عاجل
السبت 2 ديسمبر 2023
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
عظات "درنة".. وليتنا نرحم بعضنا! 

همس الكلمات ..

عظات "درنة".. وليتنا نرحم بعضنا! 

جاءت كارثة الفيضانات المدمرة التي اجتاحت ليبيا وقتلت الآلاف وأغرقت أحياء سكنية بالكامل، لتحمل معها الكثير من المعجزات والعظات التي تذكرنا جميعا برحمة وقدرة الله وقوله تعالى "إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ".



وقبل سرد بعض من قدرات الله تعالى، في إعصار "درنة "، لا بد أن نتعلم أن نرحم بعضنا البعض في جميع مناحي الحياة حتى يرحمنا الله سبحانه وتعالى.

فليس من المقبول، أن تستجيب الدولة لنداءاتنا، حيث قمت بمناشدة المسؤولين بوقف تصدير البصل في مقال سابق، وبالفعل تم وقف تصديره لمدة 3 شهور، ورغم ذلك لا يزال إصرار التجار على تخزينه، والاستمرار في المغالاة ورفع الأسعار دون إدراك مدى الأعباء على المستهلك الذي لا يمكن الاستغناء عن سلعة غذائية هامة  بل طبية أيضا.

وليس من المقبول رفع سعر طبق البيض إلى أكثر من 140 جنيها للمستهلك، رغم تراجع السعر في المزرعة والعمل على خفض سعر الدواجن من خلال الاستيراد لتلبية الطلب بالأسواق.

وهل من المقبول، أن يضع كل تاجر سعرا مختلفا لكيس الأرز، زنة الكيلو ليصل إلى حوالى 35 جنيها، والسكر 22 جنيها، رغم الحملات الرقابية المتواصلة.

بالله عليكم أين رحمة العباد، الذين لا ينظرون إلا فقط لتحقيق الربح والمكسب غير المبرر، بصرف النظر عن الأذى للآخرين!

ونعود إلى معجزات ورحمة الله سبحانه وتعالى، في مدينة درنة، ومنها عثور فرق الإنقاذ الليبية خلال محاولات البحث عن المفقودين، على طفلة مولودة وعلى قيد الحياة وبالحبل السري ولم يتم العثور على والدتها التي وضعت حملها جراء العاصفة.

كما لا يصدق انتشال فرق الإنقاذ الليبية، بأعجوبة طفلتين على قيد الحياة من تحت الركام في مدينة درنة، كانتا عالقتين تحت ركام بناية دمرتها السيول في المدينة، ظلتا محاصرتين أكثر من أسبوع تحت الأنقاض، وعندما تحاول تعرف، كيف عاشتا بدون هواء أو ماء أو طعام؟ لا يكون سوى الرد أن "الله قادر على كل شيء".

ومن معجزات الله سبحانه وتعالى، التي نقف أمامها، المنزل المعجزة الذي يملكه أحد المواطنين الليبيين، الذي لم يتأثر مطلقا، بآثار وتداعيات إعصار دانيال الذي دمر أجزاء واسعة من درنة.. ليظل هو واقفا شامخا دون أي انهيارات في جوانبه، كما لو أنه لم يكن موجودا وسط تلك الأعاصير التي أخذت الأخضر واليابس بالمدينة، وهذا المنزل يعد الوحيد في وسط درنة الذي صمد أمام السيول، بينما دمرت المنازل المحيطة به بشكل كلي أو جزئي، ولم يتضرر المنزل، بل ظلت ألوانه البيضاء أيضا كما هي لم تتغير نتيجة العاصفة وانهيار السدين في درنة. والأكثر من ذلك، أن المنزل يبعد عن الشاطئ مسافة 400 متر فقط، ليظل المنزل صامدًا، مقارنة بمعظم الأبنية والمنازل المحيطة بهذا المنزل.

أولستم تتفقون معي، أن هناك الحاجة إلى بث الرحمة فيما بيننا، ومراعاة الضمائر في معاملاتنا، ومواجهة حالات الجشع من ضعاف النفوس من التجار والبائعين بكل أنواع الحزم، لمواجهة تلك الأزمات المفتعلة، ويحمي الله بلادنا من الكوارث الطبيعية، زلازل وأعاصير وغيرها!

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز