عاجل
السبت 28 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
موضة التكفير

موضة التكفير

هذا العنوان يحمل ما يحمله من التساؤلات التي قد يثيرها المرء علانية أو يضمرها في نفسه خشية أن يواجه تارة بالصد وتارات أخرى بالترهيب المادي والمعنى.



يقول تعالى: (ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك)، ويقول (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين)، وأيضا (فبما رحمة من الله لنت لهم) تلك هي دعوة الإسلام. 

 

السلام، الرحمة، المودة، الإخاء، المساواة، العدالة، الحب ونبذ الكراهية.

فعل الخيرات وطرح المنكرات، طرح العصبية والعنصرية البغيضة.

 

ديننا دين السماحة، دين الحب، ديننا دين الحرية المسؤولة. يقول تعالى: (لا إكراه في الدين)، (أفانت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين).

 

فالدين لله والوطن للجميع.

 

وأحاديث النبي واضحة وصريحة، ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم، من آذى ذميا أو معاهدا فأنا خصمه أمام الله يوم القيامة.

 

والسؤال: هل كل من حفظ آية من القرآن الكريم أو حفظ حديثا يكون لديه القدرة على التبليغ. المسألة جد مهمة لماذا مهمة وخطيرة؟

 

لأن هناك ضوابط شرعية إذا لم يلتزم بها الداعية، تكون عواقبها وخيمة على الداعي والدعوة كالذي يقول لا تقربوا الصلاة وهو لا يعلم فحوى وتفسير الآية أو كالذي يتهم عمرو أو زيد بالكفر لأنه مثلا صافح امرأة أجنبية، أو دخل الخلاء ناسيا بقدمه اليمنى أو لم يطلق لحيته أو مثلا نسي أن يرد عليه السلام يزجر زجرا عنيفا.

 

هذا الزجر قد يقوده إلى طريق التيه والضلال فبدلا من أن يكون تاركا تركا جزئيا يترك بالكلية، تخيلوا أني ذات يوم ألقيت السلام على أخ ملتح فلم يرد على السلام لأنني لست ملتحيا، طبعا لا أعمم الأحكام أو أصدرها على عواهنها فلي الكثير من الأصدقاء ملتحون، ومستنيرون ومتفتحون.

 

(أي تشدد هذا) ألا يعلم هؤلاء أن من شدد شدد الله عليه ومن يسر يسر الله له.

 

 لماذا يكفر بعضنا بعض، ورحمة الله وسعت كل شيء. 

العالم من حولنا يتقدم ودعوة الإسلام دعوة تقدم وعلم وحضارة ومدنية. 

 

ألم يرفض النبي ﷺ صنيع أحد الصحابة وما فعله مع الرجل الذي أسلم والسيف على رقبته ونطق الشهادة فقتله. فقال له النبي وهل شققت عن قلبه.

 

نحن لا نقول إلا الحق ولا نقف إلا مع الحق ونكون مع الحق حيث كان ولن نقول إلا ما يرضي ربنا. فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله. إن الله بصير بالعباد. 

 

فينبغي علينا أن نذكر بهدي النبي- ﷺ- وبمآثره وخصاله الحسنة، ونذكر بسنته، وباعتداله وبوسطيته وبوسطية دعوته ورسالته التي أرسله بها الله لنشر المحبة والسلام بين الجميع.

 

فلا داعي للتطرف في الأفكار، لا داعي للتشدد، فالمعصوم في حديثه قالها منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام الدين يسر، ويسروا ولا تعسروا.

 

بل الواجب علينا الاقتداء بسنته وبهديه الناصح الأمين، حتى نعود سيرتنا الأولى.

 

فيا أهل التطرف لا تقنطوا الناس من الدين، وألزموا حدودكم، ولا تغالوا، ولا تتصدروا للإفتاء بغير علم ولا هدى ولا فقه ولا كتاب منير، بل اتركوا الأمر لأهله الذين بقروا وتبحروا في العلوم الشرعية، اتركوا المسألة لأهل الفتوى، لدار الإفتاء حفظها الله، لمشيخة الأزهر الزاهر حفظ الله قاماته، ولا تنصبوا أنفسكم قضاة وجلادين في آن واحد، فإذا وكل الأمر إلى غير أهله فانتظروا الساعة.

 

ونريد أن نحبب الناس في الدين لا نقنطهم ونسد باب العفو والمغفرة أمامهم.

 

فالله الله الله في كل من يقنط عباد من رحمة الله التي وسعت كل شيء.

 

الله الله الله، في كل من يكفر عبدا من عباد الله شهد للإله بالوحدانية ولنبيه بالرسالة ومات على ذلك.

 

أستاذ الفلسفة الإسلامية – آداب حلوان

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز