عاجل
الثلاثاء 4 نوفمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
مصر للبترول
مصر للبترول
مصر للبترول
مصر للبترول
البنك الاهلي
عودة الريف.. صاحب الخير!

عودة الريف.. صاحب الخير!

عندما يستحوذ الريف على عدد سكان يصل إلى أكثر من حوالي 57% من إجمالى سكان الدولة البالغ عددهم حوالي 108 ملايين نسمة، ورغم ذلك يعتمد على المدينة في توفير احتياجاته.



 

وأيضًا عندما كان الريف المصري في العشرينيات والثلاثينيات يعاني الأمراض المعدية المهلكة كالسُل والجدري والملاريا والبلهارسيا والكوليرا وغيرها من الأمراض.. ورغم ذلك كان قاطنوه قادرين على الزراعة والإنتاج.

 

وكان الريف في تلك الأيام، هو مصدر تغذية الحضر بكل ما يحتاجونه من مواد غذائية أساسية، كما كان يكفي احتياجات قاطنيه.. ليصبح الآن عبئا على سكان المدينة.. هذا كله يجعلنا لا بد من التوقف والتفكير!

 

خاصة مع الرسالة التي فجرها الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال لقائه مواطني البحيرة، عندما قال "إن الريف المصري منذ خمسين عامًا كان يغطي متطلباته ويعطي جزءا للمدن".

 

وبصورة عملية نجد أن الريف لم يعد كما يوصف في الماضى بـ"صاحب الخير"، وبالتالي كان لا بد من التساؤل: ماذا أوصل الريف وأهله إلى تلك الحالة ليصبح عبئًا على الدولة بدلًا من الاستفادة من خيراته؟

 

ونرى من وجهة نظرى، أن أولى تلك الأسباب تتمثل في هجرة الريفي لخارج البلاد، أو تفضيل البحث عن مصدر الرزق في الحضر القاهرة أو الإسكندرية، ما أدى إلى تزاحم أهل الحضر على فرص العمل، وذلك بدلا من العمل ونهضة وتنمية الريف.

 

وأيضًا من أسباب تراجع خير الريف، هو تغلب التحضر والتمدين على العادات الأساسية التي كانت تميز الريف، وهي توفير مصادر الطعام، حيث أصبح لا يوفر احتياجاته ويعتمد على الحضر لتوفيرها، ويأتي في المقام الأول توفير الخبز، حيث اختفى المنظر الريفي الجميل من تجمع السيدات لعجن وخبز رغيف الخبز المميز، من صنع الريف وأصبحوا يعتمدون على الخبز القاهري، كما اختفت المرأة التي كانت تنام مبكرًا وتستيقظ في الصباح الباكر وتربي الدواجن وتوفر البيض والزبدة البلدى والفطير المشلتت، فقد اختفت بالفعل منتجات وخيرات الريف الوفير.

 

واختفى الشاب الذي يعرف معنى قيمة الأرض الزراعية ويحرص على زراعتها وحمايتها... وغيرها.

 

ولذلك فإن عودة ريف الخير مرة أخرى، تتطلب نجاح الآمال المعقودة على عدة نقاط، أولا: استكمال مراحل المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" التي تم تدشينها منذ عام 2019، التي كانت من ضمن أهدافها الاستراتيجية، بناء الإنسان، وتوفير فرص عمل لائقة ومنتجة، داخل القرية والريف بدلًا من النزوح للخارج.

 

ثانيًا: تنفيذ مخطط البرنامج القومي لتطوير الريف المصري الذي تم الإعلان عنه عام 2021، والعمل على استكمال مشروعات البنية التحتية الأساسية من شبكات المياه والصرف الصحي، شبكات الغاز، الكهرباء الاتصالات والإنترنت، والخدمات العامة والاجتماعية من المدارس، المستشفيات والوحدات الصحية، مكاتب الخدمات، الوحدات الزراعية والبيطرية، مراكز الخدمات الأمنية، المراكز التكنولوجية، مراكز الشباب.. وتوفير فرص العمل والتمكين الاقتصادي، وتنمية الحرف اليدوية التي يتميز بها الريف.

 

ثالثًا: عودة النهضة الزراعية بالريف من خلال تحديث وتطوير قطاع الزراعة، الذي يعد القطاع الاقتصادي الرئيس في الريف، والعمل على نجاح مشروع استصلاح وتنمية المليون ونصف المليون فدان كمرحلة أولى من أربعة ملايين فدان، إلى جانب تشجيع التصنيع الزراعي في الريف والذي يحقق مزيدا من رفع القيمة المضافة للقطاع الزراعي، وتوفير مزيد من فرص العمل المستدام وشبه المستدام خاصة للنساء، والحفاظ على المحاصيل الزراعية من الهدر، وتوفير الغذاء.

 

أولستم تتفقون معي، أن هناك الحاجة إلى تعظيم الاستفادة من صور العديد من المبادرات الرئاسية، والتي في مقدمتها مبادرة "حياة كريمة" التي تحولت إلى مشروع قومي، بهدف عودة الريف المصري إلى ما كان عليه في السابق من خير وعطاء وفير والعودة إلى شعار "خيرات بلدنا من الريف"!

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز