ننشر تفاصيل «انتصار أكتوبر فى الوثائق الإسرائيلية» من كتاب إبراهيم البحراوي

تنشر "بوابة روز اليوسف" تفاصيل عن كتاب "انتصار اكتوبر فى الوثائق الاسرائيلية" للكاتب الراحل الدكتور ابراهيم البحراوي، والذي صدر عن المركز القومي للترجمة بوزارة الثقافة المصرية، والذي يعد دراسة مهمة ومرجع كبير إلى الكثير من الوثائق والمعلومات المتداولة فى الإعلام حول الهزيمة العسكرية والصدمة الإسرائيلية، ويكشف نجاح خطة الخداع الاستراتيجى المصرية.

كما يضم الكتاب معلومات مستندة إلى وثائق رسمية تجعل المعلومات حقائق نهائية، وتجعل الروايات تاريخًا موثقًا أمام الأجيال الجديدة غير قابل للنفى أو الإنكار من جانب المصادر الإسرائيلية، فان هذه الوثائق تدحض الادعاء الاسرائيلى حول نتيجة الحرب وتكشف أبعاد الهزيمة فى ميدان القتال أمام الجيش المصري وتظهر حقيقة الأمور.

وتحرص هذه الدراسة المؤكده بالوثائق على إعانة الباحثين العسكريين والسياسيين على كشف أسباب التناقض فى الروايات التي قدمها القادة الإسرائيليون فى مذكراتهم المتضاربة عن مسار الحرب وعن مسؤولية كل منهم عن الهزيمة، فان محتوى هذه الوثائق خاصة بما يتعلق بالدور الامريكى المباشر فى الحرب يكشف زيف المحاولات الإسرائيلية لانتحال الانتصار، وذلك عندما نتبين من نصوص الوثائق ان طريق القوات المصرية إلى داخل إسرائيل كان مفتوحا لولا تدخل الولايات المتحدة بالعتاد والرجال والسلاح المتقدم.

كما تطرح مادة الكتاب سؤالًا من شقين، الأول هو لماذا صممت السلطات الإسرائيلية على حجب أهم الوثائق لمدة أربعين عامًا، والثانى، لماذا تعمدت حذف بعض الكلمات أو الأسطر والفقرات من الوثائق التي نشرت، فنحن أمام مادة جديرة بالبحث المتعمق من جانب المثقفين والإعلاميين والباحثين فى الشؤون السياسية والعسكرية وشؤون المخابرات لكشف أبعاد الانتصار المصري وأعماق الهزيمة الإسرائيلية.

 

‎وأكد الدكتور ابراهيم البحراوي- أستاذ الدراسات العبرية بجامعة عين شمس، وصاحب فكرة هذا المشروع الوثائقي-فى مقدمة الكتاب، عن مدى الصعوبة التي واجهته للحصول على نصوص الوثائق، والتي نشرها أرشيف الجيش الاسرائيلى باللغة العبرية، وذلك لما تمثله تلك الوثائق من حقًا وطنيًا وتاريخيًا للأجيال الجديدة.

 

كما حجب الإسرائيليون هذه الوثائق لمدة أربعين عاما ليخفوا حقائق الانتصار المصري ويحفظوا معنوياتهم من الانهيار، ولم يكتفوا بذلك بل أنه عندما نشر أرشيف الجيش الإسرائيلى الوثائق على موقعة الإلكترونى قام فى الوقت نفسه بوضع عقبات فنية تحول دون الاطلاع عليها بسهولة بالنسبة للباحثين المصريين تحديدا، وتمكن فريق من خبراء المواقع الإلكترونية من التغلب على هذه العقبات، والوصول إلى الوثائق.

‎

يذكر أن الدكتور إبراهيم البحراوي، هو مؤسس المدرسة العلمية لدراسة المجتمع المعادى عن بعد عبر الأدب، وصاحب أول كتاب فى المكتبة العربية عن أدب الحرب الاسرائيلى عام 1972، وعضو الفريق الوطني لدراسة مفاهيم ومشاعر أسرى الحرب الإسرائيليين عام 1973، خدم بالقوات الجوية فى نفس العام كضابط مكلف برتبة مقدم، حائز على جوائز مصرية وعربية، منها جائزة الدولة التقديرية فى الآداب، جائزة الدولة للتفوق فى العلوم الاجتماعية، و جائزة التخطيط المستقبلى العربى من جامعة الدول العربية.

 

وكان الدكتور إبراهيم البحراوى، أحد أشهر أساتذة الدراسات الإسرائيلية، وقام بالتحقيق مع الأسرى الإسرائيليين فى الفترة ما بين 1967 و 1973، وأصدر دراسة فى اتجاهات ومشاعر أسرى الحرب الاسرائيليين من خلال المقابلات بالسجن الحربى المصري فى حرب 1967 وحرب 1973، كما أصدر دراسة تيارات الفكر الدينى والعلمانى المتصارعة فى المجتمع الاسرائيلى عبر الأدب العبرى المعاصر.

 

كما كان الراحل يشارك ويحاضر فى ندوات علمية تخصصية فى مركز بحوث الشرق الاوسط، وأكاديمية ناصر العسكرية العليا، ومركز الدراسات الاستراتيجية بالأهرام، والمركز العربي للدراسات الاستراتيجية بالقاهرة، وجامعة الدول العربية، ووزارة الخارجية المصرية، إلى أن توفى من عامين رحمه الله.