محسن حشاد
هل تعلمون من نحن؟
نحن جيل المشي إلى المدرسة ذهابًا وإيابًا طوال أيام السنة الدراسية (٩) شهور!
جيل امتحان بالمنهج كاااااملاً من الجلدة إلى الجلدة، لا ملازم ولا مدرس خصوصي ولا خيارات
جيل "اكتب القطعة ١٠ مرات".. وحل المسائل على السبورة امام الطلبة..
جيل النشرات الحائطية والنشاط الإذاعي والمسرحي والرياضي والمسابقات الثقافية
نحن جيل لم ينهار نفسيًا من عصا المعلم.. ولم يتأزم عاطفيًا من ظروف العائلة..
ولم تتعلق قلوبنا بغير أمهاتنا.. ولم نبك خلف مربيات عند السفر..
نحن جيل لم ندخل مدارسنا بهواتفنا النقالة.. ولم نشك من كثافة المناهج الدراسية.. ولا حجم الحقائب المدرسية.. ولا كثرة الواجبات المنزلية
نحن جيل لم يستذكر لنا أولياء أمورنا دروسنا ولم يعلمنا أب أو أم أو أخ.. ولم يكتبوا لنا واجباتنا المدرسية..
وكنا ننجح بلا دروس تقوية.. وبلا وعود دافعة للتفوق والنجاح.
نحن جيل لم نرقص على أغاني السخف..
وكنا نُقبل المصحف عند فتحه وعند غلقه.
نحن جيل كنا نلاحق بعضنا في الطرقات القديمة بأمان..
ولم نخش مفاجآت الطريق.. ولم يعترض طريقنا لص ولا مجرم ولا خائن وطن.
نحن جيل كنا ننام عند انطفاء الكهرباء في فناء المنازل.. ونتحدث كثيرًا.. ونتسامر كثيرًا.. ونضحك كثيرًا.. وننظر إلى السماء بفرح.. ونعد النجوم نجمة نجمة حتى نغفو..
نحن جيل كنا نحرك كفوفنا للطائرة بفرح.. ونُحيي الشرطي بهيبة.
نحن جيل تربينا على المحبة والتسامح والصفح.. نبيت وننسى زلات وهفوات بعض
نحن جيل كان للوالدين في داخلنا هيبة.. وللمعلم هيبة.. وللعِشرة هيبة.. وكنا نحترم سابع جار.. ونتقاسم مع الصديق المصروف والأسرار واللقمة..
إهداء لمن عاش تلك اللحظات الجميلة.
كاتب صحفي وأحد شيوخ مهنة الصحافة في رسالة لأبناء جيله