عاجل
الجمعة 24 يناير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
قناة السويس.. سلاح التنمية الأول والأقوى في معركة الإرادة والسيادة “1”

قناة السويس.. سلاح التنمية الأول والأقوى في معركة الإرادة والسيادة “1”

على مدار نحو ساعتين ونصف الساعة، مدة المؤتمر الصحفي العالمي، الذي عقده الفريق أسامة ربيع، على المجرى الملاحي الجنوبي لقناة السويس؛ مرت تسع سفن تنتمي لعدة شركات ملاحة عالمية، ما بين حاملات لآلاف الأطنان من البضائع وناقلات المواد البترولية، والغاز المُسال.



 

 

تلك الكثافة في عدد السفن المارة، التي عبرت القناة خلال المؤتمر، الذي شرفت بحضوره؛ ترجمتها الإحصائيات التي أعلنها رئيس هيئة القناة، عاكسًا بذلك جهود رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، من اجتهاد وإخلاص في مواجهة تحديات ومتغيرات عالمية، شديدة التأثيرات السلبية على حركة التجارة العالمية، بداية بتأثيرات جائحة كورونا ومرورًا بما خلّفته من ركود وتضخم وارتفاع معدلات الكساد العالمي.

 

في ختام عرضه التفصيلي، للمشروعات التنموية بقناة السويس، ما يتضمن منها رفع كفاءة خدمة العبور، وزيادة معدلات الأمان، والقدرة التنافسية والاستيعابية، وخلق قيمة مُضافة للإيرادات عبر الخدمات اللوجستية؛ أعلن الفريق أسامة ربيع، تحقيق الهيئة رقمًا تاريخيًا غير مسبوق في الإيرادات بلغ 9.4 مليون دولار عن العام المالي 2022-2023م.

 

 

ويتضح حجم الإنجاز بمقارنة الأرقام المتحققة، بما كانت عليه عامي 2012 و2013، حيث حققت القناة إيرادات سنوية حينها 5.1 مليار دولار، وهو رد عملي على حروب الشائعات والتشكيك التي استهدفت الدولة المصرية، منذ ثورة 30 يونيو، وما تبعها من إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي، البدء في تنفيذ مشروع حفر القناة الجديدة.

 

 

يومها شكك المعادون للدولة المصرية، في قدرتها على الإنجاز، ثم في الجدوى الاقتصادية للمشروع، وهي الحملات نفسها التي تشن اليوم على مشروع تطوير وتعميق المجرى الملاحي الجنوبي الذي مرت منه السفن أمامنا بمعدل يفوق ثلاث سفن كل ساعة، ونحن نستمع لعرض تفصيلي من الفريق أسامة ربيع، قبل أن نطرح أسئلتنا التي تعكس مشاغل الرأي العام على رئيس الهيئة، ليجيب بما يمنح المصريين حقهم في المعرفة، ويهدم بالحقائق حملات شائعات المشككين.

 

 

يبلغ طول قناة السويس 162 كيلومترًا، غير شاملة البواغيز، مقسمة إلى ثلاثة قطاعات: شمال البحيرات المرة، ويبدأ من العلامة صفر، إلى علامة الكيلو 50 ترقيم قناة، والأوسط من العلامة 50 إلى 122 كم ترقيم قناة، والقطاع الجنوبي من 122 وحتى علامة الكيلو 162 ترقيم قناة.

 

 

"طوق نجاة القناة"، هكذا وصف الفريق أسامة ربيع مشروع قناة السويس الجديدة الذي أنجزته مصر، تخطيطًا، وتمويلًا، وتنفيذًا في غضون عام واحد من أغسطس 2014، ليفتتح المجرى الجديد أغسطس 2015.

 

المشروع شمل توسعة وتعميق المجرى الملاحي التاريخي ليستوعب كبريات السفن المُنضمة حديثًا لأساطيل النقل البحري، وإتاحة ازدواج ملاحي بشق المجرى الجديد بطول 72 كيلومترًا، من الكيلو 50 إلى 122 ترقيم قناة، لتختصر مدة المرور في 11 ساعة فقط، بما ترتب على ذلك من مضاعفة القدرة الاستيعابية والتنافسية لقناة السويس، بما مكّنها من استيعاب أكبر سفن العالم المنضمة حديثًا لأساطيل الملاحة الدولية.

 

 

ما مشروع تطوير المجرى الملاحي الجنوبي؟

 

 

القطاع الجنوبي يعني المجرى الملاحي للقناة جنوب البحيرات المرة، ويمتد من علامة الكيلو 122 حتى 162 ترقيم قناة، وينقسم إلى جزءين، الأول: شق مجرى ملاحي لتحقيق ازدواج بطول 10 كيلومترات من العلامة 122 حتى 132، موازيًا للبحيرات المرة الصغرى. الثاني: زيادة توسعة وتعميق المجرى الملاحي، ليتسع عند السطح باتجاه الشرق 40 مترًا، وعند القاع ٢٧ مترًا، من خلال أعمال تكريك 45 مليون متر مربع.

 

 

ما الهدف من هذا المشروع؟

 

الهدف رفع كفاءة القناة، من خلال زيادة نسبة الأمان الملاحي بمقدار 28%، عبر زيادة المسطح المائي والعُمق، وهو ما يتيح قدرة أعلى للسفن المارة على المناورة، ومع تزايد معدلات الأمان تزداد القدرة التنافسية للقناة وزيادة القدرة الاستيعابية للسفن المارة بما يقارب ست سفن إضافية يوميًا.

 

 

هل هذا المشروع وليد الأزمة الأخيرة الخاصة بجنوح السفينة"ever given"؟

 

إطلاقًا.. المشروع مُخطط له منذ فترة سابقة لتنمية القدرة التنافسية للقناة ورفع معدلات الأمان، ومحنة السفينة إيفرجيفين عكست قدرات المصريين، فهي سفينة عمق الغاطس 15.7 متر، أي ما يقارب عمارة خمسة طوابق، وقد نجح المصريون في تعويمها بطرق مبتكرة عبر التكريك وعملية الإنقاذ هذه تدرس اليوم حول العالم.

 

 

هل معدلات الجنوح مقلقة؟

 

هي الأقل عالميًا، فلم تتجاوز 0.009٪؜، من الواحد الصحيح، وهي نسبة لا تذكر وواردة، وتنتج عن أسباب عدة بينها أخطاء خاصة بقادة السفن وليس القناة، ولدينا مرشدون على أعلى مستوى من الكفاءة.

 

 

في ظل أزمة الدولار هل تنفيذ المشروع في هذا التوقيت يستنزف جزءُا من القدرة الدولارية للدولة؟

 

لا إطلاقا، فالمشروع بدأ في عام 2021، ومُخطط له عامان ونصف العام، وقد يستغرق 6 أشهر إضافية، وينفذ عبر شركة قناة السويس بمعداتها، ولا نستعين بأي خبرات أو شركات أجنبية، وبالتالي منذ العرض على الرئيس عبد الفتاح السيسي واعتماد المشروع كل نفقاته بالجنيه المصري. على العكس إنجازه وزيادة معدلات الأمان والقدرة الاستيعابية يعظّم من إيرادات القناة الدولارية.

 

 

لماذا هذه المدة؟

 

لأننا نعمل في الفترات الفاصلة بين عبور السفن فقط، حتى لا نعطل حركة مرور السفن، فنعمل في مجرى ملاحي قائم، وكذلك نستخدم كراكات الهيئة وشركاتها، ولا نستعين بأي شركات أخرى.

 

 

ما العملات التي تسدد بها الشركات العابرة رسوم المرور بالقناة؟

 

الدولار واليورو، ولدينا حزمة من خمس عملات أجنبية، تضيف إلى اليورو والدولار، اليوان الصيني وغيرها سيدرس تفعيلها.

 

 

من آنٍ لآخر يُعلن عن مشروعات إقليمية ودولية بخطوط نقل بحري وبري ما مدى تأثيرها على إيرادات قناة السويس؟

 

ندرس كل ما يتم الإعلان عنه، وأثره على قناة السويس، وجميعها لا يمكن لها أن تُحدث تأثيرًا سلبيًا ملحوظًا، فلن يؤثر على قناة السويس إلا قناة مثلها تقدم مميزات تفوقها في الأمان وزمن الرحلة ورسوم العبور، لكن مهما كانت قدرة ناقلات السكك الحديد وما تتطلبه من شحن وتفريغ، أن تنافس قناة السويس التي تعبرها سفن تحمل ملايين الأطنان. في مارس الماضي حققت القناة نسبة مرور تاريخية، بلغت 107 سفن في يوم واحد بحمولات إجمالية 6,3 مليون طن، بإجمالي إيرادات رسوم عبور 41.7 مليون دولار.

 

 

حملات الشائعات التي تستهدف القناة لا تتوقف.. فهل هناك إجراءات لتأجير القناة أو طرح أسهم في البورصة؟

 

القناة مصرية، وهذه شائعات، ما سيتم طرحه في البورصة هو 20% فقط من أسهم شركة الرباط، وهي إحدى شركات خدمات القناة، وليس القناة ذاتها.

 

وشركة الرباط هذه من الشركات الرابحة، فلدينا سبع شركات مملوكة لهيئة قناة السويس بينها خمس شركات رابحة، وطرح نسبة 20% في البورصة هنا من شركة الرباط وأسهم في البورصة المصرية، وتقدم الشركة خدمات الإضاءة للسفن خلال رحلة عبورها القناة، ومع زيادة معدلات عبور السفن تزداد أرباحها.

 

 

كيف حققت القناة إنجازها التاريخي في تعظيم إيراداتها لتصل إلى 9.4 مليار دولار في وقت تُعاني التجارة العالمية من أزمات التضخم والكساد؟

 

من خلال العمل بمنظومة علمية، إدارة البحوث والدراسات الاقتصادية، تتابع لحظيًا متغيرات سوق التجارة العالمية، وحركتها حول العالم، ويتم وضع سياسات تسويقية لقناة السويس، وتسعير رسوم العبور، وقد لوحظ مع أزمة كورونا وتوقف التجارة من وإلى الصين خلال الجائحة وتجارة الصين وحدها تمثل النسبة الأكبر من حركة المرور، فتمت دراسة الخطوط التجارية التي لا تمر من قناة السويس ومنحها تخفيضات زادت من الميزة التنافسية لقناة السويس، وتراوحت التخفيضات بين 25- 75%، لتعويضهم عن طول الرحلة ودفعهم لتغيير مساراتهم، وهنا لم نضع 75% كما يظن البعض بل ربحنا 25% لم تكن تأتي إلينا من الأساس.

 

وهذه الإجابات وما عرضه الفريق أسامة ربيع يعكس تعاطيًا علنيًا مع المتغيرات والتحديات، وقدرة على تحويل المحن إلى منح، فيقول بإذن الله ستظل قناة السويس قادرة على المنافسة عالميًا، مع تطويرها الدائم ودراسة جميع المشروعات التي يجرى الإعلان عنها.

 

 

فالقناة ليست فقط ممرًا ملاحيًا، بل تجرى على ضفتيها مشروعات عملاقة لخلق قيمة مضافة لمواردها، أحد مستجدات تلك المشروعات التي بدأت تُثمر، مشروعات تموين السفن بالوقود، وكانت تذهب مسرعة لموانئ منافسة لتزود بالوقود، وتعظم مصر الآن من قدراتها في صناعة السفن وصيانتها، وصناعة الحلويات وصيانتها، وغيرها من الخدمات اللوجستية، والمشروعات الإنتاجية مثل المزارع السمكية، ومشروعات إمداد مدن القناة الثلاث بمياه الشرب.

 

 

وقطعت مصر خطوات كبيرة لاقتحام سوق صناعة وسياحة اليخوت، والمنافسة بقوة لجذب حصة منه، تعظّم من إيرادات مصر الدولارية.

 

 

ففي هذه القناة التي يعظّم قدراتها الأحفاد اليوم، جرت دماء أجدادنا الشهداء قبل أن تجري المياه في افتتاحها الأول.

 

 

فمنذ 153 عامًا، عمرها المديد كانت وستظل رمزًا للإرادة والسيادة الوطنية.. وللحديث إن شاء الله بقية.

 

 

 

 

[email protected]

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز