
زينب محمد عبدالرحيم تكتب: "سنة مصرية فرعونية مجيدة 6265"

برع المصري القديم منذ آلاف السنين في علوم الفلك ورصد الظواهر الكونية بمنتهي الدقة وذلك لاعتماده على مقاييس ومعايير علمية وحساباتٍ دقيقة استطاع من خلالها وضع أول تقويم نجمي، وذلك لأن التقويم المصري (القبطي) يعتمد على ظهور نجمة سوبدت أو كما يُطلق عليها العرب النجم الشعري اليماني وكان الشعب المصري قديمًا يُقدس لحظة ظهور نجمة سوبدت لأنها ليست كباقي الظواهر الفلكية ولكنها ترتبط بموسم فيضان النيل وبداية موسم الزراعة عند المصري القديم.
وارتبطت السنة المصرية القديمة ارتبطًا وثيقًا بالمعبود تحوت أو جحوتي وهذا ما يُفسر بداية التقويم المصري /القبطي بشهر (توت) وفي أصله الهيروغليفي (تحوت) حيث تبدأ السنة المصرية في أول شهر توت الموافق 11 من شهر سبتمبر حسب التقويم الميلادي، ويوافق 12 سبتمبر في كل سنة كبيسة، عدد أيام السنة 365 وتُقسم السنة المصرية الفرعونية إلى 13 شهرًا متساوية كل منها 30 يومًا، وتقسم فصول السنة كذلك إلى ثلاثة فصول الفيضان (آخت) والحصاد (شمو) والشتاء (برت).
واعتمد المصري القديم أن يوثق ذلك التقويم على جدران المعابد والبرديات وكانت الإرهاصات الأولى لذلك التقويم الفلكي ظهرت من خلال أسطورة الخلق الأولى إيزيس وأوزوريس التي نُقشت على الممر الأفقي لهرم أوناس بسقارة.
مما يؤكد على ارتباط العلوم الفلكية المصرية بالجانب الروحي والديني؛ وكذا لم تنفصل السنة المصرية عن الجانب الشعائري المرتبط بأسطورة إيزيس وأوزيريس، حيث ارتبط موسم الفيضان بدموع إيزيس وبكائها على أوزيريس.
تبدأ أولى شهور التقويم المصري (التقويم التوتي) بشهر توت نسبة للمعبود تحوت/ جحوتي وأطلق عليه اليونان "هرمس" وهو رب الحكمة والفلك والكتابة ويُنسب له أنه أول من أخترع الحروف الهيروغليفية المُقدسة وعلمها للمصريين؛ ويُقال إنه تحول بحكمته إلى كائن رباني وتصوره جدران المعابد المصرية بهيئة آدمية ورأس طائر أبومنجل ونجد حضورًا واضحًا لتحوت وسط مجمع الآلهة كما ورد في كتاب الخروج في النهار (كتاب الموتى) فصل 95 "تعويذة للتواجد بالقرب من جحوتي /تحوت في مملكة الموتى" فيقول المتوفىَّ: أنا من يقدم العون عند الشجار ويحمي الكبير عند النزاع، لقد ضربت المرعب وأوجدت السكين القاطع في يد جحوتي أثناء النزاع.
ونقرأ أيضًا في فصل المحاكمة ووزن القلب الفصل 125 من كتاب الموتىّ، حيث وجود جحوتي وسط مجمع الألهة فنجده المسؤول عن سؤال المتوفىّ في العالم السُفلي فهو لن يسمح للمتوفىّ بالمرور من البوابات ليدخل إلى معية أوزيريس إلا عندما يقول أسماء الثامون المُقدس ؛ فيقول جحوتي للمتوفىّ: تعال، لماذا أتيت؟ فيرد المتوفىّ: أنا طاهر من السيئات، لقد ابتعدت عن الوشايات ولم أكن بين من كانوا في الخدمة.
فيقول له جحوتي: إذهب فقد أعلنت؛ خبزك هو العين المقدسة وجعتك هي العين المقدسة، قربانك الجنائزي على الأرض هو العين المقدسة.
وفي هذا العام يحتفل المصريين بعام 6265 الموافق 2023 ميلادي؛ وفيما يلي نستعرض الأشهر القبطية وأسمائها المصرية الفرعونية:

1- توت: نسبة للإله تحوت وفيه يحتقل الأقباط بعيد النيروز
2- بابة: نسبة للإله بي ثبوت
3- هاتور: تسبة للإلهة حتحور
4- كهيك: الإله كا- ها – كا إله الخير أو الثور المقدس
5- طوبة: الإله طوبيا إله المطر
6- أمشير : الإله مخير إله العواصف
7- برمهات : بامونت بمعنى الحرارة
8- برمودة : الإله باراهاموت إله الموتى أو الفناء
9- بشنس : الإله بخنسو إله القمر
10 – بؤونة : الإله با أوني إله المعادن
11- أبيب : نسبة إلى الإله أبيبي
12 – مسره : مسو – رع أي ولادة رع
13- النسي – كوجي: عيد أوزيريس في أول هذه الأيام.
فالمصري لا يستطيع أن ينفصل عن ذلك التواصل الحضاري المتوارث من الحضارة المصرية القديمة والذي استمر معه حتى الأن، وذلك دليل على الأصالة والإنتماء الحفاظ على الهوية المصرية، والتي تُعد فخرًا لكل من ينتمي لها.