"لوفيجارو": تطورات الأوضاع في النيجر تثير قلق الجزائر
ذكرت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية، أن تطورات الأوضاع في النيجر، التي تمتلك حوالي ألف كيلومتر من الحدود المشتركة مع الجزائر، تثير قلق الأخيرة.. مشيرة إلى أن الجزائر تعتبر النيجر البوابة الرئيسية للهجرة غير الشرعية من إفريقيا جنوب الصحراء.
وأضافت الصحيفة- في مقال حول الوضع في منطقة الساحل الإفريقي- أن وزارة الخارجية الجزائرية أعربت رسمياً عن "القلق العميق"، الذي تراقب به السلطات الوضع في النيجر ، وأدانت بشدة "محاولة الانقلاب" ضد الرئيس بازوم، وشددت على ضرورة العمل على الاستقرار السياسي والمؤسسي في النيجر، في مواجهة تحديات كبيرة في منطقة تواجه بالفعل أزمات متعددة الأبعاد ذات حدة غير مسبوقة".
وتابعت أن "الجزائر تعتبر أن السلام والاستقرار في منطقة الساحل يمران بالضرورة من خلال التنمية الاقتصادية، حيث أعلنت، في فبراير، عزمها تخصيص مليار دولار لعدد من المشاريع التنموية "التكاملية" في دول المنطقة الفرعية.. ويجب أن تكون النيجر أحد المستفيدين الرئيسيين.. ووقعت الجزائر والنيجر ونيجيريا أيضًا مذكرة تفاهم لإعادة إطلاق مشروع خط أنابيب الغاز عبر الصحراء القديمة، الذي يزيد طوله على 4 آلاف كيلومتر، والذي من شأنه أن يسمح بنقل الغاز النيجيري إلى أوروبا " .
وعلى الرغم من ذلك.. أشارت الصحيفة إلى أن النيجر ليست شريكًا اقتصاديًا رئيسيًا للجزائر فلم تصل حجم التجارة بين البلدين حتى إلى 600 مليون دولار في عام 2022، على الرغم من التفاهم الجيد بين نيامي والجزائر- لكنها تحتل المرتبة الثالثة في إفريقيا، بعد تونس وكوت ديفوار، للصادرات غير النفطية، من خلال تمويل مثل هذه المشاريع التنموية.
وأوضحت أن الجزائر تعتزم أيضًا جني بعض المكاسب السياسية، لا سيما استعادة بعض نفوذها في القارة الذي كانت تملكه في السبعينيات، في ذروة حركات التحرير، وتعزيز تعاونها مع النيجر ضد الإرهاب والهجرة غير الشرعية.
ولفتت إلى أن اجتماعا بين رؤساء أركان الجزائر ومالي والنيجر وموريتانيا في باماكو، في عام 2011، أعاد تنشيط هذا التعاون في إطار "لجنة الأركان العملياتية المشتركة'' المعروفة باسم (سيموك)، وهو هيكل عسكري يجمع بين القوات المسلحة لعدد من دول الساحل تحت رعاية الجزائر.
وأردفت الصحيفة أن على المستوى الثنائي، وقعت الجزائر ونيامي في عام 2021 اتفاقية أمنية أخرى تضمنت، من بين أمور أخرى، توأمة بين أكاديميات الشرطة في تمنراست ونيامي، وتوأمة بين ولاية عين قزام (الحدود الجنوبية للجزائر) ومنطقة أغاديز (شمال النيجر)، وشكلت مجموعة عمل لبحث سبل ووسائل تكثيف الجهود والتنسيق لتأمين المناطق الحدودية، ومكافحة الهجرة غير الشرعية، والجريمة بجميع أشكالها.



