ذكريات نصر أكتوبر 73| .. شهادة موشى ديان عن معركة المزرعة الصينية
تعد حرب أكتوبر المجيدة عام 1973م، هي درة الانتصارات فى تاريخ مصر الحديث وتاريخ الأمة العربية بأسرها، حيث اعتمدت تلك الحرب على براعة التخطيط ودقة التنفيذ وعزم الرجال واصرارهم على تحقيق الاهداف، حتى تحقق النصر - بفضل الله تعالي -، واستطاعت الحرب أن تكون محط اهتمام جميع الخبراء والمحللين الاستراتيجيين باختلاف جنسياتهم.
وفى ذكرى انتصارات اكتوبر، تنشر "بوابة روزاليوسف" أبرز كواليس تلك الحرب المجيدة، وما دار على ساحة المعركة، وصولا إلى شهادات الأعداء عن حرب أكتوبر المجيدة.
موشي ديان
وفى هذا الصدد جاءت شهادة وزير الدفاع الإسرائيلي جنرال موشي ديان، فى كتاب مترجم بعنوان: "ديان يعترف"، حيث يصف ديان، ضراوة القتال وفداحة الخسائر الإسرائيلية فى تلك المرحلة من الحرب، وخاصة ما حدث فى منطقة "المزرعة الصينية".
فيقول ديان: عندما عاد قائد إحدى الوحدات المدرعة الاسرائيلية اسمه إريك مصابا فى رأسه قال إنه هو ورجاله احتلوا رأس جسر على الضفة الشرقية للقناة بعد معارك وحشية تكبدوا فيها خسائر رهيبة حيث قتل منهم أكثر من 200 رجل من لواء آمنون، كما قتل ايضا القادة الذين حلوا محلهم، فأصبح القادة الحاليون هم الصف الثالث وقد ضربت معظم الدبابات وأحترقت، أو دمرت وتركت محترقة عند الاستحكامات المصرية القوية، للمزرعة الصينية.
وتابع: "وقد حرصت على زيارة المزرعة الصينية فوجدت مشهد لم أنساه، بل لم أره من قبل حتى فى أفلام السينما، فها هي آثار المذبحة التي حدثت، ومازال آثار الدخان يتصاعد من بقاياها كدليل على المعركة الرهيبة التي دارت رحاها فى هذا المكان".
وأشار دايان الى المتغيرات التي أحدثتها وقائع القتال فى الفكر الإسرائيلي، فيقول: إنها حرب صعبة للغاية، والمواجهات قوية ومريرة لقواتنا البرية والجوية، هذه الحرب بأيامها وبدمائها لن تنسي، ونحن فى خضم المعركة ونعجز تماما عن التعبير عن مدى حزننا“.
حرب أكتوبر المجيدة
جدير بالذكر أنه في السادس من أكتوبر 1973 – العاشر من رمضان، استطاع الجندي المصري تحطيم أسطورة الجيش الذي لا يقهر، وعبر خط بارليف المنيع واسترد أرض سيناء، ليصنع بذلك الجندى المصري التاريخ، ويسجل فيه قصة أعظم الحروب في العصر الحديث، والتي اصبحت تدرس فى الكليات العسكرية في جميع أنحاء العالم.
حيث هزمت حرب اكتوبر المجيدة، الكثير من العقائد والنظريات لدى العسكريين وخبراء الاستراتيجية القومية في العالم، ودفعت الخبراء والمتخصصين شرقا وغربا إلى إعادة حساباتهم على الأسس التي رسختها حرب أكتوبر، سواء فيما يتعلق بفن القتال واستخدام السلاح، أو فيما يختص بتكنولوجيا التسليح وتصميم الأسلحة والمعدات.
وعلى المستوى الاستراتيجى، استطاعت حرب أكتوبر 1973 أن تحطم نظرية الأمن الاسرائيلي وأن تهدر نظرية الحرب الوقائية، وعلى المستوى التعبوى التكتيكى تغلبت قواتنا المسلحة على أعقد مانع مائى ودمرت أقوى الدفاعات والتحصينات، ودارت معارك عنيفة اشتركت فيها قوات بحجم ونوع لم يسبق حدوثه في المنطقة، أيضا حققت المفاجأة ونجحت في خداع أحدث وسائل المخابرات، لذلك حفرت هذه الحرب مكانة بارزة في ذاكرة التاريخ العسكرى.



