عاجل
الإثنين 11 ديسمبر 2023
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
ألمانيا والرفق بالحيوان .. ومصر بلد الإنسانية!

همس الكلمات ..

ألمانيا والرفق بالحيوان .. ومصر بلد الإنسانية!

عندما يقرأ البعض قرار الحكومة الألمانية، بحظر تصدير المواشي إلى مصر بسبب انتهاك حقوق الحيوان، يعتقد خطأ، أن بلادنا هي التي تنتهك حقوق تلك الماشية.



لكن في الواقع ألمانيا اتخذت هذا القرار، نتيجة نقل عشرات الآلاف من الماشية من ألمانيا إلى دول الاتحاد الأوروبي وإلى دول ثالثة بعيدة مثل الجزائر أو المغرب أو مصر، وخلال عمليات النقل، تعاني تلك الحيوانات من الحرارة أو البرد والعطش والجوع والإصابات والتوتر والخوف لأيام إلى أسابيع، ولا تتم مراعاة الفواصل المحددة، ما يعرضها للتعذيب خلال عمليات النقل.

 

كما أن القرار الألماني، جاء وفقًا لمطالب منظمات حقوق الحيوان الألمانية بمنع تصديرها لمجموعة من الدول، البعيدة عن ألمانيا ومنها مصر.

 

وقامت 8 منظمات لحماية الحيوان ومنها المؤسسة العالمية لرعاية الحيوان، بتقديم طلب لوزير الزراعة الألماني جيم أوزدمير، بحظر عمليات النقل التي وصفتها بـ"النقل الوحشي" للحيوانات الحية من ألمانيا إلى دول أخرى خارج الاتحاد الأوروبي، وإصدار قرار قانوني بمنع ذلك.

 

وبالفعل كانت هناك استجابة فعلية وعملية لمطالب تلك المنظمات، وصدر قرار وزارة الزراعة الفيدرالية الألمانية، بسحب الشهادات البيطرية الألمانية الخاصة بتصدير الماشية الحية والأغنام والماعز للتربية من ألمانيا إلى دول خارج الاتحاد الأوروبي.

 

وعلى ذلك، لم يقصد بالقرار الألماني، مصر فقط ولكن الدول البعيدة المسافة، ما يستغرق نقل الماشية فترات طويلة خارج البيئة التي تربت فيها.

 

وفي الواقع جاء القرار الألماني والرحمة بالحيوان، ليجعلني أفكر كثيرا وأتساءل، من الذي أولى بالرفق بالحيوان دولة أجنبية مثل ألمانيا، أم بلد الإنسانية مصر، والسبب في التساؤل، واقعة يرتعد لها الجسد من القشعريرة، وهي تسمم القطط في نادي الجزيرة!

 

والمشكلة ليس في التخلص من القطط بطردها بأي طريقة إنسانية خارج أسوار النادي ومنع دخولها، ولكن اللجوء إلى القتل وبطريقة بشعة هي: الموت بالسم، وهو من أكثر طرق الموت ألما على الحيوان، لما يعانيه الحيوان من عذاب حقيقي وشديد حتى تفيض روحه إلى بارئها، ما يعني الموت بوحشية وعدم مراعاة الرحمة، وبالتالي عدم اتباع أسس القتل الرحيم للحيوانات، الذي له أصول وقواعد والعديد من الأكواد العالمية المتعارف عليها.

 

وكيف تكون تلك الواقعة وغيرها، وهناك أفراد داخل المجتمع تنسى أو تتناسى أن مسألة الرفق بالحيوان تعتبر صفة من الصفات العظيمة التي يتسم بها الإنسان، كما تعتبر مظهرا من مظاهر الرحمة والإحسان، وأن الأديان السماوية كافة أوصت بمسألة الرفق بالحيوان.

 

وأيضًا كيف يتم ذلك، في بلدنا، الذي عرف الرفق بالحيوان منذ حوالي 130 سنة، عبر جمعية الرفق بالحيوان بالقاهرة والجمعية العامة للرفق بالحيوان وما زالت تعمل حتى الآن، ولكن تحتاج إلى المزيد من الاهتمام لتعود إلى سابق عهدها من خدمات للحيوان، حيث  تأسست هذه الجمعية منذ عام 1895 برئاسة الخديو توفيق، ومعه كبار رجال مصر وتعتبر تلك الجمعية ثالث جمعية للرفق بالحيوان على مستوى العالم، وأقدم جمعية للرفق بالحيوان في إفريقيا والشرق الأوسط، وكان إشراف الدولة عليها دائم، وتقدم الجمعية  جميع خدمات الرفق ورعاية وعلاج وإيواء واستضافة جميع أنواع الحيوانات بالمجان بجميع أنحاء الدولة كجمعية خيرية.

 

أولستم تتفقون معي، أن ألمانيا التي ضحت بمصدر تصديري يعود عليها بدخل كبير، لمجرد الرفق بالحيوانات المنقولة من بلد لآخر، فنحن بلدنا أولى بالإنسانية وحماية الحيوان، والحاجة إلى تفعيل قوانين تجريم قتل الحيوانات وتطبيق العقوبات الصارمة للتعذيب والقتل للحيوانات سواء بالحبس أو عقوبات أشد من ذلك، فالرحمة بالحيوان جزء أصيل من إنسانيتنا، ونحن بلد الإنسانية وستظل ذلك على الدوام!

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز