

محمد رجب
مازالت أمريكا تتغنى بطرابلس في أناشيد البحرية الأمريكية
القصة تعود الى عام 1801م، حين كانت الحرب بين الولايات المتحدة والدولة العثمانية.
حيث وقعت الحرب سنة 1801 واستمرت حتى عام 1804 وهي أول حرب تخوضها امريكا خارج حدودها حين رفض الأمريكيون دفع الجزية للحاكم العثماني يوسف باشا القرمانلي نظير دخول الأسطول الأمريكي الى البحر المتوسط ..
وأدى ذلك إلى غضب الوالي، الذي امر بتكسير سارية العلم الأمريكي في السفارة الامريكية في طرابلس (عاصمة ليبيا) واهانة السفير الأمريكي وطرده شر طردة.
فأرسل الرئيس الامريكي جيفرسون الاسطول الامريكي لتأديب والي طرابلس يوسف قرمانلي على إهانته لأمريكا.
بدأت الحرب البحرية لكنها سرعان ما انتهت بكارثة على امريكا، حيث تمت محاصرة الاسطول الأمريكي واسر اكبر سفنها، وهي السفينة فيلادلفيا واستسلام اكثر من 301 بحار على متنها.
وحين عجزت امريكا عن استعادتها ارسلت جواسيس واحرقوها.
الا ان الامريكيين لم يستسلموا فعمدوا الى بث الخلافات بين والي طرابلس الغرب وشقيقه احمد باشا القرمانلي في مصر وتم رشوته بالمال والنساء الجميلات (اللاتي احضرن خصيصا له من امريكا) من اجل ان يتحالف معهم ضد والي طرابلس الغرب وتغيير نظام حكمه ووعدوه بالسلطة على طرابلس (عاصمة ليبيا حاليا).
وجهز الأمريكيون جيشًا ضخمًا لغزوا مدينة درنة (شرق ليبيا) والثأر من الهزيمة الاولى.
لكن سرعان ما استنجد والي طرابلس بقوات من المغرب والجزائر وتونس والدولة العثمانية. وانتهت المعركة بهزيمة شنيعة اخرى للأمريكيين وللجيش الامريكي، حيث قتل في يوم واحد قرابة 1800 وأسر 700 وحوصر الباقي.
وادت هذه الهزيمة بالمحصلة الى توقيع امريكا اتفاقية مذلة لها مع ولاة طرابلس وتونس والجزائر والمغرب.. تدفع بموجبها امريكا تعويضا للدول الاسلامية عن كل جندي قتل، وتدفع ايضا الجزية مُضَاعَفَة عن السابق، والاعتذار للدول الاسلامية الثلاث.
وحتى اليوم في نشيد البحرية الامريكية الذي لم يتغير منذ ذلك الوقت يقول مطلعه:
(من قاعات مونتيزوما إلى شواطئ طرابلس نحن نحارب معارك بلادنا في الجو والأرض والبحر).
هذه القصة قد توضح لنا مدى جهلنا بالتاريخ القديم، خاصة الإسلامي منه، والذي تعمد أعدارنا اخفاءه او تشويهه.
كما يوضح لنا المحرك الرئيسي للسياسات الأمريكية في المنطقة والتي تعتمد في الأصل على اخذ الثأر من المسلمين العرب.