عاجل
الخميس 23 يناير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

انقسام عالمى حول مصداقية وتأثير الذكاء الاصطناعى على مستقبل الصحافة

الذكاء الاصطناعى
الذكاء الاصطناعى

-  صحيفة "بيلد" الألمانية تخفض العمالة استعدادا لعصر رقمى جديد .. وانقسام عالمى حول مصداقيته وتأثيره على المهنة



 

يشهد العالم ما يسمى غزو الذكاء الاصطناعى لأغلب المهن التي دأبت الاعتماد على العنصر البشرى، وتمكنت شركات كثيرة حول العالم من تقليل الاعتماد على العنصر البشرى تقليلاً للتكلفة، معتمدة فى ذلك على الروبوتات الذكية، ولعل شركات التسوق أونلاين مثل أمازون أبرز مثال على ذلك، لكن المفارقة التي حيرت العالم هو دخول الذكاء الصناعي مجال الإبداع البشرى، مثل كتابة القصة والرواية والخبر الصحفى وجميع فنون العمل الصحفى، الذي اعتمد طوال تاريخه على الإبداعات والموهبة البشرية، ولهذا السبب تحديداً انقسم العالم حول أهمية الذكاء الصناعي، خاصة أن البشر لا يستطيعون العيش فى سلام وأمن دون هذا الإبداع البشرى الذي يعتمد بالأساس على الضمير، فهل ينجح العالم فى الانتصار للبشر، أم سيهزم الذكاء الاصطناعى البشر؟  

 

من جانبها كشفت صحيفة الجارديان البريطانية، من خلال جولة بالمواقع الإلكترونية قام بها محررها ماثيو كانتور، أن العديد من المواقع الإلكترونية يستعين بالذكاء الاصطناعى فى كتابة وتحرير الأخبار والمحادثات خاصة فى مجال الإعلانات التي تشمل فى الكثير من الأوقات حقائق مزيفة لايمكن الاعتماد عليها.

 

ويذكر ماثيو كانتور، أن العديد من المواقع الإلكترونية التي تنشر مقالات تم إنشاؤها بواسطة برامج الذكاء الاصطناعي (AI) غالبًا ما تحتوي هذه المواقع على معلومات مضللة أو خاطئة وهي مصممة بشكل أساسي لتوليد إيرادات من خلال الإعلانات. ويمكن أحيانًا تحديد المقالات التي تنتجها برامج الذكاء الاصطناعي من خلال اللغة المتكررة أو أسلوب الكتابة اللطيف، أو رسائل الخطأ التي تشير إلى مشاركة الذكاء الاصطناعي.

 

كما يمكن أن تكون المعلومات الخاطئة المنشورة على هذه المواقع التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي بمثابة أساس لمحتوى الذكاء الاصطناعي في المستقبل، مما يؤدي إلى حلقة من الأخبار المزيفة.

 

ويعد التأثير المحتمل للمحتوى الذي تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي على انتشار المعلومات المضللة مصدر قلق متزايد وتغطى هذه المواقع مجموعة من الموضوعات، من المعرفة العامة إلى أخبار المشاهير ومراجعات المنتجات. وفي حين أن بعض المقالات قد تحتوي على معلومات دقيقة، فإن البعض الآخر يتضمن أخطاء أو حذف أو صياغة غريبة.

 

وتجدر الإشارة إلى أن المحتوى الذي يتم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي ليس من السهل دائمًا اكتشافه، خاصة مع استمرار تقدم تقنية الذكاء الاصطناعي. ونظرًا لأن أنظمة الذكاء الاصطناعي أصبحت أكثر تعقيدًا، فقد تنتج مقالات يصعب تمييزها بشكل متزايد عن تلك التي كتبها البشر. وهذا يطرح تحديات للقراء ويثير تساؤلات حول مصداقية المعلومات عبر الإنترنت.

 

وبشكل عام، هناك حاجة إلى التفكير النقدي والتقييم الدقيق للمصادر في العصر الرقمي، حيث يصبح الخط الفاصل بين المحتوى الذي يتم إنشاؤه بواسطة الإنسان والمحتوى الذي يتم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي غير واضح بشكل متزايد.

 

بينما تري جريدة المحادثه THE CONVERSATION  أن  الذكاء الاصطناعي يجعل الصحافة أكثر أهمية.

 

 ويظهر الذكاء الاصطناعي (AI) كأداة قوية لتشكيل الواقع، حيث يشير مقطع من مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست لمناقشة كيف تجوب تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الإنترنت للتعرف على العالم. وعلى وجه التحديد مجموعة بيانات C4 من Google، والتي تستخدم مواقع ويب مختلفة لجمع "الحقائق" لتدريب الذكاء الاصطناعي. أن بعض المواقع المدرجة في أفضل 200 مصدر اعتبرت غير جديرة بالثقة أو مسيئة. وعلى سبيل المثال، حصل موقع RT.com، وهو موقع دعائي روسي تدعمه الدولة، على درجة منخفضة من حيث الجدارة بالثقة، ما يثير مخاوف بشأن موثوقية ومصداقية المعلومات المستخدمة لتدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي. 

 

ويشير المقطع إلى أن الذكاء الاصطناعي، بقدرته على معالجة كميات هائلة من البيانات، يمكن أن يديم التحيزات أو ينشر معلومات مضللة أو يضخم الدعاية الحالية. ويؤكد على الحاجة إلى دراسة وتقييم دقيق للمصادر والبيانات المستخدمة في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي لضمان الدقة والمصداقية والمعايير الأخلاقية.

بشكل عام، يسلط المقطع الضوء على التأثير المتزايد للقوى المتلاعبة في المجتمع، والتي تفاقمت بسبب عصر وسائل التواصل الاجتماعي وظهور الذكاء الاصطناعي. ويؤكد على أهمية الشفافية والمساءلة والممارسات المسؤولة في تشكيل واقعنا الرقمي والحماية من الآثار السلبية لهذه التقنيات.

 

ومصطلح الذكاء الاصطناعي (AI) هو مصطلح شامل إلى حد ما ويشير إلى الاحتمالات المختلفة التي توفرها التطورات التكنولوجية الحديثة، من التعلم الآلي إلى معالجة اللغة الطبيعية، ويمكن للمؤسسات الإخبارية استخدام الذكاء الاصطناعي لأتمتة عدد كبير من المهام التي تشكل سلسلة الإنتاج الصحفي، بما في ذلك الكشف عن البيانات واستخراجها والتحقق منها، وإنتاج القصص والرسومات، والنشر (مع الفرز والاختيار وتحديد الأولويات) ووضع علامات على المقالات تلقائيًا.

 

وتوفر هذه الأنظمة مزايا عديدة: السرعة في تنفيذ الإجراءات المعقدة بناءً على كميات كبيرة من البيانات ؛ دعم الروتين الصحفي من خلال التنبيهات بشأن الأحداث وتوفير مسودات النصوص لتستكمل بالمعلومات السياقية ؛ توسيع التغطية الإعلامية إلى المناطق التي لم تكن مغطاة في السابق أو لم تتم تغطيتها جيدًا (نتائج المباريات بين الأندية الرياضية "الصغيرة" ، على سبيل المثال) ؛ تحسين التغطية الإخبارية في الوقت الفعلي ؛ تقوية روابط وسيلة الإعلام بجماهيرها من خلال تزويدهم بسياق شخصي وفقًا لموقعهم.

 

إن ظهور الذكاء الاصطناعي القوي سيكون أفضل أو أسوأ شيء يحدث للبشرية على الإطلاق. هكذا علق البروفيسور ستيفن هوكينج عام 2016، بينما تخطط صحيفة التابلويد الألمانية بيلد لإلغاء مئات الوظائف مع تقليص عملياتها الإقليمية هذا العام - وتكثيف استخدامها للذكاء الاصطناعي استعدادًا لمستقبل رقمي فقط.

 

وبدأت شركة Reach، مالكة صحيفتي Daily Mirror و Daily Express في المملكة المتحدة في نشر مقالات بمساعدة برنامج الذكاء الاصطناعي على أحد مواقعها الإلكترونية الإقليمية، وتسعى جاهدة لخفض التكاليف وسط تراجع عائدات الإعلانات.

 

وتم بالفعل نشر ثلاث قصص مكتوبة بمساعدة أدوات التعلم الآلي على موقع InYourArea.co.uk، والذي ينتج خلاصات لما يجري في مكان قريب، و هي عبارة عن قائمة تضم معلومات حول الأماكن والأنشطة المتاحة في مدينة المنتجعات الويلزية المشمسة.

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز