبية نداء الوطن.
ودعا اللواء فيود "شباب مصر" إلى الاقتداء بـ"شباب نصر أكتوبر" الذين بذلوا الغالي والنفيس في سبيل الوطن وقدموا أرواحهم فداءً لأرضهم، و إلى العمل للحفاظ على مصر وريادتها وسط الأمم والمساهمة في تحقيق حلم التنمية المنشودة بالبلاد.



