فرع ثقافة البحر الأحمر على صفيح ساخن.. وقصر ثقافة الغردقة يعانى الإهمال

تواصل "بوابة روزاليوسف" كشف الملفات المسكوت عنها بوزارة الثقافة، وبالتحديد بالهيئة العامة لقصور الثقافة وأقاليمها الثقافية الستة، التي تضم كل محافظات مصر، ورغم ذلك هي الهيئة الأكثر معاناة سواء في أغلب أقاليمها وفروعها وقصورها التي تصل إلى حوالي 600 موقع ثقافي بأقاليم وربوع مصر الثقافية.

ونستعرض في التحقيق التالي جانبًا من هذه الملفات والمخالفات الواضحة، لكن دون حل، ومنها ما يحدث في إقليم من الأقاليم الثقافية التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة بجنوب مصر وهو إقليم جنوب الصعيد الثقافي، الذي يضم محافظات قنا والأقصر وأسوان والبحر الأحمر، والذي يعاني في مجمله من سنوات متراكمة تضرب بفروعه الثقافية وأصبح لا يقدم نشاطا فعليا أو حقيقيا بلا نشاط ويعد حبرا على ورق، ويعاني بشكل خاص بفرع ثقافة البحر الأحمر، وهي المحافظة التي يقترض أن تكون الأكثر أهمية من وجود الثقافة المصرية والجماهيرية، لتكون بمثابة كتيبة قوى ناعمة، تقف جنبا إلى جنب القوات المسلحة بالدفاع عن حدود مصر الجنوبية.

ولكن تجد الآن عزيزي القارئ، للأسف الشديد أنه أصبحت هناك فجوة بين مديرية الثقافة بالبحر الأحمر وبين الجمهور بل والأدهى من ذلك وجود فجوة بين الفرع وقيادات المحافظة، وبين الإقليم الذي لم يتجه له رئيس الإقليم الحالي بالزيارة خلال توليه رئاسة الإقليم للوقوف على ما وصل إليه حال الفرع والقصر، وأصبحت مديرية الثقافة بمحافظة البحر الأحمر غير موجودة لتقوم بمهام وزارة الثقافة في التواجد بقوة أو بشكل كافٍ على خريطة الدفاع عن الهوية ومحاربة الفكر المتطرف الهدام، أو استيعاب طاقات الشباب وتصحيح المفاهيم لديهم واكتشاف المواهب الفنية والإبداعية في كل الفنون والثقافات البناءة، أو الحفاظ على التراث والفنون الجنوبية بالعديد من مدن الإقليم الغنية بالتراث والإبداع المتفرد في مصر والوطن العربي.

تاريخ القصر

كما يعود تاريخ إنشاء قصر ثقافة الغردقة إلى أكثر من 25 سنة، وهو قصر العاصمة الرئيسي، وعنوان وزارة الثقافة بالمحافظة، ولكن للأسف به العديد من الفجوات والإهمال والتجاوزات التي تزداد يومًا بعد يوم ومع تولي الحقيبة الثقافية للعديد من وزراء الثقافة ومحاولات البعض منهم الوقوف على جوانب هذا الإهمال والتردي في المكان وفي القيام بدور ثقافي تنويري مثلما تهدف الهيئة العامة لقصور الثقافة بقرار إنشاؤها إلى التنوير ورفع الوعي المعرفي لدى الجمهور، ولكن للأسف تبدل الحال وأصبح الفرع هدف القائمين عليه الصراعات والدخول في حروب مسؤولين غير مسؤولين عن الحفاظ على مقدرات الشعب من دافعي الضرائب للحصول على الخدمات الثقافية والفنية التي تساهم في بناء عقل الإنسان المصري.

وعلمنا أن قصر ثقافة الغردقة والفندق المرافق له دخل مرحلة الإحلال والتجديد منذ 2019، وأن القصر يقع على مساحة 9000 متر مربع، ويضم مسرحًا يسع 850 فردًا، ودارًا للسينما، وترجمة فورية بلغات مختلفة بأحدث الأجهزة، وكذلك يضم مكتبة عامة ومكتبة طفل ونادي تكنولوجيا ومعرض فنون تشكيلية وقاعة لتدريب الفرق الموسيقية والمسرحية ونادي للعلوم ونادي للأدب، وفندق سياحي مجهز بـ43 غرفة فندقية لاستضافة الأدباء والفرق الفنية، لكن غير مستغل أو يعمل على نشر الوعي الثقافي الفعلي لأبناء المدينة.

إهدار قصر ثقافة الغردقة

ونطرح من خلال التحقيق التالي العديد من الملاحظات والاستفسارات حول العديد من الوقائع موثقة بالصور والمعلومات توجهها لوزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلاني للتوجيه حول أسباب هذا الوضع المتردي بفرع ثقافة البحر الأحمر، وافتتح المسرح بقصر ثقافة الغردقة كل من المفكر الراحل الدكتور شاكر عبدالحميد، وزير الثقافة الاسبق، والشاعر الراحل سعد عبدالرحمن، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة الأسبق، "رحمهما الله"، ومن بعدها ظل يعمل فترة وجيزة وبعدها علمنا من مصادرنا أن قصر الثقافة والفندق الملحق بالقصر دخل مرحله إحلال وتجديد لأكثر من اربع سنوات، ولم يتم افتتاحه بشكل نهائي، وعلمنا أن الأثاث المكتبي بالقصر متراكم ومهمل بالكامل أعلى سطح مبنى قصر الثقافة بالغردقة!

زيارة النمنم

في حين أنه سبق ذلك زيارة من قبل الكاتب الصحفي حلمي النمنم وزير الثقافة الأسبق، وقام بجولة تفقدية يوم 5 مايو 2016، لقصر ثقافة الغردقة، على هامش زيارته لمدينة الغردقة وافتتاح المؤتمر السابع لاتحاد كتاب إفريقيا وآسيا، ووجه وزير الثقافة وقتها إلى المستشار القانوني للوزارة لبحث السُبل القانونية المتاحة لافتتاح الفندق التابع لقصر ثقافة الغردقة في الفترة المقبلة وتشغيله ليكون مقرًا لإقامة المشاركين في المؤتمرات الثقافية، فضلًا على فتح أبوابه أمام الجميع.

كما أكد وزير الثقافة وقتها أن قصر ثقافة الغردقة يعد منارة ثقافية لكل أبناء البحر الأحمر لما يضمه من قاعات للندوات والأنشطة، مضيفًا أنه بعد تفقده للقصر ومكتبتيه الكبرى والصغرى والمسرح، وقاعة الفنون التشكيلية، وجه بعمل الصيانة اللازمة لخشبة المسرح لكي يبدأ القصر في استضافة العروض الفنية لفرق دار الأوبرا والهيئة العامة لقصور الثقافة، وعن الفندق التابع للقصر، قال الوزير إنه ناقش تشغيله مع اللواء أحمد عبدالله محافظ البحر الأحمر السابق، ووعد المحافظ بتوفير ما يلزم لتشغيله كي يكون صرحًا جديدًا لمدينة الغردقة، ولكن للأسف لم يتم ذلك على أكمل وجه.

إهمال المبنى

وكما علمنا أن يد الإهمال تطال القصر حيث تتراكم وتتراص مقتنيات وأثاث القصر في الفناء طوال الشتاء وكتب النشر الإقليمي والتسويق، والأثاث بالكامل في المطر وتعرض للتلف، نتيجة الهواء وأشعة الشمس، بحجة أنه عند استلام المباني سوف تقوم الهيئة بفرش المباني بأثاث جديد وهذا الأثاث سوف يكهن، كما أن هناك العديد من الملاحظات التي يعلمها أغلب العاملين بفرع ثقافة البحر الأحمر والتي تشير إلى سوء إدارة مدير فرع الثقافة، حيث تم توصيل خدمة الإنترنت الخاص بالعمل للاستراحة الخاصة بمدير الفرع وأسرتها، التي يتم دفعها من المال العام المخصص للفرع، كما أن كل مبنى الفرع لا يوجد به وسائل تهوية من مراوح ولا تكييفات إلا الاستراحة الخاصة بمدير الفرع، وهو ما يشير إلى أنه تم استغلال الاستراحة الخاصة بالمخرجين والضيوف لمدير الفرع ولأسرتها وأحفادها، وكذلك تم فرش الاستراحة بأثاث الفندق وغلق الثلاث غرف لتصبح وحدة سكنية خاصة بالسيدة مديرة الفرع.

تكهين مقدرات الثقافة

عند نقل المكتبة العامة بالقصر ومع حرص مسؤولي المكتبة لجمع الكتب لم توفر الإدارة أي سبل نقل للحفاظ على الكتب بل تم نقلها بأجولة الدقيق الفارغة وملقاة على الأرض، وترك أثاث المكتبة بالفناء وسقوط الأمطار عليه أكثر من مرة، مع أنه يوجد قاعة فارغة كان من الممكن أن تدخل الاستاندات الخاصة بالكتب، ووضع الكتب عليها للحفاظ على مقتنيات المكتبة، وهذا إن دل فإنما يدل على عدم المسؤولية أو مراعاة الواجب الوظيفي، وهو ما بعد إهمالا وإهدارا للمال العام الواضح والصارخ الذي يجب التوجيه للتحقيق في هذه الأمور، كما تجد بالسور كتب النشر الإقليمي وكتب إدارة التسويق المفروض أنها تباع للجمهور.

كما نشير إلى العديد من الملاحظات حول أداء وملاحظات العمل الإداري الذي ينعكس بالسلب على العمل الثقافي للسيدة مدير عام فرع ثقافة البحر الأحمر، حيث قامت بتعيين مديرة لقصر ثقافة الغردقة بدون الرجوع للهيئة العامة لقصور الثقافة، رغم أن هذا الأمر من اختصاص رئيس الهيئة، حيث يتم الإعلان عن الوظيفة وإرسال لجنة من الهيئة للاختيار علما أنه يوجد قيادة أقدمية تعمل بالقصر ولم تستعن بها.

كما تم تعيين مدير مكتبة الطفل والشباب بسفاجا وكذلك مكتبة الطفل والشباب بالقصير دون الرجوع إلى الهيئة العامة لقصور الثقافة، وهذا من اختصاصات رئيس الهيئة بعد أن قامت مديرة الطفل والشباب بسفاجا، وكذلك مديرة الطفل والشباب بالقصير بالاعتذار عن المنصب لسوء المعاملة من المدير العام.

كما يتساءل البعض حول تكليف السائق الخاص بمدير الفرع لإدارة مكتبة الخالدين بسفاجا دون الرجوع للهيئة بعد تسوية المؤهل بشهر واحد، وليس له أي خبرة إدارية ولم يحصل على أي دورات تدريبية كما سلمته الاستراحة الخاصة بالهيئة بمدينة سفاجا

تردي الأداء الإداري

كما أن هناك العديد من الملاحظات والتساؤلات حول أسباب ما حدث مع السيد مدير قصر ثقافة أبو رماد في فترة غياب عن العمل استمرت لأكثر من أربعة أشهر، والموقع يغلق باستمرار والمدير والموظفون يتم منحهم جهودا ومكافآت شهرية والمدير العام للفرع على علم بذلك ورئيس القرية والنائب تم الاتصال بهم أكثر من مرة للشكوى من إغلاق الموقع.

كما أن المدير العام السابق منذ ترك منصبه كمدير عام لأكثر من 3 سنوات لم يحضر أكثر من عدة مرات، ويتم منحه جهودًا 200٪ شهريا ومكافأة كل ثلاثة شهور، بالإضافة إلى أن كل إداري أو فني في الفرع يتم التغطية عليه لارتباطه بعمل خارجي في مواعيد العمل بفرع الثقافة، أو يتم حضوره فترة مسائية، مع العلم أن الفرع لا يوجد به فترة مسائية، ولا يوجد عمل فني بالفرع بل العمل به إداري فقط.

كما أن القصر به عمل فني ولكن موظفي الفرع لم يحضروا باستمرار ومنهم من لم يحضر بالشهر، وإذا تم حضورهم فهي نصف ساعة فقط ويحضر موظف واحد ويوقع للجميع.

كما أن هناك حديثا حول نقل شقيقة المدير العام من أسوان لمدينة القصير بمكتبة الطفل والشباب وحضورها فترة مسائية ولم تلتزم بالمواعيد الرسمية حضورها ساعة يوميا وتكون بالجلوس على الشاطئ المجاور للمكتبة ويتم منحها جهودا ومكافآت اكثر من مديري المواقع.

كما أن رحلات الدمج الثقافي تنفذ من قبل الهيئة أكثر من مرة بالسنة، رحلات 9 أيام بالقاهرة، يتم إرسال أختها مشرفة في جميع الرحلات ومعها ابنتها وابن شقيقتها ومنحهن مصروف جيب خلال الرحلة للمشرفين والأطفال، علما بأنه يوجد تعليمات بعدم اصطحاب الأبناء للمشرفين ويوجد شكوى من أولياء أمور أرسلت الهيئة ولم يتم التحقيق فيها.

كما أن المدير العام ادعت أنها أخذت موافقة من السيد رئيس الهيئة للسكن بالاستراحة وأنه يتم خصم أجر سكن الاستراحة ولكن في المقابل استغلت الثلاث غرف لها هي وزوجها وأولادها علما بأن أولادها متزوجون، وهذه الاستراحات مخصصة للمخرجين أو الضيوف المغتربين بالهيئة، كما أنها ضغطت على الفني الوحيد في القصر لترك الاستراحة واضطر للنقل لمحافظة قنا.

كما استغلت الأثاث الخاص بالفندق الذي لم يستخدم ونقلت منه إلى الاستراحات الخاصة بها وسبق أن أرسلت لإدارة المسرح أنه لا يوجد لديها استراحة لإرسال مخرج للعمل بشريحة المسرح، وفعلا المخرج لم يسكن بالاستراحة ولم توفر له أي سكن ويسكن مع عضو من فريق المسرح بالغردقة.

كما أن هناك تساؤلا يوجه للعاملين وبالأخص فترة المساء بالقصر، وكذلك مراجعة المكافأة والجهود للسنوات السابقة حيث يتم اكتشاف ظلم في التوزيع وتميز شقيقاتها والمقربين لها ومراجعة أثاث الفندق ومشاهدة بعض الأثاث الجديد بالاستراحة الخاصة بها، كما أن سيارة الفرع يتم قيادتها من أي موظف موجود بدون أمر شغل أو موافقة من السلطة المختصة بعد أن سلمها السائق واستلامه إدارة مكتبة، كما أن مستلم السيارة يحب أن يكون حاصلا على رخصة درجة أولى، ولكن يتم تسليمها لأخصائي ثقافي وليس سائقا ويحمل رخصة خاصة.

كما نوجه من خلال الرصد لما بحدث بالفرع بالمتابعة من قبل الهيئة العامة لقصور الثقافة والقيام بمراجعة كشوف المكافآت والجهود لأن هناك ملاحظات حول التوزيع حسب الأهواء الشخصية، وأقارب المدير العام، وتوجيه بأكبر المكافأة وهناك عاملون لم يتقاضوا شهورا حتى العاملين الذين لا يحضروا ويتم التوقيع لهم يتقاضون مكافأة وجهودا.

كما أن إدارة القصر، وبعلم المدير العام، لم تتواجد للإشراف على فترة الموظفين المسائية، وتم وضع دفاتر الحضور والانصراف على بوابة الأمن، في حين انه يتم الاستئذان واخذ الاجازات من حارس الامن لعدم وجود مسؤول دفتر وعدم وجود إدارة واعية مع العلم أنه أمن منشآت وليس أمن أفراد، وهو ما يعد مخالفة في محررات رسمية والتلاعب بها يمثل إهدارا للمال العام.