وزيرة الهجرة تبحث مع نظيرها البريطاني سبل تعزيز التعاون الثنائي
بوابة روزاليوسف
أكدت وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج سها جندي، أهمية فتح آفاق تعاون أعمق وأوسع مع بريطانيا، لافتة إلى العلاقات التاريخية فيما بين الشعبين المصري والبريطاني، ووجود جالية مصرية كبيرة في إنجلترا وكذلك جالية بريطانية مهمة في مصر.
جاء ذلك خلال لقاء وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، مع وزير الدولة للهجرة البريطاني روبرت جينريك والوفد المرافق له؛ لبحث سبل تعزيز التعاون الثنائي في الملفات ذات الصلة، بحضور السفير البريطاني بالقاهرة جاريث بايلي، ومساعد وزيرة الهجرة لشؤون مكتب الوزير والتطوير المؤسسي الدكتور صابر سليمان.
واستعرضت الوزيرة، خلال اللقاء، جهود وزارة الهجرة في رعاية المصريين بالخارج بمختلف دول العالم، مؤكدة حرصها دوما على التواصل مع المصريين بالخارج؛ للتعرف عليهم وعلى احتياجاتهم ورغباتهم والعمل على تلبيتها وفقا لاستراتيجية عمل الوزارة، والتي تولي أهمية كبيرة لملف التواصل مع المصريين بالخارج، بالإضافة إلى التواصل وربط شباب المصريين بالخارج بوطنهم من خلال برامج زيارات أبناء الجيلين الثاني والثالث إلى مصر؛ لتنمية روح الولاء والانتماء وتعريفهم بكل الحقائق والتحديات التي تمر بها الدولة المصرية، وأيضا منتدى لوجوس، فضلًا عن المبادرة الرئاسية "اتكلم عربي" للحفاظ على الهوية الوطنية والثقافية المصرية لدى أبنائنا.
كما أكدت أن المصريين على مستوى العالم أولوية قصوى بالنسبة للدولة المصرية، ومنذ عودة وزارة الهجرة وهي تعمل لتنفيذ وتفعيل كافة أوجه الرعاية لهم وتلبية احتياجاتهم.
وتحدثت عما تم منذ بدء الاضطرابات في دولة السودان الشقيق وكذلك في روسيا وأوكرانيا، بجانب التواصل مع ممثلي مركز وزارة الهجرة لحوار شباب المصريين بالخارج "ميدسي"، فضلًا عن مخرجات النسخة الرابعة من مؤتمر المصريين بالخارج، والذي شهد حضورًا كبيرًا لنحو ألف مصري من 56 دولة حول العالم.
وتناولت وزيرة الهجرة مختلف المحفزات المقدمة للمصريين بالخارج، ودور الدولة في تشجيعهم على الاستثمار في مصر، وإطلاق خارطة الاستثمار الصناعي، للتعريف بمختلف الفرص المتاحة، قائلة إننا نسعى بكل طاقتنا لوضع مصر في مكانة أفضل تليق بتاريخنا وحضارتنا، والاستفادة من موقعها الجغرافي ووفرة اليد العاملة، واعتبارها سوقًا جاذبًا للاستثمارات، مرحبة بالتعاون مع الجانب البريطاني فيما يتعلق بالتدريب المهني، وتوفير فرص العمل الآمنة لمكافحة الهجرة غير الشرعية. وأضافت أن مصر تحتفي أيضا بالجاليات التي كانت تعيش على أرضها، حيث نظمت وزارة الهجرة المبادرة الرئاسية "إحياء الجذور – نوستوس" مع الجانبين اليوناني والقبرصي، للاحتفاء بالجاليتين اليونانية والقبرصية وأيضًا تم تنظيم فعالية مع الجالية الأرمينية.
وفي مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية.. شددت الوزيرة على أن المبادرة الرئاسية "مراكب النجاة" تمثل أهم الملفات التي تعمل عليها وزارة الهجرة، للتوعية بمخاطر ظاهرة الهجرة غير الشرعية، ويتم البناء على ما يخدم شبابنا بالقرى المصدرة للهجرة غير الشرعية، وكذلك تطوير برامج التوعية والتثقيف التي يتم تنفيذها، وتوفير تدريب مهني لهم في إطار المبادرتين الرئاسيتين "حياة كريمة" و"مراكب النجاة".
وتناولت الوزيرة التجربة الناجحة للتعاون القائم مع الجانب الألماني، فيما يخص المركز المصري الألماني للوظائف والهجرة وإعادة الإدماج وبرنامج (THAMM)، حيث تم التعاون مع الجانب الألماني - ممثلا في الوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ) - وذلك بربط التدريب بسوق العمل وتوظيف وتشغيل المصريين بالمهن التي تحتاج لها ألمانيا، حيث يعد المركز هو الأول من نوعه في مصر الذي وفر فرصاً للشباب للتدريب والتوظيف في ألمانيا.
ولفتت في هذا الصدد إلى أنه يتم العمل على توسعته وإنشاء مراكز أخرى مماثلة مع عدد آخر من الدول الصديقة الراغبة في الاستفادة من العمالة والخبرات المصرية لسد الفجوات المهنية في مجتمعاتها، مع تبني استراتيجية تأهيل وتثقيف الشباب بسمات المجتمعات المستقبلة للعمالة وثقافته وتعليم الشباب اللغة قبل السفر.
كما استعرضت الوزيرة عددا من المجالات التي يمكن التنسيق والتعاون بها، وتضمنت ملف تبادل الخبراء في قطاع التعليم الجامعي، وكذلك قطاعي الطب والتمريض في الجامعات والمستشفيات، بجانب مناقشة تعزيز سبل التعاون في مجالات الشركات الناشئة والاستثمار الزراعي والطاقة النظيفة والمتجددة، وتنشيط السياحة والحفاظ على التراث لاجتذاب السياح المحليين والأجانب.
ونوهت وزيرة الهجرة بالحرص على استراتيجية التعاون مع مختلف الأطراف لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتلبية احتياجات مختلف الأسواق العالمية لطلب العمالة المؤهلة. من جانبه.. وصف وزير الدولة للهجرة البريطاني، هذا اللقاء بـ "المثمر"؛ لتعزيز التعاون المشترك، مشيرًا إلى رغبة بلاده في تبادل الخبرات والتجارب المصرية في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية ورعاية المهاجرين، مشيدًا بدور الجالية المصرية في بريطانيا في خدمة المجتمع والاستفادة من خبراتها لدعم خطط التنمية.
وأشار الوزير البريطاني إلى متابعته الجهود المبذولة في التواصل ودعم الجاليات المصرية في السودان وروسيا وأوكرانيا، مثمنا التحرك السريع الذي قامت به وزارة الهجرة للتواصل والاطمئنان عليهم في ظل تلك الأوضاع غير المستقرة، معربًا عن استعداد بلاده للتعاون مع الجانب المصري في الملفات المشتركة.
وأكد الجانبان، في ختام اللقاء، أهمية استمرار التنسيق والتعاون بهدف تعزيز العلاقات الثنائية وتحقيق المنفعة المتبادلة، وأيضا تعزيز التعاون مع الجانب البريطاني بصدد قطاعات التبادل الثقافي والابتكار والتنمية المستدامة والتغير المناخي والصناعات الخضراء.
وشددا على أهمية تبادل الخبراء في المجال العلمي ومجال التعليم الجامعي بما يتناسب مع احتياجات البلدين، كما أعربا عن تفاؤلهما تجاه مستقبل الشراكة بين مصر وبريطانيا خلال المرحلة المقبلة، وبشكل خاص في مكافحة الهجرات غير الشرعية، ومواجهة أي ترويج لها من قبل جماعات الجريمة المنظمة على مواقع التواصل الاجتماعي.