

ناهد إمام
همس الكلمات
لغة العصر.. وأفكار خارج الصندوق!
تعودنا دائما، أن نلجأ وقت الأزمات، إلى الأفكار خارج الصندوق، لكن الحقيقة أن الواقع والتطور التكنولوجي السريع، يحتاج إلى تلك الأفكار، طوال الوقت، وليس وقت الأزمات فقط.
فمن الضروري، أن يكون هناك دائما أفكار خارج الصندوق ويشارك فيها الجميع كل في قطاعه، والخروج من عالم الروتينيات، وعدم الاعتماد فقط على الفكر الحكومي.
ويعد القطاع السياحي، من أكثر القطاعات التي تتطلب طرح أفكار جديدة للترويج والجذب السياحي، وما شدني وكان من الضروري إلقاء الضوء عليه، هو الفكر البسيط في مضمونه ولكن كان عامل جذب كبير ومؤثر في الحركة السياحية بمدينة الغردقة.
حيث قام حوالي 15 شيفًا، بتنظيم ما يسمى مهرجان الفواكه، على شواطئ الغردقة، واستخدموا كميات كبيرة من فواكه الصيف المتنوعة قدرت بحوالي 2 طن من مختلف الأنواع، والأكثر من ذلك قاموا بإعداد تورتة بطول 10 أمتار من الفواكه الطازجة، وسط جموع السياح.
وأسفر ذلك على الإقبال الكبير من السياح من المصريين والأجانب من نزلاء الفنادق والمنتجعات السياحية على المهرجان، وعمل جذب سياحي ملموس لشواطئ الغردقة ولاقي قبول وتفاعل السائحين، مع إدخال البهجة والسرور عليهم، وقاموا بتشيير صور مشاركتهم بالمهرجان إلى جميع أصدقائهم مع تعليق "الغردقة وسط الفواكه الطازجة"، على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، ما مثل أكثر أنواع الدعاية والترويج السياحي على أرض الواقع الملموس.
وبطبيعة الحال، رد الفعل الإيجابي للسياح مع تلك المهرجانات والأفكار غير التقليدية، يجعل ذلك من الضروري نموذج يحتذى به في الفنادق والمنتجعات في مختلف المناطق السياحية، وأن تحرص على خلق جو جاذب ويتذكره السائح للارتباط بالمنطقة السياحية ويحقق له الترفيه المنشود من الزيارة للمكان.
ومن الأفكار غير التقليدية أيضا، للجذب السياحي، تستحق الثناء، حيث أنها من فكر مجموعة من الشباب حديثي التخرج، خاصة، أن ما تقدمه العقول الشابة، تكون أفكارا خارج المألوف والمتعارف عليه، بل دائما يلجأ أصحاب الأعمال الخاصة، بالاستعانة إلى هذه العقول التي بالفعل تواكب أفكارها التطور السريع للعصر، وعلى سبيل المثال، الطالبتين "ندى وائل" و"فريدة أحمد"، بكلية الإعلام جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا في سنة التخرج، اختاروا مشروع تخرجهم، لتنشيط السياحة، وتضمنت الفكرة، حملة إعلانية تحت شعار ”المحروسة لتجديد الهوية المصرية البصرية" عن طريق تقسيم محافظات مصر إلى: محافظات ساحلية ومحافظات أثرية ومحافظات صحراوية، وذلك بهدف زيادة السياحة في مصر من ناحية والارتقاء بمستوي السائح الوافد إلى مصر بتوفير المعلومة الثقافية والتعريفية لهم، لتحقيق الترويج السياحي من جانب التنوع الثقافي والحضاري معا في مصر.
وتضمنت الحملة، أفكارًا جديدة، حيث تم عمل لوجو لكل تقسيمة من أنواع التقسيمات السياحية، وإعداد منشورات وكتيبات لكل المدن المختارة بحيث تشتمل على كافة المعلومات الخاصة بكل مدينة، من الناحية السياحية والخدمات المقدمة بها، سواء الخاصة بالفنادق أو المستشفيات والصيدليات، وأيضا الأسواق الشعبية بكل منطقة سياحية حتى تخدم السائحين بها وغيرها، مما ساهم في تحقيق ترويج غير تقليدي للسياحة وخدمة السائح بكافة المعلومات المطلوبة عند توجهه للمنطقة السياحية في أي محافظة من المحافظات.
أولستم تتفقون معي، أننا بحاجة جميعا إلى طرق الأبواب المبتكرة في مختلف القطاعات، حتى نرتقي إلى مرحلة التميز وبالتالي المنافسة، وليس مجرد التكرار دون أي نوع من الابتكار والإبداع، فلا مانع أن نتعلم من خبرات سابقة، والاقتضاء بها، ولكن الأهم هو الإضافة والتحديث والخروج عن المألوف، لمسايرة لغة العصر الحديث وتطوراته التكنولوجية!