عاجل| غرام وانتقام.. "نيرة" و"محمد" قصة حب مأساوية.. أبرز محطات
الدقهلية - مي الكناني
عام مر على واحدة من أبشع الجرائم التي شهدتها محافظة الدقهلية، وهي مقتل الطالبة نيرة أشرف على يد زميلها محمد عادل، بعدما طعنها ونحرها من رقبتها أمام بوابة جامعة المنصورة، لرفضها الارتباط به.
القضية أثارت الرأي العام نظرًا لبشاعة الجرم الذي ارتكبه المتهم، بعدما ذبح زميلته بدم بارد على مرأى ومسمع من الجميع في الشارع، وهدد كل من حاول إبعاده عنها، ليقرر عقابها على رفضها له ولكن بطريقته الخاصة.
كنت بساومها يا ترجعلي وكل حاجة تخلص يا هقرفها، وفي رمضان اللي فات قررت أخلص منها، وقولت أنا لازم أخلص عليها وما أخليهاش على وش الدنيا"، اعترافات مثيرة أدلى بها المتهم أمام جهات التحقيق أثناء استجوابه، رصد خلالها رحلة تعارفه بالمجني عليها داخل الجامعة قبل عامين من قتلها، وتحولها إلى إعجاب وحب متبادل حتى قررت الضحية الابتعاد عنه، وأغلقت جميع أبواب التواصل بينهما، إلا أنه حاول بكافة الطرق إعادة علاقتهما، لكن محاولاته باءت بالفشل وخلقت بينه وأسرتها خلافات، وحرروا ضده عدة محاضر بسبب تعرضه المستمر لابنتهم، كما عقدوا جلسة عرفية لإبعاده عنها، لكن عشقه لها وتمسكه بها كان أقوى.
وجاء في نص اعترافات المتهم: حد قالي إنها شتمتني حطيتها في دماغي وكنت عايز ارد كرامتي، وكنت بطلب منها نخلص الحوارات ونرجع لبعض وهي كانت بترفض، وفي رمضان اللي فات قررت أخلص منها، وقولت أنا لازم أخلص عليها وما أخليهاش على وش الدنيا، ونزلت النهاردة ٢٠٢٢/٦/٢٠ ومعايا السكينة، وركبت الأتوبيس، ولقيتها قاعدة هي وزمايلها، ولما لقيتها قولت دي فرصة إن أنا أريح نفسي وأخلص منها وهي نازلة من الباص، وأول ما نزلنا هي كانت سبقاني شوية، وهي نزلت وكان كل اللي في دماغي إن أنا أروح أخلص عليها، ومشيت وراها وأول ما قربت منها طلعت السكينة من الجراب اللي كنت حاطه فيها، وشفيت غليلي منها، وفي ناس قربوا مني علشان يحوشوني عنها، فأنت قولتلهم اللي محدش يقرب مني، وهوشتهم علشان محدش يقدر يخلصها من إيدي لحد ما خلصت عليها خالص، وساعتها في واحد مسكني من ضهري، وشالوني بعيد.
اعترافات تفصيلية قادت محمد عادل لحبل عشماوي، وحققت لدى هيئة محكمة جنايات المنصورة يقينًا تامًا بالقصاص من قاتل زميلته، خاصة مع وجود مقاطع فيديو توثق لحظة ارتكابه الجريمة، لتصدر حكمها بعد 3 أيام بإحالة أوراقه لفضيلة مفتي الجمهورية، ثم يُصدق على الحكم بعد 16 يومًا من المذبحة.
لم يقف دفاع محمد عادل عند حكم الدرجة الأولى، وأعلن عدد من المحامين وعلى رأسهم الراحل فريد الديب، تقدمهم بمذكرات طعن أمام محكمة النقض، في محاولة منهم لتخفيف الحكم، إلا أن المحكمة قضت في 9 فبراير برفض الطعن، وأيدت حكم الإعدام ليصبح باتًا واجب النفاذ.
وعقب ذلك تقدم دفاع المتهم بمذكرة أخرى أمام محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة، طالب خلالها بإيقاف تنفيذ الحكم لحين عرضه على الطب النفسي، وقضت المحكمة بعدم الاختصاص في جلسة 10 يونيو الماضي، لتغلق كافة الطرق القانونية التي حاول من خلالها الدفاع الإفلات برقبة القاتل من حبل المشنقة.
وقبل 24 ساعة من تنفيذ الحكم، سمحت السلطات الأمنية لأسرة محمد عادل بزيارته داخل محبسه، دون إخطارهم بموعد الإعدام، والذي نفذ في السادسة صباح الأربعاء داخل سجن جمصة، في حضور ممثل النيابة العامة ورجل دين، وتم نقل الجثمان لمشرحة مستشفى المنصورة الدولي تحت حراسة أمنية مشددة.
مكث جثمان محمد عادل داخل المشرحة لمدة 7 ساعات، حتى تسلمته أسرته، وخرج من ذات البوابة التي خرج منها جثمان ضحيته نيرة أشرف قبل عام، ليتجاور الاثنين معًا في مقابر المحلة الكبرى.