علم الإثنولوجيا وقارة أفريقيا
د. إسماعيل حامد
من المؤكد أنه توجد ثمة أهمية إثنولوجية أو علم الأعراق أو الأجناس، في دراسة الشعوب والقبائل الأفريقية القديمة والحديثة.
ورغم ما يمكن أن يلاحظ من كثرة وتعددية التعريفات والمفاهيم الخاصة بهذا العلم من جانب، وكذا تعدد الدراسات التي تحدثت عنه من جانب آخر، إلا أن مصطلح "الإثنولوجيا" لا يزال يكتنفه بعض الغموض.
حيث يُنظر له بشكلٍ مختلف من بلد لآخر لا سيما في أوروبا، كما لا يزال الخلط بينه وبين علم الأنثروبولوجيا أمرًا ملحوظًا. ويهتم علمُ الإثنولوجيا بالدراسة التحليلية المقارنة للشعوب البدائية، ولا شك أن من أبرزها الشعوب والقبائل الأفريقية القديمة التي هي محور دراسة هذا الكتاب الذي نحن بصدده.
وعلى هذا، يقدم لنا علم "الإثنولوجيا" تصورًا مهمًا عن الشعوب والأجناس التي تعيش على الأرض عبر التاريخ.
ويبدو لنا دونما أدنى شك وجود اختلاف وتباين بين كل من مصطلح "الإثنولوجيا" من جانب، و"الأنثروبولوجيا" Anthropology من جانب آخر. ويشير هذا العلم- أي "الأنثروبولوجيا"- لـ"علم الإنسان" بصفة عامة، وذلك المصطلح الأوروبي الحديث يضم مقطعين: الأول "أنثرو" ويُقصد به: الإنسان، ولفظ "لوجو"- أو "لوجيا"-ويُقصد به: العلم، أي أن علم "الأنثروبولوجيا"، ويُقصد به: العلم الذي يهتم بدراسة الإنسان بصفة عامة، وليس الجنس أو العرق مثل علم الإثنولوجيا.
كما يهتم علم "الإثنولوجيا" بدراسة الظواهر الاجتماعية في تلك المجتمعات البدائية الخاضعة للدارسة الإثنولوجية، وذلك من خلال الاستعانة بـ"المنهج التاريخي"، بهدف التعرف على الظاهرة، ونشأتها، وتتبع مراحلها.
وتلك أمور في غاية الأهمية لدراسة إثنولوجية الشعوب والقبائل الأفريقية، وعاداتها، وثقافاتها، وكذلك تطورها عبر الحقب التاريخية.
ولندرك مدى الترابط بين علم "الإثنولوجيا" من جانب، وعلم "الأنثروبولوجيا" من جانب آخر، فمن المعلوم أن علم "الاثنولوچيا" يعتبر بدوره أحد الفروع الصغرى من علم الأنثروپولوچيا. أما علم "الأنثروبولوجيا" (أو الأنثروبولوجي) ذاته، فهو ذلك العلم الذي يهتم بدراسة أصل النوع البشري، وكذلك كل الظواهر التي ترتبط به.
















