عاجل.. كواليس صراع أمريكا والصين خلف الأبواب المغلقة بقمة مجموعة العشرين "G20"
شهدت قمة مجموعة العشرين، التي تختتم أعمالها اليوم في نيودلهي، صراعًا تجاذبات سياسية ساخنة خلف الأبواب المغلقة، تظهر أن عصرًا جديدًا قد بدأت إرهاصاته بين الولايات المتحدة الأمريكية، الشهيرة بـ"الكاوبوي"، وجمهورية الصين الشعبية الملقبة بـ"التنين".
رصدتها صحيفة الفاينانشيال تايمز البريطانية
تفاصيل هذه التجاذبات السياسية في قمة مجموعة العشرين، رصدتها صحيفة الفاينانشيال تايمز البريطانية، وقالت الصحيفة "إن بكين قد أجهضت ما كانت تخطط له الولايات المتحدة الأمريكية لاستضافة قمة المجموعة للعام 2026 وتوليها رئاستها الدورية والنص على ذلك صراحة في البيان نيودلهي لقادة المجموعة".
وقالت الصحيفة البريطانية، إن هذا الأمر كان موضع حرب دبلوماسية جرت خلف الأبواب المغلقة على هامش القمة التي بدأت أمس السبت في نيودلهي وعبر عن عمق الخلافات بين الصين والولايات المتحدة.
وقالت الفايننشال تايمز، إن ممثلي الصين في القمة قد نجحوا في حذف الفقرة الخاصة بالرئاسة الأمريكية القادمة لقمة المجموعة في عام 2026 وهو ما كان في السابق "من قبيل المسلمات" وصاغه البيان بمسمى "التطلعات" فيما فشلت جهود المملكة المتحدة والدول الغربية في التصدي للتحرك الصيني المضاد.
فقد جاء في نص البيان المشترك الصادر عن القمة كحل بديل "أن قادة المجموعة يتطلعون إلى عقد اجتماع في البرازيل في العام القادم ثم في جنوب إفريقيا في العام 2025 وبعد ذلك في الولايات المتحدة عام 2026"، وهو ما خفف مستشار الأمن القومي الأمريكي من وطأته وقال إن البرازيل هي الرئيس القادم للمجموعة وان واشنطن تكفيها الإشارة في إعلان القادة في نيودلهي إلى استضافتها لقمة العشرين عام 2026"، وهو انتصار للدبلوماسية الأمريكية على خلاف ما تحاول إن تصوره الدبلوماسية الصينية بأنه مكسب لها حققته خلال القمة.
وقال دبلوماسيون غربيون – رفضوا التعريف بهم – للفانناشيال تايمز في نيودلهي انهم شاركوا في اللقاءات التشاورية الدبلوماسية التي دارت على هامش القمة خلال الأيام الماضية إن رئاسة المجموعة ستنتقل إلى البرازيل في العام القادم ومنها إلى أفريقيا في العام الذي يليه، لتبدأ بعد ذلك عجلة التناوب على رئاسة المجموعة دورانها.
وأشاروا في هذا الصدد إلى إن الولايات المتحدة سبق لها استضافة قمة العشرين في عام 2008 في إطار تناوب تمليه اعتبارات الجغرافيا السياسية وهي الاعتبارات التي تتخذ شكلا مغايرا اليوم نظرا لما أملته تطورات الصراع الروسي الأوكراني.
وفي المقابل نقلت الفاينانشيال تايمز عن مفاوضين صينيين في نيودلهي تأكيدهم على إصرار بكين على تعزيز تماسك مجموعة العشرين بعكس ما تدعيه القوى الغربية والمتحالفة مصالحها مع الولايات المتحدة.
وحول المسألة الأوكرانية قالت الفايناشيال تايمز، إن بيان قادة العشرين الصادر في نيودلهي جاء بلغة خالية من أية إدانات لروسيا مكتفيا بالإشارة بعبارة "الحرب في أوكرانيا” دونما التعرض لروسيا، واعتبرت الفاينانشيال تايمز إن التنسيق الروسي – الصيني الذي كان باديا في لجانه صياغة بيان نيودلهي قد عكس ما اعتبرته الصحيفة " انتفاء للإجماع الدولي داعم لكييف "بخلاف ما سعى ممثلو حلف شمال الأطلنطي والولايات المتحدة إليه، بل وعارضوا حتى مجرد الإشارة إلى تساوى كل من أوكرانيا وروسيا في "جريمة الحرب” الناشبة منذ فبراير 2022.
وقالت الفاينانشيال تايمز، إن الولايات المتحدة وحلفاءها في الناتو سعوا خلال العام الماضي لإقناع البلدان النامية على بإدانة روسيا ودعم أوكرانيا ونجحوا في أن يتضمن البيان الختامي الصادر عن مجموعة العشرين في قمتها للعام 2022 في بالي -إندونيسيا -عبارة " العدوان الروسي على أوكرانيا "، وهو "ما لم يتكرر في قمة نيودلهي 2023"، بحسب زعم الصحيفة البريطانية نتيجة الضغط والتنسيق الروسي الصيني.



